IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الإثنين في 2/11/2015

newtv

عندما كُلفت دوريةُ الجيشِ اقتحامَ المَقهى الليليّ في جونية كان عناصرُها لم يَقبِضوا رواتبَهم بعد .. هم لم يسألوا عن نزولِ الاموال الى حساباتِهم المَصرِفية كما لم يناقشوا كذلك الحكمةَ وراءَ اقتحامِ مقهىً مزدحمٍ بروادِه من الشباب .. ولم يكن في بالِهم السؤالُ عن موهبةِ مبتكرِ قرارِ الهجوم الذي أودى بعسكرٍ وساهرينَ ومطلوبينَ معًا فالعسكرُ مأمور .. يُنفّذُ يُستَشهدُ أو يعودُ سالماً لكنّه لا يَضعُ شروطاً للمُهمة ولا يُبقيها رهنَ التنفيذ .. هو مكلّفٌ القبضَ على المجرمينَ مِن دونِ أن يقبِض  تلك مِن مزايا التّضحية والوفاء لكنّ دولةَ العسكر سقطَ منها الشرفُ وقرّرت إبقاءَ وضعِه الماليّ معلقًا من تِشرينَ اِلى تشرينَ واستعجلت اليومَ تدبيراً طافَ مِن السرايا الى وزارةِ المال فوِزارةِ الدفاعِ في اليرزة .. ولم يكن هذا التدبيرُ تعجيزياً ليتخذوه قبلَ الأوان .. فهم لم يُخالفوا القوانين بل سمَحوا بإمرارِ مَرسومٍ خاصٍّ استئنائيٍّ لدفعِ رواتبِ العسكريينَ فهل كانت هذه الخطوةُ ستحتاجُ إلى كلِّ هذا الضجيج ؟ ومعَ الاعتذارِ عنِ التشبيهِ فلْيُساووا مؤسسةَ الجيش بالمحكمةِ الدَّوليةِ التي تُقيمُ الدنيا ولا تقعدُها إذا ما تأخّرت رواتبُ موظفيها وقُضاتِها ساعةً واحدة في تمويلِ المحكمةِ يستبيحونَ الدستورَ والقوانينَ ويُهرّبون أموالَها من خارجِ الموازنة وداخلِها وعلى ضفافِها .. يتبرّعون بالدفعِ من جيوبِهم لو أُحرجوا أمامَ الأمم .. يأتونها بالتمويلِ من الهيئةِ العليا للإغاثة .. من المصارف .. من أبوابٍ نعرفُها وأخرى نجهلُ قنَواتِها ..لا ينامونَ الليل إذا ما شعروا بأنّ المحكمةَ الدَّوليةَ بموظفيها الاربعِ مئةِ والخمسين قد يشرّدونَ بلا عَشاءٍ في شوارعِ لاهاي المظلمة .. وسريعاً يجري توفيرٌ ” الحُقنة ” المالية لهم لتغطيةِ إبداعاتِهم الفريدةِ في عالمِ القضاءِ الدَّوليّ بحيثُ لم يَسبِقْ أن صَرفت محكمةٌ ما يقاربُ مليارَ دولارٍ مِن دونِ أن يرزقَها الله بمُتهمٍّ واحدٍ تبررُ فيه هذا الصّرْف .. إلا إذا استثنينا سخاءَها على اتهامِ الإعلام وتصنيفها لهم بال guiltyهذا المليارُ دفعَ لبنانُ نِصفَه .. سحبَهم مِن رزقِ الناس وأموالِ العسكر ومِن سلسلةِ رواتبٍ مجمّدةٍ للموظفين ومن خزينةٍ حزينة لكنّه مارس الذُّلَّ على قيادةِ الجيش وسحبَ صفوفَها الى معركةٍ سياسيةٍ ليسوا معنيينَ بها هم لا يعرِفوا مِن هذه المعركةِ إلا القتالَ بلا نقاش .. يقدّمون فيها الشهيدَ ابنَ الشهيد يودّعُ والدَه في نهرِ البارد ليَقضيَ في معركةٍ أخرى أتُخذ قرارُها على البارد ومن دونِ احتسابِ النتائج.