IMLebanon

عندما يستغل «حزب الله» مظلومية عرسال

مع تزايد خسائره على الساحة السورية مؤخراً وتحديداً في المنطقة الواقعة خلف سلسلة الحدود الشرقية، ومع محاولته المستمرة منذ أيام للسيطرة على بلدتي «الهريرة» و»أفرة» الواقعتين في وادي بردى والقريبتين من الزبداني الذي عمل على خرق الهدنة فيهما منذ نهار الجمعة الفائت، عاد مسؤولو «حزب الله» وجوقة حلفائه في «الممانعة» الى العزف على مقولة «تحرير عرسال من الإرهاب التكفيري» كما يدعون، متخذين من الأحداث الأمنية الأخيرة التي حصلت في البلدة والتي استهدفت بعض شبابها ورجالاتها كما حادثة الاعتداء على مختار البلدة محمد علولي غطاء من أجل تنفيذ حلمهم بالسيطرة على عرسال وجرودها وضمها الى مشروع «حزب الله» التوسعي الذي كان قد بدأه مع دخوله الى سوريا بتهجير أهالي «الطفيل» و«القصير» و»قارة» وغيرها من قرى القلمون ضمن مشروع ترانسفير طائفي متحججاً بـ«حماية المقدسات والقرى الشيعية الموجودة هناك« تارة وبـ»الواجب الجهادي» تارة أخرى.

فبالأمس استعاد نائب كتلة «الوفاء للمقاومة» علي فياض مقولة «تحرير عرسال من الإرهاب التكفيري» متخذاً من الصرخة التي أطلقها أهالي البلدة قبل أيام غطاءً ، داعياً الى أن «تتضافر كل الجهود لتحريرها من قبضة الإرهاب التكفيري الذي يبقى شوكة تهدد خاصرة أمن واستقرار هذا البلد«.

غير أن فياض ومعه مسؤولي الحزب وحلفاؤه في محور «الممانعة»، يبدو أنهم تناسوا أن «الإرهاب التكفيري» الموجود في جرود عرسال سببه انخراطهم في الحرب السورية وقتالهم الى جانب نظام الإجرام الأسدي ضد الشعب السوري الحر. فنتيجة هذا الأمر شرّع الحزب الحدود أمام لهيب النار السورية، وأدى الى استجلاب الإرهاب الى جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع وغيرها. هذا «الإرهاب» الذي قال عنه الحزب إنه موجود في سوريا من أجل حماية لبنان منه، فإذا به يستهدف المدنيين في عرسال والقاع والجيش اللبناني سوياً ويعتدي على الآمنين من مدنيين وعسكريين في بيوتهم ومراكزهم كما هو واقع الحال في بلدة عرسال الواقعة بين مطرقة طموحات الحزب وسندان إرهاب الجماعات المسلحة في جرودها.

فوطنية أهالي عرسال وتمسكهم بدولتهم، دفعتهم الى رفض أي أمن ذاتي من أجل حمايتها وتحرير جرودها من سطوة الجماعات المسلحة أو الاستنجاد بالحزب والطلب منه مساعدتهم وحمايتهم. فأهالي عرسال يدركون جيداً أن من يحمي بلدتهم وجرودها، التي هي جزء لا يتجزأ من الأراضي اللبنانية، هو فقط سلاح مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية دون غيرها، فهي الوحيدة المخولة الدفاع عنهم وعن أمنهم وسلامتهم، ولأجل ذلك لجأ أهالي البلدة الى قيادة الجيش من أجل تعزيز مراكز الجيش فيها وتواجده داخل البلدة، التي دفعت فاتورة كبيرة نتيجة مواقفها الوطنية ووقوفها الى جانب المظلومين وحماية اللاجئين الهاربين من بطش الأسد وإجرامه وحليفه «حزب الله».

فكلام مسؤولي الحزب المعسول والمستجد تجاه أهالي عرسال وخوفهم على أمن البلدة وسلامة سكانها، لا يمكن أن يقنع أهالي البلدة بأنه يخشى عليهم من «إرهاب تكفيري»، لا يخدم إلا أجندة حليفه النظام السوري ولا يعمل سوى لمصلحته وحلف «الممانعة». فهذا الإرهاب الذي يتخوف منه الحزب على عرسال وأهلها، لم يخض معه الحزب معركة واحدة، وجهاً لوجه، على الرغم من التماس بين مقاتليه ومقاتلي هذا «الإرهاب التكفيري« في أكثر من جبهة. كما أن هذا الإرهاب الذي يتخوف منه الحزب على أهالي البلدة، تمر عناصره وإمداداته بالذخيرة والتموين بشكل مستمر وبكل راحة على طريق خاضعة لسيطرته وحليفه ليصل الى جرود القلمون وعرسال والى مناطق يمنع النظام والحزب عنها الماء والهواء والغذاء بهدف السيطرة عليها كما في «مضايا» و»الزبداني» وقرى «وادي بردى» وغيرها.

عبثاً يحاول مسؤولو الحزب وحلفاؤهم تصوير أنفسهم على أنهم في موقع الخائف على أمن عرسال وسلامة أهلهم، فيما هم في غرفهم السوداء وبالتنسيق مع حلفائهم ومجموعاتهم الشيطانية التي يستعملونها متى أرادوا في زعزعة أمن أي بلدة يريدون، يحيكون المخططات لتهجير أهالي هذه البلدة الصامدة والصابرة على شيطنات الحزب وحلفائه في محور «الممانعة».