IMLebanon

اين تقف القوات اللبنانية من النسبية؟  

حدثان  مهمان سابقا  بقية القضايا مشكلة طائر النورس ومشروع قانون انتخاب جديد. الحدث الاول يبدأ بالتراجع، مقابل احتدام النقاش حول القانون الجديد. لكن من يعتبرون انفسهم حماة للبيئة مستمرون في معركة  حماية هذا الطائر المهدد بالانقراض  وذلك في مواجهة المدافعين عن حياة الركاب وسلامة الطيران المدني، ويخيرون انصار البيئة  بين حياة طائر او حياة  راكب.

بأي حال هو موضوع مسلٍ  وظريف في بلد ممنوع فيه الصيد. ولولا ان قانون الانتخاب يهم الجميع لكان بدوره هو مسلٍ وظريف. لكنه  تحول الى برنامج عمل لكل الاحزاب والتكتلات السياسية وأتت مجاهرة رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط برفض قانون النسبية لتزيد من الحماوة خاصة، وان حركة امل وحزب الله جاهرا برفض قانون الستين النافذ، واصرا على قانون النسبية.

الجدل مستمر

الجدل مستمر، وكل جهة متشبثة برأيها، لكن سير النقاشات يوحي باستحالة ولادة قانون جديد يعتمد على النسبية بسبب المعارضة الشديدة لها.

يمكن القول ان جنبلاط يقود حاليا المعركة ضد قانون النسبية  ولم يتردد في اعلان تمسكه بقانون الستين، اي قانون الاغلبية  في كل دائرة على حدة، فالمرشح الفائز هو المرشح الحاصل على اكبر عدد من الاصوات.

ويمكن مثلا لمرشح الفوز اذا جمع الفي صوت في حال لم يحصل المرشح المنافس على هذا العدد او اكثر بينما يمكن لمرشح ان يجمع في دائرة اخرى ١٠٠ الف صوت. لا يفوز.

الثغرات كبيرة وكثيرة في قانون ٦٠، واثيرت قضية تعديله والتوصل الى قانون جديد، بعد فوز مرشحين في دوائر بغير اصوات طائفتهم، الامر الذي ادى الى احتجاج بعض الطوائف وخاصة المسيحيين.

زعماء المسيحيين

الملفت ان المسيحيين او زعماءهم يرفضون قانون ١٩٦٠ خاصة حزب الكتائب ورئيسه النائب سامي الجميل في المؤتمر الصحفي الذي عقده اول من امس، ولكن كيف انتخب نواب الكتائب والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والمستقلين كالنائب بطرس حرب، اليس قانون الـ٦٠ هو الذي فتح  المجال لكل النواب بالفوز، والامر نفسه ينسحب على نواب حزب الله وامل.

قد تكون هذه وجهة نظر النائب جنبلاط والمستغرب استيقاظ البعض على النسبية.

وليد جنبلاط

لقد كان جنبلاط خلال ترؤسه الحركة الوطنية من اشد المدافعين  عن النسبية  لكن مع جعل لبنان دائرة انتخابية واحدة بحيث يتم التنافس على اساس حزبي ووفق برنامج عمل ثم تبين ان الموضوع لم يكن سوى مجرد حلم يشبه احلام الاشتراكيين  والطامحين الى الغاء الطائفية السياسية وغيرهم من الاصلاحيين.

يخطئ من يظن ان جنبلاط يرفض النسبية لوحده وبمفرده اذ هناك قوى سياسية ترفض الـ  ٦٠ لكنها ضمنا تعلم انه هو الذي اوصل كتلته الى مجلس النواب وان لولاه لما بنى زعامته.

قد يكون رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع من انصار العودة الى قانون الــ ٦٠ فحلفه كما تقول القوات مع التيار الوطني الحر سيعوض عن اي قانون جديد، لان هذا الحلف سيعبر عن ارادة المسيحيين.