IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الإثنين في 27/6/2016

aljadeed

لبنان سياسياً في القعر وأمنياً في القاع خطرُ الإرهابِ لم يعد سيارةَ إسعافٍ تلاحقُها الأجهزةُ الأمنيةُ والقُوى الحزبية هو خطرٌ ممسكٌ بالحدودِ منذ بَدءِ الحربِ السورية لكنّه اليومَ تجسّدَ واقعاً وبأجسادِ أربعةِ انتحاريينَ تسلّلوا من فجرٍ رمضانيٍّ إلى قريةٍ بغالبيةٍ مسيحية إرهابُ الفجر فجّرَ نفسَه بمدنيينَ وعسكريين إخترقَ نُعاسَ الناس وعُمقَ نومِهم وحرّاسَ حدودِهم وتَرك على الأرض شهداءَ وجرحى في حالاتٍ خطِرة لكنّه أنتج أيضاً وعلى بُقعِ الدم أبطالاً على وزنِ حماةِ الدار يتقدّمُهم شادي مقلّد جريحاً وجوزيف لويّس شهيداً حيث الأولُ اكتَشف ودافع والثاني التقطَ انتحارياً بصدرِه هذهِ هي القاعُ التي ارتفعت إلى العُلا فتكاتفَت طوائفُها ضِدَّ الإرهاب وارتَفعت أصواتُ كهنتِها ورعيتِها لتصرُخَ إلى الدولةِ بأنْ تنهضَ مِن قاعِ المدينة لتنظرَ إلى ناسِها في قُرىً منسية لكنّ الدولةَ وتوابعَها مِنَ القوى السياسيةِ لن تجدَ ما تقدِّمَه إلى أهلِ البقاع سوى التناحرِ على تصريحاتٍ لا ترى جوهرَ المشكلة ولعلّ أبرزَ تعليقٍ كان اليومَ للعماد ميشال عون معلناً أنّ الإدانةَ الحقيقيةَ ليست للمُضلَّلين الذين يفجّرونَ أنفسَهم لنيلِ الجنة إنما للدولِ التي خطّطت وموّلت وهجّرت ودَفعت بالمِنطقةِ إلى أتونِ النار جزء من هذه الدول يتعاون علناً مع إسرائيل من دون إرتباط رسمي والجزء الأوقح يوقع معاهدة تطبيع وهو ما أقدمت عليه تركيا  التي باعت شهدائها وتاجرت بالاسلام ورمت غزةَ في البحر. دمروا دولاً وتحالفوا من الكيان المدمر صدّروا لنا الارهاب الذي تربى في عزهم وعلى ارضهم وليس أمامنا سوى تعداد الخسائر ومطاردة القنابل البشرية المتنقلة على أرضنا.