IMLebanon

لماذا سكت الوزراء المسيحيون؟

ما جرى في جلسة مجلس الوزراء  الأخيرة يوم الخميس الماضي خطير جداً، خصوصاً ان وزراء ميشال عون يسرحون ويمرحون كما يشاؤون، وكأن الساحة لهم وحدهم، وكأنهم هم وحدهم من يمثل المسيحيين، اما باقي الوزراء فليس لهم اي وجود، ونحن نسأل الوزراء المسيحيين الموجودين في الحكومة سواء أكانوا من حزب «الكتائب» وهم: الوزير سجعان قزي والوزير آلان حكيم، وحليف الحزب الوزير رمزي جريج، أم من مؤيّدي الرئيس ميشال سليمان أو الشيخ بطرس حرب، وسواه من «المستقلين» في فريق 14 آذار… هؤلاء الوزراء الكرام كيف يسكتون؟ كيف يخلون الساحة لوزراء الجنرال ميشال عون ليتحدثوا باسم المسيحيين؟

لهؤلاء نقول ونسأل: أنتم ألا تمثلون المسيحيين؟

ويبدو أنّ بعضهم يظن أنّه إذا سكت عن الكلام يصل الى رئاسة الجمهورية… وهذا اعتقاد خاطئ.

وما قاله الوزير الصديق سجعان قزي في الجلسة انه يجب علينا ان نذهب لانتخاب رئيس للجمهورية، وهذا كلام جيد، ولكن كنا نتمنى ان يرفع الصوت عالياً وان يقول لوزراء الجنرال لستم انتم وحدكم الذين تمثلون المسيحيين، وترعون حقوقهم، بل نحن مسؤولون عنهم اكثر منكم.

ولرئيس «حزب الكتائب» الشيخ سامي الجميّل نقول: أنت يا شيخ سامي زعيم شاء من شاء وأبى من أبى… وفي خطابك المهم أمس… لماذا لم توجّه كلاماً مباشراً الى الجنرال ميشال عون، وتضع له النقط على الحروف؟!.

وإنّنا نتفهم موقف «القوات اللبنانية»، ذلك أنّ بين الدكتور سمير جعجع وبين عون «ورقة تعاون» يأخذها بالاعتبار… مع العلم، في المطلق، أنّ «القوات» ليسوا ممثلين في حكومة «المصلحة الوطنية».

أما وزراء الرئيس ميشال سليمان وهم: نائب رئيس الحكومة سمير مقبل ووزير الرياضة والشباب عبد المطلب الحناوي ووزيرة الثقافة اليس شبطيني فماذا يفعلون في الحكومة؟!. لماذا لا يتكلم احد منهم؟ كان مطلوباً من نائب رئيس الحكومة سمير مقبل، أن يقول: لا تعيينات قبل انتخاب رئيس للجمهورية… فلا يكتفي بهذا الكلام الممل: «بعد بكّير» (بالنسبة الى تعيين قائد الجيش).

كيف يسمح هؤلاء الوزراء المسيحيون بهذه الحملة على قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي يقوم بواجبه على أكمل وجه؟!.

لماذا هذا التحدّي الموجّه الى القائد؟

عيب!..

ثم هل نذكر بأنّه لم تتألف حكومة (في الحكومات الثلاث الأخيرة) الا بعد مضي سنة كاملة على التعطيل من قبل الجنرال عون إذا لم يعيّـن جبران باسيل فيها، وفي الوزارة التي يريد أن يتسلم حقيبتها؟ وكأنّ هذا كله مكافأة له على رسوبه في الانتخابات النيابية مرتين على التوالي.

ثم إنّ مَن يهدد اليوم بالتظاهرات والشارع نسي أنّه لم يعد لديه عسكر يتوجهون الى المدارس فيجمعون التلامذة ويتوجهون بهم الى قصر بعبدا…

أصلاً «العيال كبرت» اليوم، ولم يعودوا يهتمون بيوم عطلة و…»حلوينة»!

وأما النائب في «التيار الوطني الحر» ابراهيم كنعان الذي ردّ على الرئيس تمام سلام فهل يتذكر لماذا تأخر تشكيل الحكومة… ألَيْس السبب تلك المطالب غير المحقة لميشال عون؟!

هل نسي أنّه في حكومة نجيب ميقاتي، التي كانت من لون واحد، طلب عون عشرة وزراء وحصل عليهم… ولكن بعد جرجرة أشهر طويلة امتدت الى سنة كاملة؟ فمتى يتوقف هذا الجشع من ميشال عون الذي يريد كل شيء لذاته أو يتعرقل كل شيء؟!.

المطلوب من الوزراء المسيحيين ان يرفعوا الصوت عالياً ويقولوا للجنرال ميشال عون انه ليس كرمى لاصهرتك يجب ان تخرب الدنيا وأن حقوق المسيحيين لا تتحقق الا بانتخابك رئيساً للجمهورية واصهرتك إما وزيراً او قائداً للجيش…

فأنت لا تمثل المسيحيين وحدك..