IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الإثنين في 28/12/2015

newtv

إتفاقُ المرحلةِ الثانيةِ مِن صفْقةِ الزبداني مرَّ عَبْرَ بيروتَ في عمليةِ غسلِ إرهابٍ للمسلحين وإجلاءٍ للجرحى والعائلاتِ المحاصرة العبورُ إلى لبنانَ فتركيا ثُمّ العودةُ إلى سوريا ليس للبنانَ فيه سِوى ممرٍّ آمنٍ ..ونُقطةِ ترانزيت لم يخرجْ فيها العابرونَ مِن حافلاتِهم   ومنها مباشرةً إلى المطارِ فالأراضي التُّركية  ومن هناك سيعودونَ على الأرجحِ إلى مناطقِ نفوذِ الإرهابِ في الرَّقة وإدلب وريف حلب إما تمهيدًا لمرحلةِ تقسيمِ سوريا وإما استباقاً لخُطةٍ روسيةٍ تَقضي بتجميعِ المسلحينَ في بُقعةٍ جغرافيةٍ واحدةٍ استعدادًا للتعاملِ معهم بالطريقةِ السوخيةِ المناسبة  هذا الاتفاقُ يأتي تَنفيذا لما أَعلنَه الأمينُ العامُّ لحِزبِ الله السيد حسن نصرالله ضِمنَ مراحلَ عدةٍ برعايةِ الأممِ المتحدة وقد جرى بموجِبِه إجلاءُ أكثرَ مِن ثلاثِ مئةِ عائلةٍ محاصرةٍ مِن كَفَرْيا والفُوعة وسيصلونَ الليلةَ إلى بيروتَ مِن هاتاي التُّركيةِ ليُعادوا إلى دمشق اتفاقٌ مُستدير و “بيبرم ” يُستخدَم فيهُ لبنانُ وتُركيا مَعبراً للعودةِ إلى سوريا في جهتين لكنّ بعضَ اللبنانيين يتأثّرونَ بالحدَثِ على أنواعِه وفي جهوزيةٍ تامةٍ لرفعِ أعلامِ العابرينَ واستقبالِهم استقبالَ الفاتحين وتحديدًا أولئك الذين هَرِموا في حصارِ الزبداني وهم في حقيقتِهم مجموعاتٌ مسلحةٌ تَغلِبُ النصرةُ على انتماءاتِهم  وفي التقويمِ العسكريِّ للعمليةِ فإنّ خروجَ المسلحينَ مِن الزبداني وتحتَ مُسمّياتِ تنظيماتٍ عدةٍ يُشكّلُ تَنظيفاً لخاصرةٍ لبنانيةٍ إستراتيجيةٍ تَفتحُ في بُعدِها على الطريقِ الدَّولية  ويتزامنُ الانسحابُ بموجِبِ الاتفاقِ المُبرم وخَساراتٍ بطَعمِ الانهزامِ مُنيت بها المجموعاتُ المسلحةُ مِن سوريا إلى العراق الذي احتفى اليومَ بالتحريرِ الكاملِ لمدينةِ الرمادي مِن أيادي الدولةِ الإسلامية في خُطوةٍ أولى نحوَ بَدءِ معركةِ الأنبار ونُقطةُ الضُّعفِ الوحيدةُ في هذا المسارِ التنازليّ أنَّ حساباتِ تلكَ الانهزاماتِ لن تطابِقَ تويترَ وليد جنبلاط الذي كاد يفتحُ دارًا لتقبل التعازيِ بمقتلِ زهران علوش آسفًا على اغتيالِه متطلّعاً إليه كمُنقذٍ مِن براثنِ النظام  لكنّ علوش لوِ احتَكَم على زعيمٍ كجنبلاط لَوضعَه في القفصِ وفاوضَ على مصيرِه فهو لم يتوانَ عن تقييدِ أبناءِ جلدتِه بالأقفاص ومآثرُه تعرفُها عدرا العُمالية عن ظهرِ تعذيبٍ وضرب   تغريداتُ جنبلاط التي تنحصرُ بسوريا هذهِ الأيام نَزَلت عن شجَرةِ الرئاسة بمبادرتِها واحتقاناتِها وفيما تَغيبُ مواقفُ زعيمِ الجبل رئاسياً فإنّ بكركي تعوّضُ الفراغ وتكادُ تَرُدُّ لزعيمِ تيار المردة مقولتَه الشهيرةَ معكوسةً هذه المرةَ لتؤكّدَ له : أنت الريس يا سليمان فبعدَ مواقفِ البطريركِ الراعي الداعمةِ للمبادرةِ وحديثِه عن تلقّفِ فرصتِها يزرعُ النائبُ العامُّ البطريركيُّ المِطران سمير مظلوم فيضاً من حبٍّ على المبادرة ويقولُ للجديد إنّها مدعومةٌ كلياً مِن الخارجِ ويجبُ ألا تتعطّلَ أو تتوقّفَ لأنّ البلدَ لم يعدْ يَحتملُ فراغاً ويشيرُ مظلوم إلى أنّ الفاتيكان يَرى فيها تحريكاً للاوضاعِ الجامدةِ مُثنياً على سلميان فرنجية الصادقِ والشفّافِ والواضحِ والذي لا يمثّلُ تطلعاتِ جُزءٍ مِن المسيحيينَ فحسْب بل اللبنانيينَ عموماً وبذلك فإنّ فرنجية لم يعدْ مظلوماً من بكركي لكنّ طريقَه إلى بعبدا لا تزالُ تحتاجُ إلى تأشيرةِ دخولٍ مِن الرابية وحارة حريك   والسِّفاراتُ في الأعياد مغلقة .