IMLebanon

عروض تتكاثر والعسكريون على قائمة الأمل “المزيّف”!

makhtoufin-4

 

ذكرت صحيفة “السفير” ان ملف عرسال استحوذ على اهتمام سياسي وأمني، خصوصا وأنه ترافق، مع اقدام «جبهة النصرة» على تسليم جثمان الشهيد علي البزال إلى الدولة اللبنانية، فيما استمرت المفاوضات حثيثة لإتمام صفقة مبادلة المخطوف اللبناني علي سيف الدين، ابن بلدة حوش الرافقة، بـ11 سورياً من بلدة قارة السورية خطفهم أفراد من عائلة نوح العرسالية، وسط معلومات مؤكدة عن وضع تنظيم «داعش» يده على سيف الدين وإمساكه بملف التفاوض بشأنه، ومطالبته بمقايضة تتعدى مجرد الإفراج عن السوريين المخطوفين في البلدة.
وقد تضاربت المعلومات حول نقل سيف الدين إلى الجرود، وهو ما قد يوحي بتعقد مسألة الأفراج عنه، أو إخفائه في مخيم النازحين في وادي الحصن في جرد عرسال، ومن ثم نقله إلى مخيم وادي الأرنب، بعدما قصد بعض أهالي عرسال وادي الحصن بحثاً عنه فجوبهوا بإطلاق النار عليهم، بحسب مصدر معني في البلدة.
وفيما أشار المصدر نفسه لـ «السفير» الى أنه سيتم الإفراج عن سيف الدين قبيل منتصف ليل أمس، تخوف مصدر آخر أن يؤدي تسليمه إلى «داعش» إلى تعقيد وضعه برمته. وعلمت «السفير» أن شخصين من آل الحجيري هما «ع.ح.ح»، و «م.خ.ح» قد توجها ليل أمس نحو جرود عرسال، لاصطحاب سيف الدين واعادته الى ذويه.
وذكرت «السفير» أن وفدا من عرسال قصد أمس الجرود التي تسيطر عليها “النصرة “وتسلم جثمان الشهيد في قوى الأمن الداخلي الرقيب علي البزال، حيث نقل مباشرة الى المستشفى العسكري في بدارو، لاجراء فحص الحمض النووي، على أن تجري عند التاسعة من صباح اليوم مراسم تشييع الشهيد أمام المستشفى المذكور، وبعد ذلك، ينقل الجثمان الى مسقط رأس الشهيد في بلدة البزالية البقاعية، قبل أن يوارى الثرى عصرا.
ووضعت مصادر معنية عملية تسليم جثمان البزال كبادرة حسن نية من “النصرة ” ازاء أهالي عرسال، أي أن اسبابها عرسالية ولا تمت بصلة الى قضية العسكريين، خصوصا وأن آل الحجيري ضغطوا في هذا الاتجاه كون البزال على صلة مصاهرة بالبلدة، وأشارت الى محاولة مستمرة لتسلم جثمان الشهيد العسكري محمد حمية.
في المقابل، تصاعدت التهديدات الجدية تجاه مخيم أهالي قارة في قلب عرسال في حال عدم تسليم المخطوف علي سيف الدين.
وفي موازاة ذلك، نفت مصادر لبنانية معنية أن تكون المعطيات التي أوردتها حسابات رسمية لـ «النصرة» على بعض مواقع التواصل الاجتماعي صحيحة لجهة توقف المفاوضات بين الحكومة اللبنانية و«النصرة» بشأن قضية العسكريين، وقالت المصادر لـ «السفير» ان المفاوضات مستمرة وتتقدم، وكشفت أن القطريين تواصلوا أمس، مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وأبلغوه معطيات ايجابية عن نتائج الاجتماعات التي عقدت في العاصمة التركية بين وفد يمثل المخابرات القطرية وبين ممثلين لأمير «النصرة» في القلمون أبو مالك التلي.
وكانت «النصرة» أصدرت بيانا اعلنت فيه توقف المفاوضات منذ أربعة أشهر وأن لا تواصل بينها وبين الحكومة اللبنانية ودعت الاهالي للتواصل مع القطريين مباشرة، وختمت بطرح سؤال «من سيدفع الثمن» في تهديد مبطن، قالت المصادر المعنية أن هدفه تحريض الأهالي لاعادتهم الى الشارع!.

وفي سياق متصل، يقول الناطق باسمهم الشيخ عمر حيدر لصحيفة “الشرق الأوسط” إن استعادة الجثمان “تعد بادرة لقرب حلحلة الملف”، وإنه “يريح الأهالي ويطمئنهم إلى أن المفاوضات تجددت”، مشيرا إلى أنه “يجب على الدولة اللبنانية بعد هذه المبادرة أن تتحمل مسؤوليتها في متابعة التفاوض مع الخاطفين”.

وقال حيدر إن “هيئة علماء القلمون” تولت التفاوض حول قضية استعادة الجثمان، و”يمكن أن تتطور لمبادرة كاملة، بعد النجاح في حلحلة أول عقدة”، مشددا على “إننا مع أي يد بيضاء تساهم في حلحلة هذا الملف”.

وعلى صعيد متصل، لفتت مصادر مطلّعة لصحيفة “الأخبار” إلى ان “دورا للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في “الصفقة” التي أدت لتسليم جثّة البزال”، فيما نفت مصادر أخرى أي “دور لأي جهاز أمني أو حكومي لبناني بالعملية”، مشيرةً إلى أن “ما قامت به “النصرة” هو بادرة حسن نية”.

وأوضحت أن “ما تمّ تداوله حول أن تسليم جثّة البزال سيكون مقابل تخفيف الجيش للحصار المفروض على جرود عرسال، “عارٍ عن الصحة”، وأن “الجيش غير معني بأي صفقة، ولم يدخل بأي مساومة أو مقايضة ولن يغيّر من إجراءاته”.

من جهتها، أفادت معلومات لـ”الحياة” أن “هناك عرضاً نوقش في إجتماع خلية الأزمة المكلّفة متابعة ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين الأخير، وقوبل بإيجابية من الخلية ممثلة بابراهيم، مبدية تجاوبها الكامل للسير به من دون الإعلان عن تفاصيله، في وقت يُنتظر جواب “جبهة النصرة” على رغم مرور أيام عدّة على عرضه”.

وأشارت معلومات لصحيفة “اللواء” إلى ان “النصرة” استجابت لمسعى الهيئة الشرعية والشيخ مصطفى الحجيري (أبوطاقية) وافرجت عن جثة البزال، مقابل تخفيف الإجراءات والسماح بإدخال مساعدات لمخيمات النازحين في عرسال، في أشارة إلى أن تسليم الجثة ربما كان مرتبطاً بمفاوضات الإفراج عن العسكريين المحتجزين لديها منذ آب الماضي”.