IMLebanon

حريق مرفأ طرابلس: تعويم فكرة إنشاء مركز للإطفاء

Akhbar

عبد الكافي الصمد
سلط الحريق الكبير الذي اندلع في مرفأ طرابلس يوم السبت، واستمر متقطعاً حتى صباح أمس الأحد، الأضواء على إجراءات السلامة العامة المتخذة في المرفأ وفي بقية المرافئ اللبنانية، حفاظاً على العاملين فيها وعلى البضائع المستوردة والمصدرة، في غمرة الازدهار الملحوظ في نشاط المرافئ اللبنانية، ومنها مرفأ طرابلس.

وحتى عصر يوم أمس، أي بعد مرور أكثر من 18 ساعة على اندلاع الحريق، فإن أسبابه لم تتضح بعد، وما أشيع عن أن انفجار قارورة غاز موجودة داخل أحد العنابر هي التي أدت إلى الحريق، أكدت مصادر مطلعة في المرفأ أنه «ليس صحيحاً».
وأشارت المصادر إلى أن الحريق شبّ قرابة الساعة العاشرة من قبل ظهر السبت، في أحد عنابر شركة «سانيتا» لإنتاج أوراق المحارم والكرتون، وأنه امتد إلى عنبر ثان في وقت لاحق ثم إلى عنبر ثالث تابعة للشركة، لكن العنبر الأخير لم تكن أضراره شاملة على غرار العنبرين الأول والثاني، اللذين تحولا بكامل منشآتهما من حديد وخشب، مع ما فيهما من بضائع إلى رماد، بينما تمكن العمال وفرق الإطفاء من إنقاذ قرابة ثلث كميات البضائع الموجودة في العنبر الثالث، قبل أن تلتهمه النيران بشكل كامل.
وأوضحت المصادر أن «قارورة الغاز قد انفجرت لاحقاً بعد اندلاع الحريق، ولم تكن سبب اندلاعه المباشر، بل ربما تكون قد أسهمت في توسعته، كما احترقت أيضاً سيارة كانت بجانب أحد العنابر، الذي تبلغ مساحة كل واحد منها نحو 250 متراً مربعاً».
ومع أن فرق الدفاع المدني وسرية إطفاء طرابلس سارعت إلى المرفأ لإخماد الحريق، وحضورد في غضون دقائق 12 سيارة إطفاء في حرم المرفأ لهذه الغاية، فإن الحريق بقي مشتعلاً وتمدّد بشكل أكبر، إلى أن جرت السيطرة عليه بنحو 75 في المئة، بعد مرور قرابة 6 ـ 7 ساعات على اندلاعه.
لكن المصادر داخل المرفأ أوضحت أنه «لو أسعفتنا طوافة خاصة بإخماد الحرائق جرى الاستنجاد بها، لكان الحريق قد جرى احتواؤه بشكل أوسع وأسهل، ولكان ممكناً حصر الحريق والتخفيف من الأضرار، التي قدرت بأكثر من 3 ملايين دولار، ولكن برغم النداءات فإن أي طوافة لم تأت من غير أن تتضح الأسباب، مع أنه جرى طلب الاستعانة بها بعد نحو 3 ساعات على اندلاع الحريق، أي عندما كان في ذروته».
وكان عمال في المرفأ قد سارعوا فور نشوب الحريق إلى محاولة إطفائه، لكن تمدده بسرعة والذي ساعدت فيه رياح غربية ناشطة، جعل السيطرة عليه غير ممكنة برغم وصول عناصر وسيارات الإطفاء سريعاً، كما أن مآخذ المياه في المرفأ ليست مجهزة لأن تضخّ كميات كبيرة من المياه لملء خزانات سيارات الإطفاء، فجرت الإستعانة بالبواخر الراسية في المرفأ، التي مدت يد العون في هذا المجال، بحيث أن مضخاتها كانت تعمل على ملء خزانات سيارات الإطفاء في نحو 5 دقائق لكل سيارة.
ومع أن الحريق اخمد بنسبة كبيرة قرابة الثامنة من مساء السبت، إلا أنه عاد واشتعل ليلاً لأن جمر الحريق بقي موجوداً تحت رماد الكرتون المحترق، ما جعل عمال المرفأ وعناصر الإطفاء يبقون في حالة استنفار دائمة، امتدت حتى ظهر أمس، حيث قاموا بإخماد ما تبقى من نيران، في وقت بقي الدخان منبعثاً من المكان.
هذا الحريق الذي يُعدّ الأول من نوعه بهذا الحجم في المرفأ، وقع في المنطقة الحرّة التي يوجد فيها عشرات العنابر ومنها عنابر شركة «سانيتا» التي استثمرت هذه العنابر لمدة 15 سنة، تقول المصادر في المرفأ: «لن يؤثر سلباً في عمله، إذ أن إجراءات السلامة متوافرة وموجودة فيه، من مطافئ وغيرها، ولكن شدة الرياح وتوسع الحريق سريعاً، جعل السيطرة عليه صعبة».
وبانتظار معرفة أسباب الحريق فعلياً، التي سوف تتضح في الساعات المقبلة بعدما وصل إلى المرفأ بعد ظهر أمس خبراء لهذه الغاية، فإن اقتراحاً سابقاً كان قد عُرض في إحدى جلسات مجلس إدارة المرفأ لإنشاء مركز إطفاء فيه، سيكون بنداً رئيسياً في أول اجتماع لمجلس الإدارة، والعمل على إنشائه فوراً منعاً لتكرار حوادث مشابهة.
وعن أسباب عدم إنشاء مركز إطفاء في السابق، أوضحت المصادر أن «الاعتراض نبع بنظر البعض، من أنه لا ضرورة له، لأن أي حرائق لم تنشب سابقاً في المرفأ، عدا عن تكلفته التي رأى البعض ضرورة توفيرها، لكن بعد الحريق الأخير، تبين أن رفض هذا الاقتراح كان خطأ كبيراً وينبغي تصحيحه».