IMLebanon

من يقف وراء الانقلاب في تركيا؟

هذا السؤال الطبيعي يدور في رؤوس كل الناس خصوصاً أنّ الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اتهم الاميركيين والمعارض التركي الذي يسكن في أميركا فتح الله غولن بالتخطيط والقيام بالانقلاب. فإلى الى أي مدى هذا الاتهام حقيقي.

ببساطة، ان أميركا تريد إقامة دولة كردية وهي تساعد الأكراد عسكرياً ومالياً لإقامة دولتهم وأهمية ذلك بالنسبة للأميركيين أن هذه الدولة ستكون مبرراً لقيام دويلات طائفية في المنطقة، أي دولة علوية وأخرى شيعية وأخرى درزية وأخرى مسيحية وكل ذلك من أجل أن يكون هناك مبرّر طبيعي وجدّي لإقامة دولة «يهودية»… وطبعاً هذا هو الهدف الأسمى لأميركا لأنها تعرف أنّ هذا الكيان الصهيوني المتمثل في الدولة العبرية اليوم أي ما يسمّى بإسرائيل لا يمكن أن يعيش، وآجلاً أم عاجلاً سوف تسقط دولة إسرائيل لأنها جسم غريب عن المنطقة لن يكتب لها البقاء… طبعاً هذا لن يتم اليوم ولكن لا يمكن لدولة طائفية مثل إسرائيل أن تعيش في هذا العالم ضمن التناغم بين الأطياف الموجودة في معظم الدول العربية لا سيما التعايش في لبنان… ومن هنا بدأت المؤامرة في لبنان منذ عام 1973 أي قبل بداية الحرب الأهلية اللبنانية.

وللتاريخ أيضاً نقول إنّ أيام الحكم العثماني وبينما كانت الدولة العثمانية تعاني من تعثر أوضاعها الاقتصادية حيث سمّيت بـ»الرجل المريض» عُرض على السلطان عبد الحميد في ذلك الوقت إغراءات تمثلت بتقديم مساعدات مالية كبيرة وحل المشاكل الاقتصادية مقابل السماح بإقامة دولة يهودية في فلسطين فرفض السلطان عبدالحميد، ولذلك بعد الحرب العالمية الاولى وسقوط الدولة العثمانية جاء تنفيذ «وعد بلفور» بالتواطؤ الانكليزي – الفرنسي ولاحقاً الاميركي على العرب وتسهيل إقامة دولة إسرائيل اليهودية وطبعاً رفض العرب التقسيم بإقامة دولتين، دولة فلسطينية للعرب ودولة إسرائيلية لليهود على أرض فلسطين.

هذا أولاً، كذلك عندما أرادت أميركا غزو العراق رفضت تركيا السماح للطائرات الاميركية بالانطلاق من القواعد العسكرية الاميركية في أراضيها للإغارة على العراق، وكان هذا سبباً ثانياً لأن تخطط أميركا للإستغناء عن النظام التركي، أي حزب «العدالة والتنمية» الذي يحكم تركيا وأرادت أن تعاقبه.

شعر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالمؤامرات عليه لذلك قام أخيراً بعدة مصالحات كان أولها المصالحة مع روسيا واعتذر عن إسقاط الطائرة الروسية وأعاد العمل بالتبادل السياحي وقامت روسيا بإعادة السماح للسياح الروس بالذهاب الى تركيا وهم يشكلون مورداً مهماً للاقتصاد التركي… والأهم العمل على إكمال مد خط الغاز الذي يمر عبر الاراضي التركية الى أوروبا.

كذلك فإنّ اردوغان تصالح مع إسرائيل وعمل على التهدئة معها، وكذلك فعل مع الاكراد، حتى أنه أراد أن يجنّس مليوناً ونصف مليون مواطن سوري بمنحهم الهوية التركية.

ولكن، الأهم من ذلك كله أنّ مستقبل تركيا على الصعيد الصناعي أصبح متقدماً جداً وبمصاف الدول الكبرى وهذا ما لا تقبل به أميركا إذ أنها تخاف من الدور التركي في المستقبل القريب خصوصاً أنّ النظام التركي الاسلامي المعتدل ليس في مصلحة أميركا لأنها تريد النظام المتطرّف كما تفعل في إيران وكما تدعم «داعش» ولكن بطريقة مختلفة، وكل هذا من أجل مصلحة إسرائيل وبقائها.