IMLebanon

لماذا تعقد سفارات غربية لقاءات سرية مع مرشحين لرئاسة البلدية؟

 

من حقنا كلبنانيين ان نسأل عن سر هذا الولع الدبلوماسي غير البريء بالانتخابات البلدية، طبعا من السذاجة الاعتقاد بأن كل هذه الضجة الدبلوماسية وحركة السفراء غير المعتادة هي فقط خوفاً على انتظام العملية السياسية في لبنان فيما ان كل مؤسساتنا الرئاسية والنيابية والحكومية مشلولة.

ولكن اذا سلمنا جدلاً بأن ما يحصل هو مجرد تعبير عن مساندة لبنان فما معنى إذاً:

– ان تعمد بعض السفارات المهمة في لبنان الى اعداد جداول واحصاءات كاملة عن اللوائح العائلية والسياسية والمختلطة بين العائلات والاحزاب.

– ما هي وظيفة هذه السفارات مع بعض المرشحين لرئاسة بلديات محددة؟

– لماذا يتم استدعاء شخصيات سياسية وعائلية وحزبية لاستمزاج رأيها حول امكانية تحويل بعض البلديات الى ما يشبه الكانتونات تمهيدا لاقرار نوع من الفدرلة المقنعة تحت ستار مذهبي وطائفي ضيق.

 – ماذا يعني ان يتم دعم بعض العائلات الصغيرة واغرائهم ماديا وسياسيا فقط لمواجهة التحالف الشيعي «امل -حزب الله».

– والاخطر، ما هي الغاية من وراء محاولة استهداف التحالفات المسيحية وتهميشها واستفزاز الجمهور في الطرف المسيحي الاخر.

– هل هناك قانون في لبنان يسمح بأن يحصل بعض المرشحين على اموال ضخمة دون العودة للحكومة تحت شرط مساعدة النازحين السوريين في نطاق بلدياتهم بما معناه توطين هؤلاء شكليا.

– كيف يمكن تفسير ما قاله احد السفراء في مجلس خاص « ان الانتخابات البلدية تشكل نموذجاً مصغراً لما يمكن ان ترسو عليه الانتخابات النيابية ونحن بانتظار النتائج لاحراج بعض الحلفاء واجبارهم على السير بقانون انتخابي يتماشى مع رؤيتنا للخريطة السياسية الجديدة في المنطقة».

وعلى هذا الاساس، فان مصادر سياسية ترى ان ما اتفق على تسميته بترحيل المشاريع الانتخابية الى اللجان لدراستها لن يؤدي الا الى نتيجتين بأحسن الاحوال:

اولا: العودة الى قانون الستين واعادة انتاج الطبقة السياسية ذاتها وهو ما ليس ممكنا في ظل وجود قرار حازم لجهات مسؤولة في البلد بتغيير كل التركيبة السياسية ومحاولة روتشة اتفاق الطائف تماشيا مع المتغيرات في المنطقة.

ثانيا: التمديد مجددا للمجلس النيابي الحالي بموافقة كل المعترضين.

ولكن وبما اننا نتحدث هنا عن مشروع مسيحي هذه المرة لفدرلة لبنان وهو بالمناسبة يحظى بغطاء دولي واسع، فان الانتخابات البلدية هي مقدمة واضحة للآتي: اما الحرب او الفدرلة او اعطاء المسيحيين دورا وازنا في السياسة.

وعليه، لسنا نبالغ اذا قلنا بأن لبنان لن يكون بمنأى عن تداعيات تقسيم سوريا ولو ضمنياً بين روسيا واميركا والسوريين انفسهم، وبالعودة الى كلام السفير ذاته رغم تحفظنا عليه» ان اعادة تعويم المسيحيين في لبنان سيترك لنا هامشا واسعا للتحرك في الشرق الاوسط وابرام تسوية نهائية للوضع الاسرائيلي وعلاقته مع لبنان».