IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “المستقبل” المسائية ليوم الثلاثاء في 14-3-2017

لا أحد يندم على اللحظات الجميلة. رغم أسباب كثيرة للخيبة، إلا أن أسباب الفخر أكبر وأكثر.

لا يوجد عاقل في حلم 14 آذار يمكنه أن يندم لأنه نزل ومشى في التظاهرة الأعظم بتاريخ لبنان، وفي اليوم الأكثر إضاءة في وعينا السياسي الحديث. يوم لم يجرؤ حتى خصومه على قول كلمة سلبية واحدة عنه. حتى أن قوى 8 آذار كانت تحاول سرقة الاسم وتسميتنا قوى 14 شباط، لأنها تعرف قوة الإسم وعظمة اليوم وسحر الذكرى.

14 آذار هو اليوم المجيد الحقيقي في تاريخ لبنان، هو الثورة المدنية الأولى في العالم العربي وفي التاريخ الإسلامي، وهو الشرارة الأولى التي أعطت شعوب الدول المجاورة أملا بأن الإحباط ليس قدرا، وأن الثورة ممكنة، وأن حكم العسكر ليس حتميا.

14 آذار هو يوم نسي اللبنانيون اختلافاتهم، وحلم مليون ونصف المليون لبنان، حلما واحدا، كان كافيا ليرعب الجيش السوري الذي ربض ثلاثين عاما على صدورنا، فانسحب في ليل يجرجر أذيال الخيبة.

لكنه أيضا كان يوما جعل المتضررين يستكملون الخوف منه باغتيال قادته، يمينا ويسارا، من سمير قصير وصولا إلى محمد شطح.. ولا زالت الطلقات تلاحقنا، ولا زلنا صامدين.

ما يبقى من 14 آذار، ذلك اليوم المدني، أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ستصدر حكمها وتكشف الحقيقية عن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد أشهر قليلة، وأن الحريصين على لبنان يجاهدون للحفاظ عليه، بعيدا عن النيران والفتن. والرئيس سعد الحريري أكد في رسالة أطلقها بذكرى 14 آذار، أنه “لنحافظ على الحرية والسيادة والاستقلال، يجب أن نحافظ على اللبنانيين، وأنا أعمل ليل نهار لأحافظ عليهم”.