IMLebanon

“التيار” و”القوات”: إذا أرادوا منع ترجمة الاتفاق المسيحي… فليتكتّلوا!

kenaan-geagea-riachi

 

 

كتب ألين فرح في صحيفة “النهار”:

الى الآن الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها. كل القوى السياسية أعربت عن ضرورة إجرائها في موعدها تداولاً للسلطة، وكي لا تبدو السلطة السياسية عاجزة عن إجراء أي استحقاق، رغم عجزها عن حل قضية النفايات والاستحقاق الرئاسي وتمديدها مرتين لمجلس النواب. مع ذلك، ثمة خوف أن يحدث أي طارىء يجعل الحكومة تؤجل هذا الاستحقاق مما يؤدي الى تمديد للمجالس البلدية. وزارة الداخلية أعلنت مراراً أنها جاهزة لإجرائها وتقوم بكل التحضيرات اللازمة. أما الأحزاب السياسية، فإذا كانت قد بدأت التحضير لها، إلا أن التحالفات، وخصوصاً في البلديات والمدن الكبرى، تبقى الاساس في هذا الاستحقاق.

على الساحة المسيحية، لا شك ان اتفاق معراب قلب الموازين، وتعتبر الانتخابات البلدية اول استحقاق لإثبات قوة هذا التحالف وثباته. في رؤية الفريقين ان الاتفاق أبعد من الرئاسة، وهدفه بناء الدولة وإصلاح المؤسسات وتثبيت الشراكة الحقيقية وإعادة الدور المسيحي وحضوره الى الدولة. ماكينات الفريقين بدأت تعد العدة للتحالف انتخابياً، حيث تتوافر القدرة، لكن بقية الأحزاب المسيحية والشخصيات المستقلة، ترى بمعظمها أن هذين الفريقين سيخوضان معركة ضدهم، ويرون أنها “معركة إلغاء وتقزيم” لوجودهم ودورهم، مما حدا أحد السياسيين المسيحيين الفاعلين على القول إن اتفاق “التيار الوطني” و”القوات اللبنانية” جعل الجميع يتكتل ضدهما في الانتخابات البلدية.

أينما يحلّ النواب والمسؤولون “القواتيون” و”العونيون” معاً، يظهر نبض الشارع المتحمس في شكل كبير لهذا التفاهم، وهو ما يجعل الحزبين مرتاحين لخطوتهما، التي ستترجم ميدانياً أكثر. لذا، ليس في وارد أي من الفريقين المعنيين باتفاق معراب الرد على ما يقال ضدهما، إذ إنهما تخطيا عملية الردود الى الخوض مباشرة في العمل، وفي اعتقادهما أنه إذا استطاع بقية المسيحيين المعترضين على المصالحة المسيحية الاتفاق وإجراء تكتلات هجينة عنوانها منع ترجمة هذا الاتفاق الذي يقضي بتحقيق حضور مسيحي فاعل في الدولة، فليتكتلوا. علماً أنهما لم يلغيا دور أحد، وثمة مكان للجميع مسيحياً ووطنياً لمن يريد فعلاً المشاركة معهما في بناء الدولة وتثبيت الشراكة الحقيقية.

المسؤولون لدى الطرفين واعون لكل محاولات إبرام تفاهمات بلدية ضدهما في هذا الوقت بالذات، “هدفها مواجهة تفاهم مسيحي يعمل لاسترداد الحضور وليس الغاء أحد”. علماً أن هذه “التكتلات الهجينة”، كما يرونها، ترتد ايجاباً على الحزبين المسيحيين الأكثر تمثيلاً وعلى تماهي المسيحيين مع تفاهمهما. أما إذا كان استرداد الموقع والحضور والدور يعتبر تقزيماً للآخرين فتكون المشكلة عندهم، فليس الهدف تقزيم أحد بل تحصيل الحقوق.

اللقاء الأخير الذي جمع سمير جعجع بابرهيم كنعان في حضور ملحم الرياشي في معراب، كان محوره التحالف والتنسيق الانتخابيان في البلدية، إضافة الى تقويم الملف الرئاسي. وعلمت “النهار” أنه تمّ وضع آلية لخوض الانتخابات البلدية معاً في المناطق، وستكون محطة أو اثنتان كبيرتان في هذا المجال أو العمل على حدثين مهمّين يعلن عنهما لاحقاً، وتحديداً في البقاع وجبل لبنان.

… لقد أسرّ جعجع لأحد زائريه أنه تأكد أكثر أن الخطوة التي قام بها لجهة اتفاقه مع العماد ميشال عون كان صحيحاً مئة في المئة، ليس فقط على الصعيد المسيحي، بل وطنياً أيضاً.