IMLebanon

النظام السوري يجوّع ريف حماة بحرق أراضيه الزراعية

Burning-Fields-Fire-Syria
تؤكد تقارير أممية أن إنتاج القمح في سوريا تراجع بنسبة 70% خلال سنوات الثورة، كغيره من محاصيل الزراعة التي تعد من أكثر القطاعات الاقتصادية تضررا بسبب القتال.

ويرجع محللون أسباب تراجع إنتاج القمح إلى قصف النظام السوري المستمر للأراضي الزراعية، وغلاء الوقود بسبب شحه في البلاد، فضلا عن نزوح كثير من المزارعين وترك أراضيهم في الشمال السوري الذي ينتج الجزء الأكبر من محاصيل القمح في سوريا.

ويؤكد أبو محمد الحموي -أحد عناصر الدفاع المدني في ريف حماة- أن عناصر النظام يحرقون الأراضي التي يتمركزون حولها في كل منطقة، فضلا عن قصف البقية بالقذائف الحارقة بالتزامن مع المعارك التي تدور في معظم مناطق ريف حماة الشمالي والغربي، بحسب قوله.

ويضيف الحموي للجزيرة نت “قام عناصر النظام بإحراق عشرات الهكتارات من محاصيل القمح وأشجار الزيتون في قريتي الجبين وحصرايا، وفي الأراضي الواقعة بين قرية اللطامنة والزلاقيات ولحايا ومعركبة، وكادت الحرائق تصل إلى تجمعات المدنيين في قرية كفرزيتا بسبب ضخامة الحريق الذي غطى دخانه سماء القرية لولا تدخل فرق الدفاع المدني”.

ويتابع “قضت الحرائق على مساحات ضخمة من الأراضي التي كان الناس يستعدون لحصادها، ولم نستطع إنقاذ المحاصيل لأن النار تنتشر فيها بسرعة كبيرة، ويساعدها على ذلك وجود الأعشاب اليابسة التي تشكل وقوداً سريع الاشتعال، فحاولنا منع الحرائق من الوصول إلى القرى المسكونة بالأهالي”.

قلق سنوي

ويبدأ حرث المحاصيل كل عام مع حلول فصل الصيف وبداية نضجها، لكن قذائف النظام جاءت لتحرق آمال الأهالي ومصدر رزقهم الوحيد الذي قضوا عاما في سقايته والعناية به، في ظل ظروف عصيبة من غلاء المحروقات والخطر الذي يحيط بهم من كل جانب، بحسب الحاج أديب أحد المزارعين في ريف حماة.

ويعيش المزارعون في “قلق سنوي” بحسب وصف أديب، الذي يضيف للجزيرة نت أنه “ما إن يبدأ النظام بحرق الأراضي حتى نسارع لحصادها وإنقاذ ما نستطيعه منها، لكننا بذلك نواجه مشكلة عدم نضج المحاصيل بالشكل الكافي، الأمر الذي يؤثر على وزنها وسعر بيعها في السوق”.

وهذا الأمر دفع الكثير من المزارعين للكف عن زراعة القمح والمحاصيل السنوية، والتحول إلى الزراعات الموسمية كزراعة الخضار والفواكه، كما يقول.

وتعد محاصيل القمح وأشجار الزيتون من أكثر ما يستهدفه النظام في هذه المناطق، إضافة إلى أشجار الفستق الحلبي المحيطة ببلدة مورك، وهي من أعلى المحاصيل دخلا.

وينبه الحاج أديب إلى أن سياسة قصف وحرق المحاصيل الزراعية أثرت على الناتج المحلي بشكل كبير، وظهر أثره في المناطق المحررة جليا، حيث عانت من شح الطحين، واضطر الناس لاستيراد القمح من تركيا لصنع الخبز، خصوصا مع الحصار الذي يفرضه النظام على هذه المناطق.