رأى الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أنّ إسرائيل تعتبر أنّ الفرصة قائمة أمام سقوط النظام في سوريا ما سيشكل ضرية لمحور المقاومة، كما أنّها تعتبر أنّ إيران وحركات المقاومة في لبنان وفلسطين يشكلون تهديداً وخطراً مركزياً عليها.
نصرالله، وفي كلمة متلفزة بمناسبة الذكرى السنوية للقادة الشهداء، لفت الى أنّ الاسرائيليون يعتبرون انّهم امام فرصة تشكيل مناخ مناسب لاقامة تحالفات مع دول عربية سنّية، مشيراً الى أنّ إسرائيل تحرص على منح الصراع في المنطقة صبغة مذهبية، لأنّ ذلك يخدم مصالحها.
وإعتبر أنّ الاعلام الاسرائيلي يعتمد ادبيات متطابقة مع الاعلام السعودي والخليجي، لافتاً الى أنّ الإسرائيلي يستفيد من الأبواب التي فتحت أمامه لتقديم نفسه صديقاً لأهل السنّة، بل حامياً وحليفاً لهم، لا بل أنّ إسرائيل باتت تقدم نفسها على أنّها مدافعة عن أهل السنّة، وهناك بعض العرب الذين باتوا يتلقفون ذلك.
ورأى نصرالله أنّ هناك بعض الحكام العرب الذين يقولون زورا أنّهم من السنّة، فيما يقبلون بالاعتداء على الفلسطينيين، متوجهاً لبعض الحكومات والأنظمة العربية بالسؤال: كيف لكم أن تقبلوا بإسرائيل صديقاً لكم؟
ولفت الى أنّ اسرائيل تعتبر انّ “داعش” و”القاعدة” و”النصرة” في سوريا افضل من نظام الاسد، معتبراً أنّ مصالح إسرائيل في المنطقة تلتقي مع مصالح تركيا والسعودية برفض بقاء الأسد.
وأكد نصرالله أنّ نظام الاسد يشكل خطراً على مصالح اسرائيل في المنطقة، مشيراً الى أنّ الاسرائيليين سلموا بأنّه لا يمكن اسقاط نظام الاسد وباتوا يدعون الى تقسيم سوريا على اساس عرقي وطائفي.
وشدّد على أنّ اسرائيل تمنع ايّ حل سيؤدي الى بقاء نظام الاسد، لافتاً الى أنّ اسرائيل شريك في الحرب الكونية على سوريا وهي فشلت في تحقيق اهدافها. وأشار الى أنّ “القاعدة” بجناحيها “داعش” و”النصرة” فشلت في اقامة دولة جاهلية باسم الاسلام في سوريا، معتبراً أنّ المشروع السعودي في سوريا فشل ولم يجن الا الخيبة.
ورأى نصرالله أنّ كل المحرمات إرتكبت لتحقيق المشروع السعودي ـ التركي ـ الاميركي، مشيراً الى أنّه تم تسخير كل الإمكانات الإعلامية والمادية وارتكاب المحرمات لتحقيق هدفهم في سوريا وقد فشلوا.
وأوضح أنّ هناك تطورات ميدانية هائلة تحصل حالياً في سوريا ولا سيما في ريفَي اللاذقية وحلب الشماليين، معتبراً أنّ الوضع الميداني الجديد في سوريا دفع بالسعودية وتركيا إلى الإعلان عن تدخل بري لمحاربة “داعش”.
وشدّد نصرالله على أنّ إعلان السعودية وتركيا عن التدخل البري في سوريا يأتي بعد فشل الرهان على المسلحين التابعين لهما، لافتاً الى أنّ “القاعدة” و”داعش” في اليمن بحماية المملكة العربية السعودية، وهم جاهزون الى اخذ المنطقة الى حرب اقليمية وحتى عالمية قبل القبول بتسوية سياسية.
وقال: إذا أتت السعودية وتركيا إلى سوريا جيد وإذا لم تأتيا جيد أيضاً، مضيفاً: لن نسمح لا لـ”داعش” ولا لأميركا ولا للسعودية ولا لإسرائيل ولا لكل الطواغيت بأن يسيطروا على سوريا.
وإذ لفت الى أنّ اسرائيل تعتبر انّ الحرب الشاملة على “حزب الله” هي أحد الخيارات المتاحة، أكد نصرالله أنّ الحرب النفسية الاسرائيلية لن تجدي نفعاً معنا، مضيفاً: ما يمنع اسرائيل من شن حرب على لبنان هو وجود المقاومة.
وشدّد على أنّ المقاومة قوية وقادرة وتملك قدرات دفاعية جديدة، كما أنّها قادرة على أن تلحق الهزيمة بإسرائيل في أيّ حرب قادمة، مؤكداً أنّه في الأيام والسنين والعقود والقرون الآتية سنكون حيث يجب أن نكون وسنبقى كما كنا.
وقال: أحد الخبراء الاسرائيليين يقول إنّ سكان حيفا يخشون من هجوم قاتل على حاويات مادة الأمونيا، التي تحتوي على أكثر من 15 ألف طن من الغاز والتي ستؤدي إلى موت عشرات آلاف السكان. الشعور هناك صعب جداً والحكومة الإسرائيلية تهمل 800 ألف شخص. هذا الأمر كقنبلة نووية تماماً، أيّ أنّ لبنان اليوم يمتلك قنبلة نووية اليوم، أيّ أنّ أيّ صاروخ ينزل بهذه الحاويات هو أشبه بقنبلة نووية.
إلى ذلك، جدّد نصرالله التعازي في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري رغم الخصومة السياسية مع بعض ورثته، آملاً ان يأتي يوماً تصبح فيه ذكرى استشهاد الحريري قادرة على توحيد اللبنانيين، وقال: نؤكد على تحالفنا مع العماد ميشال عون.