IMLebanon

عقبال الـ ١٠٠… برئيس

في كل عيد نتمنى مرور ١٠٠ عام أخرى على العيد، الا في مثل هذا العيد الذي لا نتمنى أن يمر يوم واحد ونحتفل به هو نفسه، أي ذكرى مرور عام على شغور منصب الرئاسة، عام من دون رئيس، ومن يكترث؟

لا أحد… لائحة اسماء نواب يقاطعون الجلسة تنشر في الصحف وهم لا يكترثون، ويعلّلون مساهمتهم في إفراغ المنصب الاول للرئاسة والتسبّب بشغوره، بأسباب وطنية، وكأن الجميع لا يعلمون أنها حسابات مصالح خاصة مرتبطة بأجندات خارجية!

في فترة صعبة يمر فيها لبنان، وخصوصاً في ظل ما يحصل في سوريا والعراق وتقدم “داعش” في شكل ملحوظ والسكوت الغربي عن ذلك وكأنه ينتظر شيئاً من هذا التقدم، يدفع المسيحيون في الشرق الضريبة الأكبر. وفي ظل هذا الرهان وهذه الفترة الدقيقة لا يفهم النواب المسيحيون في لبنان ان دورهم مهم ومصيري وحاسم ويبدأ بالتوافق على رئيس مسيحي يجسّد رمزية الحضور المسيحي في لبنان والمنطقة في هذا الظرف المقلق الذي يمر فيه الشرق الاوسط!

فالكثيرون، وخصوصاً في الأجواء الاوروبية باتوا يتحدثون عن التقسيم كحل وحيد اذا استمرت اجتياحات “داعش” على هذا النحو في العراق وفي سوريا. يحصل خلط أوراق لا أحد يدري نتائجه بين مصالح اسرائيل واحتمال حصول ضربة جديدة للبنان والاتفاق النووي الإيراني – الاميركي ومصالح الخليج والمملكة العربية السعودية، وعواقب “داعش” والتنظيمات التكفيرية في المنطقة. وفي ظل كل هذه الصدامات بين المصالح والتركيبات والرهانات التي ستؤثر على لبنان، وفي غياب حكمة لبنانية وولاء لبناني مئة في المئة من جانب سياسيّينا، سيكون تحييد لبنان صعباً ولو ان إرادة أكثرية الشعب اللبناني هي إرادة العيش المشترك بسلام وبأمان وبازدهار. ولكن لسوء الحظ، ان الشعب لم يتمكن من ان يفرض إرادته على من يمثله في مجلس النواب وفي الحكومة، وترك لهم حرية أخذنا الى المجهول وربط مصيرنا بمصير كل ما يحيط بنا من كوارث وأخطار. ويؤكد التشنج الملحوظ في الخطاب الأخير للسيد حسن نصرالله مرة بعد مرة اننا بعيدون كل البعد عن لبنان الذي نحلم به! وللعودة الى ذكرى السنة لعدم انتخاب رئيس، نقول لكل نائب لبناني ونطلب منه ومن البطريرك الماروني ألا يستكينوا ولا يرتاحوا قبل إتمام واجبهم: انتخاب رئيس للجمهورية.

وندعو الشعب اللبناني الى التحرك والقيام بحملة ضغط لانتخاب رئيس، وان يكترث للاستحقاق الرئاسي كما يهتمّ ويتحمس لمواضيع اخرى اجتماعية، لأن هذا الموضوع لا يقل أهمية خصوصاً في ظل هذه الفترة العصيبة التي يمر بها الشرق ومسيحيوه!