IMLebanon

خبراء الاقتصاد يناقشون في دبي أبرز 10 تحديات تواجه العالم 2015

WordlEconomicForum4

أكد تقرير «نظرة على الأجندة العالمية 2015» الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، أن أبرز 10 اتجاهات في 2015 ستواجه العالم هي: تعمق عدم المساواة في الدخل، واستمرار نمو معدلات البطالة، ونقص القيادة، وصعود المنافسة الجيو-استراتيجية، وضعف الديمقراطية التمثيلية، وارتفاع التلوث في العالم النامي، وزيادة حدوث الظواهر الجوية العنيفة، وتنامي الاتجاهات القومية، وزيادة الإجهاد المائي، وتزايد أهمية الصحة في الاقتصاد.

التهديدات المناخية

وقال كلاوس شواب، المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، إن طبيعة التحديات التي نواجهها اليوم تتزايد تعقيداتها بمرور الوقت، إذ شهد العالم خلال الـ 12 شهرا الماضية على آخر إصدار لتقرير الأجندة العالمية، سلسلة من التغييرات والتحولات الجذرية.

وتابع أنه في الوقت الذي بدأ العالم يشعر بزوال آثار الأزمة المالية العالمية وتوابعها، برزت قضايا عالمية أخرى على السطح تحتل درجة عالية من الأهمية وأخذت حدتها في التصاعد سواء على صعيد الحجم أو النطاق الجغرافي، ومن بينها نمو معدل البطالة وعدم المساواة في توزيع الدخول، خاصة في الاقتصادات النامية.

وأضاف أنه على الرغم من أن نجاح عدد من الدول في تحقيق معدلات نمو كبيرة ساهم في تقليل الفجوة في توزيع الثروات، إلا أن الاختلالات الشديدة لا تزال مستمرة، لاسيما في ظل بعض المتغيرات الجارية، فعلى صعيد السياسة الدولية، شهدنا ظهور القوى الإرهابية، والتي تواصل عرقلة التقدم، وتهديد الاستقرار، والسلام والرخاء، فضلا عن سرعة معدل الابتكار التكنولوجي، وسط تهديدات مستمرة للمناخ البيئي.

وتابع أنه في ظل هذه الأحداث أصبح من الصعب صياغة سياسات فعالة، فإن التغيرات المتسارعة تفرض على صناع القرار في العالم اتخاذ استجابات سريعة إزاء عدد من التحديات العالمية، ومحاولة إيجاد حلول شاملة لها.

وأشار شواب، إلى أن هذا السياق المعقد والمتغير للأحداث العالمية هو الذي قاد في السابق المنتدى الاقتصادي العالمي لخلق شبكة من مجالس الأجندة العالمية في عام 2008. وتابع أن التحديات التي نواجهها اليوم تأخذ نطاقا عالميا وتترابط أغلبها في الحاجة الملحة لإيجاد نظام يمكننا من تعزيز التفاهم والتعاون العالمي إزاء تلك التحديات.

وأضاف أن الـ80 مجلسا التابعة للأجندة العالمية، إلى جانب 6 مجالس عليا تتابع قضايا أكثر شمولية، جميعها تم تشكيلها من خلال مجموعة من الخبراء من مختلف أنحاء العالم، لا يمتلكوا فقط الشهرة والخبرة وإنما أيضا الرغبة في إيجاد الحلول التي من شأنها تحسين وضع العالم.

وقال شواب إن التوقعات على جدول الأعمال العالمي 2015 تعكس فكر مجموعة من أهم قادة الفكر الاستراتيجي في العالم مشكلين من أكثر من 1500 خبير عالمي. ويقدم التقرير من خلالهم نظرة شاملة للعالم اليوم فضلا عن تحليل للتطورات المتوقعة خلال الـ12 إلى 18 شهرا المقبلة بحسب هؤلاء الخبراء.

وأعرب شواب عن أمله في أن توفر تلك التوقعات، والتي ستصدر في المؤتمر المنعقد في دبي خلال الفترة من 9 إلى 11 من نوفمبر الجاري، معلومات قيمة تساهم في فهم أفضل للقضايا العالمية الهامة وتحقق جهودنا المشتركة في تحسين وضع عالمنا.

المساواة في الدخل

وقال آل غور، المؤسس المشارك ورئيس «جينريشن انفستمنت مانجمنت»، ورئيس المجلس الاعلى لهيكلة الحوكمة: سنواجه السنة المقبلة، عددا من التحديات المتنوعة والهامة: تزايد عدم المساواة في الدخل، والتوترات الجيواستراتيجية المتزايدة، والاستخدام غير المستدام للموارد الطبيعية لكوكبنا، وبطبيعة الحال، أزمة المناخ.

وكل عام هناك في المنتدى الاقتصادي العالمي تسجل ملاحظات وتجارب عالمية لها جدول أعمال لدى الأعضاء في المجلس، وقد طلب منهم تحديد القضايا التي يعتقدون أنها سوف يكون لها أكبر الأثر على العالم ما بين الـ 12 و 18 شهرا المقبلة.

وأضاف: الأفكار الناتجة عن ذلك، جمعت بمساعدة مسح الأجندة العالمية، لتولد في نهاية المطاف أعلى 10 اتجاهات – توقعات من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الرئيسية الموجودة على الأفق الجماعي.

وفي أعلى قائمة هذا العام يزداد سوءا عدم المساواة في الدخل. كما يستمر الاثرياء في مراكمة الثروة بمعدلات قياسية، والطبقة الوسطى تكافح. فاليوم 1٪ من السكان يحصلون على ربع الدخل في الولايات المتحدة الأميركية.

وعلى مدى السنوات الـ 25 الماضية، نما متوسط دخل الفئة الأعلى بنسبة 0.1٪ مقارنة بـ 20 مرة من المواطن العادي. وفي العام الماضي، احتل هذا الاتجاه المرتبة الثانية ليرتفع إلى مقدمة الاتجاهات للعام المقبل.

وأضاف: ارتفعت مخاوف البطالة المستمرة، في التقرير السابق، إلى المركز الثاني – وهذه المرة في شكل «استمرار نمو البطالة».

اقتصاداتنا قد تنمو، لكن عدد الوظائف المتاحة فشل إلى حد كبير بمواكبة هذا النمو. وبالنسبة للكثيرين، فإن الوضع عاجل وينعكس عبر عدم الرضا الشعبي في استجابة حكومية في اتجاهين لاحقين – «انعدام القيادة » و«إضعاف الديمقراطية التمثيلية».

الأبحاث والدراسات

وقال كارل بيلدت، وزير الخارجية السويدي ورئيس مجلس الأجندة العالمية في أوروبا، إن على الحكومات الأخذ بعين الاعتبار المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها الدول الأوروبية، خصوصاً أن أغلبية هذه الدول لم تستطع التعافي من الأزمة المالية بشكل كامل، مشيراً إلى أنه ووفق إحصاءات الأمم المتحدة، مؤشر القطاع الصناعي الأوروبي لا يزال عند مستوى 101.5 نقطة وهو ما يعد أقل بـ10 نقاط مقارنة بعام الذروة في 2008.

وأشار إلى أن المهم اليوم هو الاستثمار في قطاع الأبحاث والدراسات سواءً في الوقت الراهن أو في المستقبل، ويجب الاستمرار في هذا الاستثمار الاستراتيجي من طرف الحكومات والقطاع الخاص على حد سواء، مستدلاً بأمثلة دول كالسويد وفنلندا اللتين لا يتعدى لديهما الاستثمار في قطاع الأبحاث والدراسات حاجز 4% من إجمالي ناتجهما المحلي الإجمالي.

وأضاف أن الهدف الحالي الذي وضعته الدول الأوروبية وهو الوصول إلى حجم استثمارات بقطاع الأبحاث والدراسات يعادل 3% من الناتج المحلي الإجمالي المجمع للاتحاد الأوروبي بحلول العام 2020، يعد هدفاً غير كاف في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه أوروبا والعالم، مشيراً إلى أن النسبة الحالية لا تتعدى 2% وهذا ما يعيق النمو الاقتصادي مقارنة بنسب أعلى في دول مثل الصين والهند واليابان.

الاحتباس الحراري

من جانبها قالت شيزا شاهيد، المؤسس المشارك والسفير العالمي لصندوق مالالا، وعضو مجلس الأجندة العالمية عن التعليم: تتفق نسبة 86٪ من المشاركين في استطلاع الأجندة العالمية، على أن لدينا أزمة قيادة في العالم اليوم. لماذا يقولون ذلك؟ ربما لأن المجتمع الدولي قد فشل إلى حد كبير في معالجة أي قضية عالمية كبرى في السنوات الأخيرة.

فقد فشل في التعامل مع ظاهرة الاحتباس الحراري، ثم بالكاد تعامل مع فشل الاقتصاد العالمي، وقد تسبب ذلك في مشاكل حادة في أميركا الشمالية وأوروبا. وفي الوقت نفسه ادت إلى تفاقم العنف في الشرق الأوسط. وأظهر المسح ان الغالبية تشعر بالقلق إزاء هذه المشكلة. فلماذا نحن مثل الذين يعانون نقصا في القيادة؟.

وأضافت: لدينا موجة من الكفاءات الذكية بشكل لا يصدق، وهي من مخرجات أنظمة التعليم، وهؤلاء قادرون على بناء شركات كبيرة والابتكار؛ وهذا قد يفسر لماذا شملهم المسح في المرتبة الثانية فقط قادة الأعمال للمنظمات غير الهادفة للربح في مؤشر القيادة العالمية لدينا.

وعلى النقيض من ذلك، عندما ننظر إلى حكوماتنا ومؤسسات دولية، فإنه من المؤلم أن نرى فقط طقوس وخطابات السياسية المفرغة، ونتساءل إذا كانت هذه النظم قد وجدت لتعوقنا.

من جهة أخرى اظهر المسح أن 58٪ من المشاركين يخوفون من أن الزعماء الدينيين يشكلون اساءة لهم، ويعتقد 56٪ أنهم من غير المرجح أن يكون لديهم القدرة على المساعدة في معالجة المشاكل العالمية.

وأعتقد كان هناك تشعب في العنف الديني في الآونة الأخيرة، مع تصاعد الإرهاب، أن الناس أصبحوا حذرين من الزعماء الدينيين ويدفعهم للاعتقاد بأن الدين يجب أن يكون مسألة شخصية.

تصاعد القومية

وقال غوردن براون، رئيس وزراء المملكة المتحدة السابق، إن التئام الجرح استغرق ستة أشهر بين كندا والكيبيك. ومع تصويت 45٪ من أجل الاستقلال، سوف يكون لاسكتلندا بلد مقسم لبعض الوقت في المستقبل.

كما في سنوات الثورة الصناعية تحول الناس إلى الثورة السياسية القومية لحماية المجتمعات وأنماط النمو غير المنصفة جدا. ويبدو أن الناس يريدون العودة إلى الوراء ، الولاءات القديمة والهويات التقليدية لأنها تسعى لعزل أنفسهم.

سواء كان ذلك في كاتالونيا أو بلجيكا أو لومباردي، فإنهم يطالبون بالحماية ضد ما يبدو أنه الاضطراب الاقتصادي والتفكك الاجتماعي للعولمة، التي تهدد اكتساح العادات والقيم وأساليب الحياة. وأضاف: قاد الاسكتلنديون الطريق في التنوير، وليس فقط مع فكرة آدم سميث الثورية، بل وفي عالم التجارة الحرة والمفتوحة وانتاج المخترعين.

أزمة المياه

من جانبه قال مات دامون، الممثل العالمي والمؤسس المشارك لمؤسسة الحفاظ على المياه العالمية Water.org: سوف يكون ضغط الطلب على مصادر المياه من آسيا، في حين ستكون إفريقيا هي المنقذ الكبير من الإجهاد المائي العالمي. ولقد رأيت في الهند مثلا أن الوصول إلى المياه الصالحة للشرب يحتاج بضعة دولارات إلا ان هذه الدولارات القليلة هي منال بعيد جدا عن كثير من الناس.

بل ان قرضا صغيرا يمكن أن يخلق فرصة وصول المياه إلى المنزل. ان ما نحتاجه اليوم هو وصول رأس المال في كل مكان وبأسعار لإقامة خزانات مياه معقولة لأولئك الذين يعيشون في الفقر المدقع ولا يجدون فرصة لامتلاك ماء صالح للشرب.

المفاهيم الخاطئة

وقال غاري وايت الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك، لمؤسسة الحفاظ على المياه العالمية، وعضو مجلس الأجندة العالمية حول المياه: المشكلة انه يتم استدعاء التصورات والمفاهيم الخاطئة عند الحديث عن «أزمة المياه». وافريقيا جنوب الصحراء الكبرى، على سبيل المثال، غالبا ما ينظر إليها على أنها البيئة القاحلة.

إلا أن هذا المفهوم يحجب حقيقة أن مساحات شاسعة من القارة الإفريقية لديها موارد مائية وفيرة – وهذا قد يفسر لماذا، من جميع المناطق التي شملتها الدراسة من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي، تأتي إفريقيا في المرتبة الأولى لدى المستطلعين من حيث الإجهاد المائي السفلي على قائمة الاتجاهات العالمية لعام 2015.

وعلى الرغم من هذا قد يكون هناك الكثير من المياه في المنطقة، وعدم وصول الناس إلى تحسين إمدادات المياه يشكل أزمة الآن. وهنا اثنان من المكونات الرئيسية لأزمة المياه: موارد المياه والحصول على المياه.

ونحن نميل إلى التركيز على الأولى عند النظر في مفهوم أزمة المياه، وخاصة في الأماكن التي تعاني من شح المياه حتى عندما تكون الموارد وفيرة، وهناك الملايين من الناس الذين يفتقرون إليها.

إلا أن دولة مثل الإمارات حققت أمنها المائي رغم شح الموارد المائية عبر توظيف الوسائل المالية لضمان توفير مياه نظيفة. إلا ان إثيوبيا، التي تعد برج المياه في افريقيا، يقبع أكثر من نصف سكانها بلا ماء.

هندسة حوكمة جديدة

وتؤكد نجير وودز، عميد مدرسة بلافاتنيك في جامعة اكسفورد ان نظام حوكمتنا يعاني اليوم والتوازن العالمي للقوى يتحرك وعلينا ان نستجيب للتحديات بتبني استراتيجيات جديدة تغير من الطريقة التي نقود فيها او نتحرك فيها. وقالت وودز اننا جميعا نحتاج الى فهم افضل وتعاطف مع وجهة نظر كل دولة حيال نفس الموقف.

ومع كل ازمة تظهر هناك ما يغري بتحويلها الى نص هوليوودي وتقسيم الناس بين اشرار واخيار واختصار المسألة بحرب بسيطة بين الشر والخير. لكننا نعلم ان الانسانية ليست بهذه البساطة. ومن اجل ان تعمل القوى السياسية فإن الدول مطالبة بقرارات حتى في حال الاختلاف.

أشارت مارتينا لاركين، مدير أول ورئيس شبكة المعرفة الدولية في المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن تقرير نظرة على الأجندة العالمية 2015 يعتمد على استبيان خاص تم إجراؤه على برامج الأجندة، وشمل آراء أعضاء المنتدى الاقتصادي العالمي وآراء جيل الشباب الذي يمثلون قادة المستقبل.

ولفتت إلى أن التقرير يقدم تحليلاً لـ 10 توجهات رئيسية قام خبراء المنتدى بتحديدها للمزيد من الأبحاث والتحليل، بالإضافة إلى أبرز التحديات التي تواجه العالم، ونظرة على التوجهات القيادية والحكومية فضلاً عن المستجدات التي ستقرر توجه العالم مستقبلاً.

وأضافت قائلة: «تعكس الأجندة هذا العام الوضع الجيوسياسي المضطرب عالمياً، وخاصة في ظل الأحداث المعقدة في شرق آسيا والاضطرابات السياسية والأمنية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ومن ضمنها غزة والعراق وسوريا.

كما يظهر التقرير ولأول مرة منذ إطلاق نسخته الأولى ازدياد دور الصحة في الاقتصاد العالمي».

البحث عن مصادر الطاقة المستدامة يتصدر المشهد العالمي

قال الدكتور فاتح بيرول كبير اقتصاديي الوكالة العالمية للطاقة ورئيس لجنة الأجندة العالمية الخاصة بطاقة المستقبل، إن الطلب على الطاقة وخصوصاً الكهرباء في الاقتصادات الناشئة ينمو بشكل كبير وبمتوسط يتراوح ما بين 5 إلى 6% سنوياً، مقارنة بـ1% أو أقل في الاقتصادات الكبرى، كما أنه سيستمر في النمو في العقود المقبلة.

وأضاف أن هذه الاقتصادات – أي الناشئة – تستهدف أيضاً الحصول على مصادر طاقة آمنة ومستدامة ونظيفة، حيث إنها أدركت أنه من المستحيل الاعتماد على المصادر التقليدية كالغاز والنفط أو المصادر النظيفة كالمياه والرياح والشمس، مثلما أدركت في السابق أنه من المستحيل الاعتماد على الفحم والوقود الأحفوري الأكثر كثافة كربونية، كمصدر أوحد لاستخراج الطاقة.

وأضاف قائلاً: من تجاربنا السابقة، من الواضح أن نمو الطلب على الطاقة النووية على مدى العقود المقبلة سيأتي جميعه من الدول الناشئة، وهناك 3 بلدان ستستحوذ على هذا النمو وهي : الصين والهند وروسيا.

أما من بين الدول التي تنتمي لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية فوحدها كوريا الجنوبية قد تشهد توسعاً في طلبها على الطاقة النووية النظيفة كمصدر للطاقة.

هناك أيضاً العديد من البلدان الأخرى التي تفكر في إدخال الطاقة النووية النظيفة لأول مرة، على الرغم من التحذيرات العالمية بهذا الخصوص، حيث ان الوصول إلى هذا الهدف سيتطلب الكثير من الوقت والخبرة والعزيمة.

أمن الطاقة

يشير ارمين ساركسيان مؤسس ومدير اورسيا هاوس انه وفي ظل وجود القوى النووية الناشئة فإننا بحاجة اليوم الى مسار آمن لأمن الطاقة. وقال ساركسيان انه ومع استحالة وقف نقل المعلومات فإنه من المتسحيل أيضاً منع تعلم الناس مثلاً من بناء محطة طاقة نووية وكيفية تخصيب اليورانيوم او حتى كيفية صنع قنبلة.

واذا كل من حق كل امة ان تمتلك استخدام الطاقة النووية فيجب ان يكون هناك سلوك معين لهذا الاستخدام سواء من حيث ضمان امن البيئة او مقاومة اغراء استخدامها كسلاح والتحدي الرئيس يتمثل في تطبيق هذا السلوك في العالم غير المستقر.

واشار الى ان القضية الاساسية تتمثل في السيطرة والمراقبة للمواد النووية مثل اليورانيوم 235 والبلوتونيوم 239 والوصول الى تفاهم دولي في كيفية ادارتهما ومن الممكن تكليف شركة عالمية بإدارة مثل هذه المواد تراقب وتدير الوقود النووي والمواد النووية ومتى يتم استهلاك هذا الوقود وهذه المواد.

لكن قبل ذلك علينا ضمان استقرار شمال افريقيا وشرق اوروبا والشرق الاوسط ثم نبدأ بعملية دبلوماسية وتفاهمات حيال هذا الأمر الذي لن يتم بدون تعاون دولي بين القوى العظمى.

التعدين في قاع البحار

قال مايكل لودج، نائب الأمين العام لهيئة قيعان المحيطات، وعضو مجلس الأجندة العالمي، ان الطلب على المصادر الطبيعية يواصل نموه، في ظل تلاشي المصادر الأرضية، وتحول الاهتمام التجاري والحكومي إلى منطقة من الكرة الأرضية كانت حتى الآن بعيدة عن متناول أيدينا، وهي قيعان المحيطات.

وإن قيعان البحار العميقة، المسماة «مناطق مصادر جديدة» تحتضن جملة من المعادن والمواد المعدنية النفسية التي تجثم خبيئة تحت جروف خفية تحت سطح الماء، وجبال بحرية وطفح على عمق 5000 متر.

وفي الوقت الراهن وتحت مظلة اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، فإن أي دولة أو شركة تعدين تحت البحر ترغب في عقد استكشاف يجب أن تحصل على موافقة من هيئة قيعان البحار الدولية.

ولقد حدثت زيادة هائلة في عدد الطلبات لمثل تلك العقود. ومنذ ست سنوات كانت هناك ستة مشاريع في المياه الدولية، فيما يتوقع الآن أن يصل عددها إلى 25 في نهاية 2014. وكان معظم الاهتمام في السنوات الثلاث الماضية من قبل القطاع الخاص. فما هو الصيد الثمين؟ تقدر الاحتياطيات العالمية تحت الماء بأكثر من 10 ملايين طن من عقيدات البوليماتيك.

تنامي أهمية الصحة للنمو عالمياً

أشار فرانسيس كولينز، مدير المعاهدة الصحية في الولايات المتحدة إلى أن دور النمو الاقتصادي في رفع المستوى الصحي للسكان بات أمراً مسلماً به، لكنه لفت إلى أن العلاقة العكسية بين الطرفين لم تبرز أهميتها بعد، إذ يمكن أن يساهم ارتفاع تحسن صحة السكان بشكل مباشر إلى تحقيق النمو الاقتصادي، حيث يعني تحسن المستوى الصحي وجود فئات أكبر من السكان مؤهلة للمشاركة بفعالية في إجمالي القوى العاملة المحركة للاقتصاد.

ولفت كولينز إلى أن الصحة تشكل تحدياً لكل الشعوب، مشيراً إلى أن 85 % من المشاركين في استبيان مؤسسة «بيو» للأبحاث أشاروا إلى وجود خلل في النظام الصحي في دولهم، وأكد على مساهمة التقنيات الحديثة في تطوير نظام الرعاية الصحية وخاصة في رصد الأمراض ومعالجتها مسبقاً. وحذر كولينز من خطورة وباء إيبولا، داعياً إلى اتباع التعليمات والشروط الصحية لوقف انتشاره.

تنافس

ولفت إسبن بارث إيد مدير عام وعضو مجلس الإدارة للمنتدى الاقتصادي العالمي إلى احتدام التنافس بين الأمم على المستوى العالمي، حيث أظهر استبيان أجندة المنتدى العالمي، صنف الأوروبيون والآسيويون التنافس الجيوستراتيجي كأبرز التوجهات على المستوى الدولي، وأشار إلى أن ازدياد حدة التوتر السياسي بين روسيا والغرب، وخاصة في ظل الأزمة الأوكرانية.

لافتاً من جانب آخر إلى بروز القوة الاقتصادية للصين بوصفها مركز ثقل دولي، موضحاً أن نصف المشاركين في استبيان مؤسسة «بيو» للأبحاث أشاروا إلى أن الصين قد حلت مكان الولايات المتحدة الأميركية كأقوى دولة في العالم.

وأوضح أن منطقة الشرق الأوسط تشهد أحداثاً سياسية متعددة في أكثر من دولة، مع بروز دور الجماعات المتطرفة على الأرض في عدة مناطق. ودعا بارث إلى زيادة التعاون الدولي وتعزيز دول المؤسسات الحكومية وخلق شراكات بين القطاع العام والخاص.

هواجس

وأكد خوسيه مانيول باروسو رئيس المفوضية الأوروبية أن المشاعر العدائية ضد المهاجرين باتت هاجساً في مختلف أنحاء العالم، وحذر من ازدياد ظواهر العنصرية ومحاربة الأجانب والكراهية ضد المسلمين «إسلاموفوبيا»، مشيراً إلى خطورتها نظراً لما تتسبب به من تفرقة ونشر للكراهية في المجتمعات، وقد احتلت هذه المشكلة مكانة متقدمة ضمن استبيان الأجندة العالمية لكنها لم تصل إلى المراتب العشر الأولى، بل حلت في المرتبة 13 ضمن قائمة أبرز التوجهات العالمية.

وفي إطارة تحليل دوافع العنصرية وكراهية الأجانب، لفت باروسو إلى أن استمرار ارتفاع معدلات البطالة ساهم في تعميق الفوارق المادية، وبالتالي ازداد التخوف من أن يؤدي تدفق المهاجرين إلى الحد من الوظائف وفرص العمل، بالإضافة إلى أن الهجرة قد تؤثر على الخدمات الاجتماعية والصحية.

وأشار باروسو إلى أهمية التنوع في التركيبة السكانية للمجتمعات، في ضوء آثارها الايجابية، وخاصة للمجتمعات المنفتحة التي لا يمكن أن تستغني عن التنوع، لافتاً إلى حاجة أوروبا للهجرة من أجل مواجهة تحدياتها السكانية.

إدارة الانتقال السياسي في الشرق الأوسط

قالت رولا دشتي رئيس شركة فارو العالمية ونائب رئيس مجلس الأجندة العالمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: إن التحديات الرئيسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط تتمثل في ارتفاع نسب البطالة بين الشباب وإدارة الانتقال السياسي في الدول التي شهدت اضطرابات إضافة إلى توترات بين المجتمع الواحد.

وتضيف دشتي: لسوء الحظ، تحول العدد الكبير من الشباب القادرين على العمل في الشرق الأوسط من أحد أهم عوامل النمو الاقتصادي إلى عبء ديموغرافي، ونحن في حاجة إلى خفض النمو السكاني.

ضرورة عمل إصلاحات اقتصادية في آسيا

قال كيفن رود رئيس وزراء أستراليا الأسبق ورئيس كرسي الصين في مجلس الأجندة العالمية: إن التحديات التي تواجه القارة الآسيوية تتمثل في وجود توترات سياسية وضرورة عمل إصلاحات اقتصادية إضافة إلى إدارة التمدن. وأضاف: في السنوات الأخيرة تركز التوتر في آسيا حول جنوب بحر الصين وعلى المنازعات البحرية بين الصين وفيتنام واليابان والفلبين.

وأضاف أن جذور النزاعات الجيوسياسية تكمن في ضعف الهوية الثقافية في عديد من المجتمعات والعداوات التاريخية التي تغذيها النزاعات الحدودية.

انتشار الفساد في أميركا الجنوبية

قالت أليشيا بارتشينا إيبارا السكرتير التنفيذي للمفوضية الاقتصادية لأميركا الجنوبية ومنطقة الكاريبي ورئيس كرسي أميركا الجنوبية في مجلس الأجندة العالمية: إن التحديات التي تواجه منطقة أميركا الجنوبية تتمثل في انتشار الفساد وضعف المؤسسات التعليمية وتطوير المهارات بالإضافة إلى تزايد اللا مساوة بين طبقات الشعب.

وأضافت: نحتاج إلى تأسيس توازن بين الدولة والجهات التشريعية والقضائية وبين المجتمع المدني والقطاع الخاص، وهذا ضروري لإحداث التغيير المطلوب.

اتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء في أميركا

قال فريدريك كيمب الرئيس التنفيذي للمجلس الأطلنطي وعضو مجلس الأجندة العالمية في الولايات المتحدة: إن التحديات الرئيسية التي يواجهها اقتصاد الولايات الأميركية هو اتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء في بلاده والتغييرات الجيوسياسية إضافة إلى ضرورة التكيف مع التغيرات المناخية.

وأضاف كيمب أن الوسيلة الأمثل لسد تلك الهوة بن الفقراء والأغنياء في الولايات المتحدة هي من خلال رفع مستوى التدريب والتعليم لزيادة قدرة الطبقات الفقيرة على الوصول إلى فرص العمل.