IMLebanon

هل ينجح مسعى باسيل بتأمين لقاء بين عون وسلمان في عمان؟

اذا كانت العاصفة الداخلية هدأت الى حين، مع انتظار الجلسات المتلاحقة لبت الاستحقاقات فان الانظار تتجه الى الخارج حيث هناك محطتان اساسيتان تردد في كواليسهما قويا اسم لبنان، من واشنطن حيث مؤتمر للتحالف ضد الارهاب الى القاهرة التي تتحضر لاستقبال القادة العرب، على وقع تصريح لرئيس الحكومة سعد الحريري اعاد فيه تأكيد خياراته من مسألة سلاح حزب الله في ما بدا في الشكل ردا استباقيا قد يطال موقف لبنان في القمة العربية.

هذه الاجواء عاكستها رياح واشنطن التي وصلها وزير الخارجية جبران باسيل للمشاركة في اجتماع المؤتمر الدولي للتحالف ضد «داعش» المنعقد في وزارة الخارجية الاميركية، حيث اشارت مصادر متابعة الى تعويل الوفد اللبناني على ازالة الالتباس الذي رافق تصريح العماد عون عشية زيارته القاهرة، كاشفة عن مساع لعقد لقاء على هامش الاجتماع بين وزيري الخارجية اللبناني والسعودي، بهدف اعادة تأكيد لبنان على عمق العلاقات التي تجمعه مع المملكة العربية السعودية ومع دول مجلس التعاون الخليجي، من جهة، وبحث امكانية عقد قمة بين رئيس الجمهورية والعاهل السعودي هلى هامش القمة العربية في عمان، لاعادة تأكيد المواقف تلك.

واشارت المصادر الى ان الوزير باسيل سيشدد على ضرورة تفعيل دور لبنان في الحرب على الارهاب وزيادة المساهمات من المساعدات العربية والدولية المقدمة له في مواجهة الازمة السورية وتداعياتها، كاشفة ان لبنان سيعلن تأييده لاقامة مناطق آمنة داخل الاراضي السورية تسمح بانتقال اللاجئين اليها لتخفيف الضغط عن لبنان. كلام لن يختلف عما سيطرحه رئيس الجمهورية في عمان، حيث تؤكد اوساط بعبدا ان الورقة اللبنانية الى القمة باتت جاهزة بعدما عمل عليها فريق من مستشاري الرئاستين الاولى والثالثة، والتي ابرز نقاطها:حصر موضوع حزب الله في مسألة التفريق بين الارهاب ومقاومة اسرائيل، المطالبة بدعم القوى العسكرية والامنية في مواجهة اسرائيل والارهابيين، دعم جهود لبنان في تطبيق القرار 1701، النأي عن مسألة الازمة السورية وتدخل بعض الاطراف فيها.

وفي هذا المجال اشارت مصادر مقربة من رئيس السراي ان رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري يدرس كل الاحتمالات بشأن مشاركته في الوفد اللبناني الى القمة بالتنسيق مع رئيس الجمهورية، مؤكدة ان لا خلاف مع بعبدا حول الموضوع وان اي قرار سيتخذ سيكون لما فيه المصلحة اللبنانية، خصوصا ان الورقة اللبنانية الى القمة لا تتضمن اي نقاط خلافية،في مقابل ضمانات عربية بمراعاة الخصوصية اللبنانية.

محاولة لبنانية، قد تنجح في تحييد لبنان قدر الامكان عن العاصفة القادمة بحسب مصادر دبلوماسية في بيروت، والتي اعتبرت ان ما شهدته الايام الماضية من غارات اسرائيلية في سوريا ضد حزب الله، انما يستهدف ايران التي استخدمت عملية تمرير السلاح الى الحزب كورقة ضغط تعبر عن استيائها من احتكار سوريا للقرار السياسي والعسكري في سوريا، في خطوة ارادت منها أن تذكّر القوى النافذة دوليا بأنها قادرة على تهديد أمن اسرائيل ما لم تراع التسويات مصالحها، مبدية اعتقادها بان الرد الدولي الدبلوماسي سيتمثل في تشديد الضغوط الدولية على طهران لانجاز الاستحقاق النيابي كما حصل عشية الاستحقاق الرئاسي، رغم اقرار المصادر باختلاف الظروف.

»بروفا» واشنطن يبدو انها ستأتي ناجحة لجهة تخفيف بعض احتقان الداخل وتبديد الهواجس التي رافقت الكلام عما قد تشهده كواليس الوفد اللبناني الى عمان من انقسام نتيجة ما شاب الاجتماع التحضيري من مواقف خليجية متشنجة تجاه لبنان، والذي يبدو ان كلمة رئيس الجمهورية امام القادة العرب ستصب في نفس الاتجاه مبتعدة عن مقاربة النقاط الخلافية في مسألة سلاح حزب الله.