بين حين وآخر يخطر على بال كل منا موضوع التقاعد، بعضنا يحلم بتقاعد مبكر ومريح، وبعضنا الآخر لا ينوي التوقف عن العمل أبدا. ولكن من أين جاءت فكرة التقاعد؟ ومع تقدم التكنولوجيا والرعاية الصحية يوما بعد يوم، كيف سيبدو التقاعد في المستقبل؟

في عام 1881، تعرض رئيس بروسيا لضغوط من قبل خصومه الاشتراكيين بتقديم المزيد للشعب. الرئيس جاء بفكرة مبتكرة حينها، وهي حق كل من يعجز عن العمل بسبب كِبر السن بالحصول على رعاية من الدولة. بعد ثماني سنوات، أسست الحكومة الألمانية والتي كانت جزءا من روسيا، أول نظام للتقاعد للأفراد الذين يناهز عمرهم السبعين عاما فأكثر.

ولكن طبعا عمر التقاعد يختلف من بين دولة إلى أخرى، وفي بعض الدول بين المرأة والرجل.

هذه الأيام، تزداد أهمية أنظمة التقاعد، خصوصا مع ارتفاع متوسط العمر، في يومنا الحالي هناك فرد من بين كل ستة أفراد يفوق عمره 65 عاما، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى فرد من بين كل أربعة بحلول عام 2037، يعني بعد نحو عشرين عاما فقط!

تشير التقديرات إلى أن زيادة متوسط العمر تترجم بأن حوالي ثلث الأطفال الذين ولدوا في العام 2012 قد يحتفلون بعيد ميلادهم المئة.

وعلى الرغم من طول عمر كبار السن والتكهنات بزيادة هذه الأعداد، إلا أنه نادرا ما يفكر البالغون بالادخار من أجل تقاعدهم، بالواقع أظهر استطلاع بأن شخصين فقط من أصل خمسة أشخاص دون سن الثلاثين يفكرون بموضوع التقاعد، ما أثار فضول أحد المختصين لإجراء تجربة بالتعاون مع جامعة ستانفورد الأميركية، فقاموا بوضع شباب في الثلاثينيات في غرفة واقع افتراضي تمكنهم من رؤية أنفسهم على المرآة بعد سنوات طويلة، والتحدث إلى أنفسهم، وقد أثبتت هذه التجربة أنه عند رؤية مستقبلك أمام عينيك، تزداد ادخاراتك.

ومع ازدياد الطلب على مساكن التقاعد، تخيلت منظمة غير حكومية تدعى Anchor أن مساكن التقاعد بعد خمسين عاما ستكون محاطة بجدران مراقبة وحدائق دوارة وحيوانات افتراضية أليفة.