IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الخميس في 8/6/2017

ومن قال للقاتل إن روي يريد أن يكون “عريس السما”؟ ومن أعطى للقاتل أن ينهي حياة الناس ساعة يشاء وأينما يشاء؟ روي رباه أهله بدموع العين، “وكل شبر بندر”… سهروا عليه حتى كبر ووصل إلى الجامعة، وبعد أيام كان سيتخرج لينطلق إلى رحاب الحياة، فيفرح به والده وأمه، ويذرفان دمعة الفرح، وهما يقولان: “ربينا ولقينا”… وها هو الطفل الذي سهرنا عليه الليالي الطوال قد أصبح شابا “منشوف حالنا فيه”… وكأنهما كانا في حلم، فاضحيا في كابوس…

قاتل قرر ان يضع حدا لحياة هذا الشاب المليء بالحياة والنجاح… قاتل يستسهل حمل السلاح والقتل، ويروح ينام على بعد مئات الأمتار من مكان ارتكابه جريمته، غير آبه بقضاء وعدالة وقصاص.

روي كان سيحمل شهادته الجامعية بعد أيام… القاتل كان يحمل مسدسه… إنتصر المسدس على الشهادة لأن الدولة تهاب أصحاب المسدسات ولا تحمي أصحاب الشهادات… فحين تترك الدولة أصحاب الشهادات لقمة سائغة لوحوش المسدسات، تكون دولة تخشى رصاصة ولا تحترم شهادة.

هل قدر أصحاب الشهادات إما القبر وإما الهجرة؟ وهل البلد لا يتسع إلا للزعران والقتلة والمجرمين؟ ومن يدري؟ فقد يخرج هؤلاء بعفو عام فيما الضحايا تحت التراب… أما آن لليل السلاح المتفلت ان ينجلي… لن نطرح الحلول، وما أكثرها!

الحلول من واجبات الدولة الغارقة في محاولة إنتاج قانون لانتخاب النواب للتشريع، ولكن ما نفع التشريع إذا كانت القوانين تحت أرجل قتلة يسخرون من الدولة لأنهم يعيشون في غابة من دون شريعة.

كان مقدرا لروي أن يلبس “الروب الأسود” للتخرج ، لكن القاتل قرر ان يبدل الأدوار، فلبست عائلة روي الثياب السود… بعد هذه المأساة، كيف سيتحرك القضاء؟ هل سيمنعنا غدا من نشر أي خبر عن روي والقاتل، على غرار ما فعل قضاء العجلة اليوم بمنعنا من نشر ما لدينا في قضية نادر صعب والضحية فرح قصاب؟ قضاء العجلة بالمرصاد، ولكن ضد من؟ فرح قصاب ماتت في مستشفى لا في غرفة الأخبار، ولولا غرفة الأخبار لكانت فرح قصاب اليوم تحت التراب، وبصمت، ومن دون نشر أي خبر، من دون حاجة إلى قاضي العجلة!

نسأل بلسان روي حاموش: من يحكم البلد؟ رئيس الجمهورية؟ أم قاضي العجلة؟. قضاء العجلة اتخذ قراره، فبدل ان يكون إلى جانب الإعلام، قرر ان يكون نصيرا لنادر صعب، أما فرح قصاب فتنتظر عدالة السماء لأنها صارت تخشى عدالة الارض… أما الإعلام، فهل من “إعلام عجلة يحميه”؟ أم أن القيمين على إعلام العجلة مهتمون بأمور كثيرة؟ فرح قصاب دخلت قضية وفاتها اليوم اسبوعها الثاني، والناس تترقب القضاء ليقول كلمته في قضية واضحة وضوح الشمس، لكن بعد ثمانية أيام يصعق الرأي العام بأن القضاء يستعجل ضد الإعلام ويتباطأ ضد القضية الأساس… فات هذا القضاء ان قضية فرح قصاب مطروحة أيضا بقوة في وسائل الإعلام الاردنية، فهل ستصل مفاعيل قضاء العجلة اللبناني إلى الاردن؟