IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 30/8/2015

newtv

في أقلَّ من أربعٍ وعشرينَ ساعة على أكبرِ تظاهرةٍ مدنية.. التقط السياسيون لَحظتَها وإعتلَوا مَوْجَها.. بارَكوها ويؤسِّسونَ نظاماً على شعبيتِها يَحمي كياناتِهم.. ولم يُدركوا بعد أنْ العلةَ عندَهم.. فيهِم.. في إدارةِ حُكمِهم على مدى ثلاثينَ سنة فوليد جنبلاط أَعطى المتظاهرين أحقيةَ الشعارات.. وقال إنَّ إقفالَ مَطمر الناعمة كَشَفَ نُفاياتِ الطبقةِ السياسية والأحزابِ برُمّتها من دونِ استثناء.. من دونِ أن يُكاشِفَ جمهورَه بأنّه مِن لَبِنةِ هذه الطبقةِ السياسية المشكوِّ منها.. وأنه أولُ مَن كَشَفَ هذه الطبقة عندما تمرّدَ عليه المطمر فيما ذهبَ النائب سليمان فرنجية إلى التحذيرِ من الانفجار.. لكنه أيضاً لم يَستكملْ تغريداتِه لإبلاغِ اللبنانيين أن وزيرَه يوسف سعادة هو مَن أنقذَ سوكلين بصوتِه داخلَ جلسةِ مجلسِ الوزراء.. ولولا هذا الصوت لكانَ حَمى اللهُ لبنان من شركةٍ وَزعت أسهمَها المالية على كبارِ السياسيين ومِن دونِ رأسمال أو عَناءِ تأسيسِ شركاتٍ لدخولِ مناقصات أما المستقبل فيُزايدُ على الجميع.. ولا يَعترفُ أنّ حكوماتِ الحريري -مِنَ المؤسس إلى الوارِث، وما بينَهما الوكلاء- كانت تُخرّجُ أجيالاً سياسية في الفساد وتَستثمرُ في البلد على حسابِ ناسِه.. ويَرفعُ الشهيدُ عَلَمَ لبنان في توقيعِ صفقاتِه الخاصة في الخارج.. ثم تَستخلصُ الكتلةُ ونوابُها بأنّ ما وصلتْ إليه البلادُ من أَزَمات هو نتيجةٌ طبيعية لعدمِ انتخابِ رئيسٍ للجمهورية . كانَ لدينا رؤساء.. وكُنا أبرزَ البؤساء.. وبترويكا ثلاثية كانَ الوطنُ يُحكَمُ بالتمديدِ لسوكلين على ظهرِ أموالِ البلديات.. بالتزويرِ في عُقودِ الخَلوي.. والمزوّرُ مازال شاهداً حياً.. ولم تُغيِّر له السرايا “بوجياته” على الرَغمِ من تآكُلِها وذَوبانِها في القصر.. وظلَّ رؤساءُ الحكومات من الحريري إلى السنيورة فميقاتي يعتبرونَ سهيل بوجي رأسَ حَربة وأداةً طَيّعة لتمريرِ المزوّر.. وإنْ تقاعَدَ أَحيوهُ من جديد وإستَشارُوه لكنّ القِطافَ الأخير لانتفاضةِ التاسعِ والعشرين من آب لا يَليقُ إلا بالرئيس نبيه بري.. الذي غالباً ما يَصِلُ في النهايات ليستخرِجَ مِن لحظاتِها.. هدايا سياسية ففي مهرجان تغييب الإمام موسى الصدر.. إجترح بري مباردةً للمغيّبين السياسيين والمعطّلين.. مجلساً وحكومةً.. وأَطلق نداءَ إستغاثةٍ يقومُ على حوارٍ معجّلٍ مكرّر يشبهُ طاولةَ عامِ ألفين وستة في الشكل ويختلفُ عنها في الحضور وتنحصرُ مواضيعُها في رئاسةِ الجمهورية وعملِ مجلسَيْ النواب والحكومة وقانونِ الانتخاب واستعادةِ الجنسية واللامركزيةِ الإدارية.. في محاولةٍ قال إنها متواضعة للتوافقِ على ضوءٍ يَدخلُ قلوبَنا ومنازلَنا بدلاً من النُفاياتِ السياسية.. لكي نُثبِتَ أننا وطنٌ يليق بنا وبشهدائِنا وبحَراكِنا الشعبي وكاد رئيسُ المجلس يُدخِلُ إلى طاولةِ الحوار قضيةَ الخلافِ معَ قناةِ الجديد.. لكنّه آثَرَ تضمينَها معظمَ خِطابِه.. قائلاً للاهثينَ وراءَ الصَفَقات ومُطلقي الشائعاتِ الكاذبة: لا تُجرّبوا معي.. ومعَ حركة أمل في قضيةِ الإمام موسى الصدر..