IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأربعاء في 9/3/2016

aljadeed

بلدٌ يَسيرُ على الرّيحة .. تُمسكُ به “الزبالةُ” بيدٍ والنُفاياتُ السياسيةُ باليدِ الأخرى فإلى أينَ المَفرّ؟ طُمرتْ أزْمةُ النُفاياتِ على طاولةِ الحوار في عين التينة وفَتَحت عليها العينَ في السرايا التي زارها اليومَ سعد الحريري متفائلاً ..لكنْ إذا اتتْك الطُّمأنينةُ من عاجزٍ فهي شهادةٌ بأنّ الأزْمةَ إلى مزيدٍ مِن العُسرِ لا اليُسر .وإذا ما قِيستِ الزيارةُ على مقياسِ توزيعِ الحِصص فالحلُّ يسيرُ والوفاقُ راعيه . أزْمةُ النُفايات ليسَت وليدةَ الأشهرِ الثمانية وتَقفُ على أبوابِ شهرِها التاسعِ  بلا عوارضَ لمَخاضِ الحلول   في السرايا قُرئَ العُنوانُ مِن الزيارةِ والحَلِّ الذي وَعدَ به الحريري في غضونِ أيامٍ معدودات  بأنّ يتّفقَ معَ مَن يختلِفُ معهم على الحِصص  أي ترويكا السنيورة بري وجنبلاط  اللهمَّ إلا إذا طُبخَ الاتفاقُ عَبرَ الخطوطِ الساخنة وجاءَ سعد ليُنبئَ سلام بالخبرِ السعيد   وعلى هذا الافتراض  على المعنيين واجبٌ شرعيٌّ إبلاغُ اللبنانيينَ حقيقةَ ما يَجري في مِلفٍّ عمرُه مِن عمرِ الحريري و”ريحته طلعت” “وكترت” عبَرت الحدودَ لتصلَ إلى العالمية   قبل السرايا اتّجهت الأنظارُ إلى طاولةِ الحوارِ في عين التينة  حدد أستاذُ الجلسةِ جدولَ الأعمال  والمتحاورون خيّطوا بغيرِ مسلةِ المطامر  وإذا بالجلسةِ تتحوّلُ إلى “مدرسةِ مشاغبين” فلم تسلمْ بنودُها مِن نقاشاتٍ حادة  ولكنْ مِن دونِ انفعالٍ بينَ أبناءِ البيتِ الواحدِ أشعلَت فتيلَها النِسَبُ المئويةُ لشرِكاتِ الأحصاء  وعلى هذه النِّسَبِ قال وزيرُ الخارجيةِ جبران باسيل إنّ التيارَ الوطنيَّ يُمثّلُ ستةً وثمانينَ في المئةِ مِنَ المسيحيين  فما كان مِن رئيسِ تيارِ المردة سليمان فرنجية إلا الردُّ على باسيل قائلًا: ما تنغشوا بهيدي الأرقام لأن نحنا رح ننغش فيها”” وتيارُك مسؤولٌ عن جُزءٍ مما وصلت إليهِ الأمورُ اليوم..   وسكَتَ الجميعُ عن الكلامِ المُباح  وساد صمتٌ ونظَراتٌ متبادلةٌ بينَ المتحاورينَ قبل أن يتدخّلَ بري ويرفعَ الجلسةَ   مِن طاولاتِ الحوارِ إلى قاعاتِ المحاكمِ الدَّولية  هذه القاعاتُ وإن أغلقت أبوابَها على تأكيدِ المؤكّدِ ببراءةِ الجديد وكرمى خياط  فإنّ لأبوابِها الموصدِة مفاتيحَ هي بأيدينا نحن   صحيحٌ أنّنا خُضنا المعركةَ معَ “سكوت” منتحلٍ صِفةَ الصداقة  لكنّ ما وراءَ صديقِ المحكمةِ ثمةَ قاضيةٌ اسمُها (ناسوارامي) لبِست قُبّعةَ الإخفاءِ  نَسَّقت معَ رئيسِ المحكمةِ السابقِ باراغوانث جلسةً بجلسة لم تقفْ على رأيِ ادّعاءٍ ولا دفاعٍ وبالمراسلةِ أبلغت معارضتَها الكاملةَ لحُكمِ البراءة.. هذه القاضية تبنّت قضيةً وهميةً لا أرضيةَ قانونيةً ولو شكليةً لرفعِها  فكانت العِلة والمشكلة والسبب والمسبّب في صرفِ الملايينِ مِن جيوبِ اللبنانيين وبسوق حرية اعلامية مخفورة بذنب قول الحق إلى قوس محكمة دولية ظلت طريقها عن مهمتها ووجهت بوصلة احكامها بالاتجاه الخاطئ فكيف لمحكمة قامت على دم الاغتيال وتحتىم نفسها أن تبقي على رئيسة كونت سمعتها وسمعة القضاء الدولي وسمعتنا معها!؟ وللحديث تتمة ومن معه حق لا يخشى شيئاً.