IMLebanon

لماذا الصمت المسيحي الدولي ازاء البربرية؟

يبدو ان الارهابييّن غيرّوا وجهة حقدهم ووحشيتهم في مختلف بلدان العالم، فبعد إطلاقهم شتى انواع الاتهامات بحق المسيحييّن ، وتسميتهم بـ«الكفّار» وغيرها من العبارات المرفوضة، باتوا يخططون لقتل المسيحيين في الكنائس على غرار ما جرى قبل شهر في بلدة القاع المسيحية الحدودية. وقبل ايام دخل ارهابيان كنيسة في مدينة روان الفرنسية، حيث قاما بذبح الكاهن جاك هامل، الذي يبلغ من العمر 86 سنة، فسقط شهيداً داخل كنيسته …

هذا المشهد المأساوي بات يتكرر كل فترة ويتنقل من بلد الى آخر على حدّ قول مصادر مسيحية، عبر طرق وحشية بربرية لقتل اناس ابرياء يسقطون شهداء على ايدي المنظمات الارهابية، التي تدعّي الايمان وتنفذ جرائمها تحت الرايات الاسلامية. في الامس العراق وليبيا ومصر والاردن ثم سوريا ولبنان واليوم بعض الدول الاوروبية.

وتضيف المصادر، الكل يتذكر كيف بدأ الارهابيون بقتل المسيحيين في العراق وتحديداً في الموصل، حيث كان حرف «النون» علامة فارقة على حائط كل بيت نصراني، الذي دفع ثمن ايمانه بالتهجير عن بلده وتشتته في الدول المجاورة او الاوروبية،  والى ما تعرّض له اقباط مصر من شتى انواع الضغوطات والحوادث الدامية التي قضى بنتيجتها عدد كبير من الشهداء الأقباط، مع ما رافقها من تهديم للكنائس. في ظل مشهد حرق عدد كبير منها وإضطهاد المسيحيين المتنقل، تحت عناوين مخيفة انتقامية لا ذنب للمسيحيين فيها لانهم كانوا وما زالوا يدفعون ثمن الازمات العربية. مما يؤكد بأن الدول العربية لم ولن تكون حامية وضامنة لهم، ما جعل المسيحية العربية تواجه خطراً وجودياً في العراق وفلسطين وسوريا ومصر والاردن ولبنان وغيرها من الدول، والمطلوب وقفة تضامنية عربية ودولية فعلية لا تحوي فقط بيانات إستنكار، انما الاتفاق بشكل نهائي بين الدول كافة لضرب الارهاب الذي بات منتشراً في اغلبية الدول.

وعلى الخط المحلي وإزاء ما يجري كل فترة من إضطهاد و«فشة خلق» بالمسيحيين، لم نشهد اي تضامن فعلي حقيقي تقول المصادر، وإن جاءت بعض التصاريح الخجولة من بعض السياسيين، فيما المطلوب توحيد الكلمة في ما يخص ضرب الارهاب والتصّدي له، خصوصاً على الحدود اللبنانية – السورية وبلدات البقاع الشمالي تحديداً، اذ ما زالت بعض الاصوات النيابية والسياسية تتنصل من هذه المهمة، وتعلن تأييدها المبطّن لهؤلاء الارهابيين لأسباب دينينة مذهبية، كما تبدو بعض المناطق بيئة حاضنة لهؤلاء خصوصاً في بعض مناطق الشمال.

في غضون ذلك تعتبر المصادر أن للارهابيّين لغة اخرى، وهم يدرون ماذا يفعلون اذ يعيثون فساداً في البلدات التي يحتلونها إن في لبنان او سوريا او العراق، تحت خطابات دينية فاسدة لم تعرف مرة طريقها الى الواقع. مستغربة كيف ان الرأي العام الدولي شاهد الكثير من اشرطة الفيديو خلال قيامهم بالاعتداءات وبإعدام مدنيّين وأطفال بسبب إنتمائهم الديني، كما شاهد الاعتداءات المتكررة على دور العبادة والكنائس والأديرة والمزارات، وخصوصاً ما حصل قبل سنوات في الموصل ومعلولا، ومع ذلك عادت تلك المشاهد لتتكرّر اليوم، والمطلوب وضع حدّ لمن يموّل هؤلاء الارهابيين الذين يملكون احدث انواع الاسلحة، ما يطرح جملة تساؤلات كبيرة ومخيفة…؟

ودعت هذه المصادر المجتمع الدولي ودول الشرق الى التعاون الجدّي لاستئصال الارهاب والتطرّف القاتل، الذي يزرع الاجرام والرعب ويهدد الاعتدال والاستقرار في كل بقعة من العالم، مذكرّة بحادثة خطف متروبوليت حلب والاسكندرون للروم الأرثوذكس بولس يازجي، ومتروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس يوحنا ابراهيم، منذ نيسان 2013 من دون ان يصل هذا الملف الى خواتيمه، ورأت ان الكاهن الفرنسي دفع في الامس ثمن مسيحيته على غرار المطرانين اللذين بالتأكيد سقطا شهيدين ولهذا لم نعد نسمع بأي خبر عنهما، اذ حتى بيانات الاستنكار لهذه العملية لم نعد نسمع بها من قبل كل القوى السياسية والدينية، في ظل موجة خوف مسيحي في لبنان وسوريا خاصة، على أثر تصاعد موجة التيار الاسلامي المتطرّف، وسألت عن حقوق الانسان التي تتغنى بها الدول الكبرى؟ ولماذا كل هذا الصمت المسيحي الدولي المريب عن هذه الوحشية والبربرية…؟