IMLebanon

هل ترمي إيران ورقة الأسد؟

assad

اشارت صحيفة الإكونوميست البريطانية في مقال لها الى ان التقدم الذي أحرزته المعارضة السورية عبر سيطرتها على مدينة إدلب الاستراتيجية شمال سوريا، ومن قبلها بصرى الشام جنوباً، يؤشر إلى أن النظام السوري بات أضعف مما كان عليه.

وعلى الرغم من قتال حلفائه الإيرانيين وميليشيات “حزب الله” إلى جانبه، وتوجيه الغرب اهتمامه صوب تنظيم داعش، أصبح حفاظ نظام الأسد على المناطق التي يسيطر عليها أمرا بالغ الصعوبة.

ويبدو أن حملة النظام التي أطلقها مطلع السنة الحالية لاستعادة حلب، قد خف وهجها، فقواته ما زالت مدينة في صمودها غرب المدينة لميليشيات حزب الله. كما أن تنظيم داعش ما زال يزحف صوب مناطق سيطرة النظام انطلاقا من شرق المدينة.

وجنوباً، بدأ النظام أيضا بخسارة مناطق سيطرته تدريجيا لحساب المعارضة المسلحة المعتدلة، في الوقت الذي صبت فيه ميليشيات إيران و”حزب الله” تركيزها على تأمين المناطق القريبة من العاصمة دمشق.

من جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى تصاعد الخلافات والتصدعات داخل معسكر الأسد، كاشفة أن أوضاع النظام العسكرية والاقتصادية باتت أسوأ مما كانت عليه قبل عام مضى، نقلاً عن نوح بونسي الخبير في الشأن السوري بمجموعة الأزمات الدولية.

وقالت الصحيفة إن التصدع بات واضحا داخل قوات النظام والميليشيات الداعمة له، فمقاتلو حزب الله يشتكون من أن جنود النظام يطلقون النار صوبهم، أما هؤلاء فباتوا يتدمرون من نقاط التفتيش الكثيرة التي وضعتها إيران وحزب الله لمراقبة “انضباطهم”.

وكشف مصدر مقرب من النظام السوري في دمشق للصحيفة أن “النظام بات لا يثق في طياريه المنتمين إلى الطائفة السنية، إذ قام باستبعادهم”. ووفقاً لما قاله المصدر، فإن طيارين روس هم من يقودون العديد من طائرات النظام حالياً في ظل دعم موسكو للأسد.

وأضاف المصدر المطلع أن النظام الآن “يضطلع بمهام إدارية فحسب، بينما استلمت إيران زمام معظم العمليات العسكرية”.

في ظل ذلك، تدفع المؤشرات للقول إن إيران أكثر براغماتية من الأسد الذي يسعى للبقاء في السلطة بأي ثمن. من هنا، بدأت طهران تنظر إليه كعبء، كما هو الحال بالنسبة لحزب الله. فقد رجحت الإكونوميست أن إيران وبمجرد نجاحها في الوصول إلى اتفاق مرضي لها مع الغرب في المحادثات النووية، ستعمد إلى التخلص من ورقة الأسد التي دأبت على استخدامها.

وسبق لأحد قياديي حزب الله أن قال: “سوف نتخلص من الأسد في مرحلة ما”، مردفاً: “أعتقد أن إيران تنتظر فقط الوقت المناسب لذلك”.