IMLebanon

لماذا أورث جنبلاط تيمور القيادة قبل الانتخابات الفرعيّة؟

يبدو جلياً أن تيمور جنبلاط بات سيد المختارة وقد أخذ عن والده حملاً ثقيلاً من خلال استقبالاته للوفود الشعبية والمجالس البلدية، وصولاً إلى استقبالات كليمنصو التقليدية كل ثلاثاء، وإن لم تكن بحجم استقبالات المختارة على المستوى الشعبي، لكن المواعيد السياسية محصورة في غالبيتها في كليمنصو، لكن يبقى السؤال الكبير لماذا هذا التوريث المبكر، والمفاجأة الجنبلاطية من قبل رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط بدفع نجله إلى المعترك السياسي، ومن ثم السفر إلى باريس، والذي عاد منها نهاية الأسبوع الفائت.

وهنا تكشف مصادر مقربة من جنبلاط، أن زيارة النائب جنبلاط إلى باريس كانت لترتيب الإقامة ومنزله وملفاته، والتحضير لمرحلة جديدة قد تكون باريس أبرز المحطات فيها للإقامة بين فترة وأخرى، وبخلاف المرحلة الماضية، إذ ستطول إقامته فيها، كما هنالك أجواء عن مشروع كتاب ومذكّرات يجري التحضير له عن كل المراحل التي عاشها، بينما الوقت الآخر سيكون بيئياً بامتياز، وهو المعروف عنه شغفه في هذا الحقل، إذ سيتابع ويواكب الشأن البيئي بدءاً من منطقته إلى كل المناطق اللبنانية، وصولاً إلى استكشافات سياحية وتراثية ومعمارية في دول غربية وعربية من خلال رحلات عائلية سيقوم بها برفقة الدائرة الضيقة لأصدقائه. وتلفت المصادر إلى أن هنالك تحضيرات يجري الإعداد لها لتوسيع رقعة انتشار تيمور سياسياً، وذلك من خلال السعي لإعادة هيكلة وترتيب وضع الحزب التقدمي الإشتراكي عبر نخبة شبابية تكون إلى جانبه، وبعدها يجري الإعداد لجمعية عمومية للحزب، حيث سيُنتخب تيمور رئيساً للحزب التقدمي في حال لم يكن هنالك ترشيحات أخرى، ومن ثم يتم بعدها تشكيل مجلس قيادة شبابي جديد، فتدخله مجموعات شبابية تشارك لأول مرّة في هذا المجلس. كذلك بات واضحاً أن الأقرب، ومن سيكون المعاون السياسي هو الوزير وائل أبو فاعور، الذي كان إلى جانبه في المختارة كما في كليمنصو، ومن سبق وكان برفقته في زيارة السعودية وبعض الدول الخليجية.

أما بالنسبة لموضوع النيابة، تقول المصادر فالمحسوم أن رئيس «اللقاء الديمقراطي» لن يترشّح إلى النيابة، ولكنه جمّد استقالته فقط لاستحالة حصول انتخابات نيابية فرعية، على اعتبار أن صديقه الرئيس نبيه بري وضعه في أجواء صعوبة إجراء هذه الإنتخابات بعد التمديد للمجلس، وصولاً إلى أن البعض يرى أن وضع جزين يختلف عن الشوف وزغرتا، حيث سيستقيل أيضاً النائب سليمان فرنجية، بمعنى أن بري سيكون في مواجهة عون مرة جديدة في جزين، والظروف اليوم غير مؤاتية لهذه المعركة، لكن بري وعد سيد المختارة بتحديد موعد لهذه الإنتخابات عندما تحين الظروف المؤاتية.

وأخيراً، فإن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هو لماذا وبشكل مفاجئ، ودون سابق إنذار، بدأ تيمور باستقبال الوفود الشعبية في المختارة والسياسيين في كليمنصو، هنا يُنقل عن المصادر بأن جنبلاط، وبعد شهادته أمام المحكمة الدولية، وما قدّمه من معلومات وقراءة مفصّلة لواقع النظام السوري ودوره في لبنان، فإنه رأى أنه من الضروري عدم انتظار انتخابات فرعية، لتسليم القيادة لنجله تيمور في ضوء المخاطر المحدقة به، وخصوصاً بعد المثول أمام المحكمة الدولية كشاهد أساسي، وبمعنى أوضح أن الكثيرين تمنّوا عليه أخذ الحيطة والحذر والتنبّه، لأن ما بعد هذه الشهادات في لاهاي ليس كما قبلها، وعلى وجه التحديد في ظل هذا التوقيت أو الفراغ السياسي السيىء، حيث يعيش النظام السوري أدقّ مرحلة من حياته، في ظل المتغيّرات الميدانية التي تحصل في سوريا.

وفي المحصلة، فإن النائب جنبلاط خبير تؤكد المصادر ويعرف خلفية النظام السوري، أي أن الزعيم الجنبلاطي له من الخبرة ما يدفعه إلى الإسراع في توريث نجله ومراقبته وتوجيه النصح له، وبالتالي يُنقل عن المقرّبين من رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي ارتياحه لما بدر من نجله من قدرة على الإمساك في زمام الأمور وبشكل سريع.