IMLebanon

الراعي: حكمنا بالجزمة لكن لبنان لم ينتهِ!

bechara-raii

 

 

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الالهي في دير مار الياس الراس، في اطار زيارته الراعوية الى نيابة صربا المارونية، وقال في العظة: “في هذه المرحلة الاستعدادية للانتخابات البلدية، نطالب الأحزاب والقوى السياسية عدم التدخل بشأنها، بل احترام هذا الاستحقاق على أنّه أهلي ومحلّي وإنمائي، وإبعادَه عن التجاذبات السياسية والحزبية والعائلية. نحن لا نريد إطلاقًا التنازل عن نظامنا الديموقراطي، فيما يختصّ بتداول السلطة وحرية كلّ مواطن في الإدلاء بصوته من دون إكراه أو إغراء أو غشّ، واضعًا نصب عينَيه المصلحة العامة. وله أن يختار وفقًا لضميره مَن هو الأصلح، المميّز بروح الخدمة المقرونة بالكفاءة والفعالية، والمتحلّي بالقيم الإنسانية والروحية والغيرة على الصالح العام، والتجرّد من المصالح الشخصية والفئوية”.

وأضاف: “نرجو أن تكون الانتخابات البلدية، التي نحرص كلّ الحرص على إجرائها في مواعيدها، أن تكون مثالًا لانتخاب رئيس للجمهورية الذي لا نجد أيّ مبرّر لعدم إجرائه حتى اليوم، خلافًا للدستور، وللانتخابات النيابية التي لم تجرِ في حينها، بل استُبدلت بالتمديد مرّتَين وبمخالفة الدستور”.

وكان في استقبال الراعي النائب البطريركي عن نيابة صربا المطران بولس روحانا، المطران غي بولس نجيم وجمهور الدير. ثم ألقى الراعي في كنيسة مار الياس الراس كلمة بعد رفعه الصلاة، وجه فيها تحية الى المطران نجيم، واصفا إياه بـ”رجل الآلام بفرح”، كما وجه تحية الى المطران روحانا، شاكرا إياه على “تحضيره هذه الزيارة الراعوية وخدمته وحضوره في نيابة صربا”.

وقال: “لا تخفى مدينة مبنية على جبل، وهكذا دير مار الياس بجماعته المصلية. نحيي الرئيسة العامة للرهبنة اللبنانية المارونية، ورئيسة الدير وجمهوه الذين هم نعمة في حياة الكنيسة، وأنا متأكد من أنّ صلواتهم وصلوات المؤمنين التي ترفع هي وحدها التي تحمي لبنان وتحمينا أمام كل هذا الروح المتفلت والإنحطاط الاخلاقي، هذه هي التي تقينا من الشرور، قيمة حياتنا انها جهاد متواصل نحو الامام، نصلي لكي تزدهر هذه الجماعة الديرية عددا وقداسة وشهادتنا هي أنّ الكلمة الاخيرة ليست للموت وإنما للحياة”.

بعدها، التقى الراعي جمهور الدير من الراهبات وكانت خلوة للتحدث في شؤون كنسية رهبانية.

وكانت المحطة الثانية له في كنيسة سيدة الانتقال عينطورة، حيث شكر لكل من أسهم ونظم هذه الزيارة، مرحبا بالمؤمنين، وقال: “عينطورة بلدة تاريخية عزيزة على قلبنا، لانها رافقتني كل حياتي، فعينطورة التجذر لا يمكن ان يغفل احد عن تاريخها العريق، نعم من حق أولادنا أن يفكروا بمستقبلهم، ولكننا نؤكد إننا متجذرون بهذه الارض، وهذا يدعونا للحفاظ على أرضنا ووجودنا، وحضارتنا ودورنا، لقد نشأ لبنان نتيجة مسار طويل عاشه الموارنة بخاصة بقيادة بطاركتهم، لقد حكم شعبنا “بالجزمة” وتألم، كذلك البطاركة”.

وتابع: “فالبطريرك حجولة حرق في ساحة طرابلس، البطريرك الدويهي صفعه والي طرابلس، هذا المسار الطويل صمد في خلاله شعبنا ليحافظ على أمرين: إيمانه الكاثوليكي واستقلاليته، لذلك لا نستطيع نحن أبناء اليوم بوجود المصاعب الامنية والسياسية والاقتصادية وغيرها أن نقول أن لبنان انتهى، هنا تربت الاجيال، وهنا الاصالة والاخلاق والقيم، على الرغم أن العالم تفلت من كل شيء، فللأسف أن التفلت يأتي دائما من القمة من المسؤولين، ونحن ننتظر أن يأتي الاصلاح من القاعدة، علينا التعاون معكم لكي تحافظ عينطورة على عائلاتها”.

الراعي وفي محطته الثالثة، وخلال الذبيحة الإلهية في كنيسة سيدة الخلاص – عين الريحانة طالب الأحزاب والقوى السياسية عدم التدخل بشأنها، بل احترام هذا الاستحقاق على أنه أهلي ومحلي وإنمائي، وإبعاده عن التجاذبات السياسية والحزبية والعائلية.

وقال: “نحن لا نريد إطلاقا التنازل عن نظامنا الديموقراطي، في ما يختص بتداول السلطة وحرية كل مواطن في الإدلاء بصوته من دون إكراه أو إغراء أو غش، واضعا نصب عينيه المصلحة العامة. وله أن يختار وفقا لضميره من هو الأصلح، المميز بروح الخدمة المقرونة بالكفاءة والفعالية، والمتحلي بالقيم الإنسانية والروحية والغيرة على الصالح العام، والتجرد من المصالح الشخصية والفئوية”.

وتابع: “نرجو أن تكون الانتخابات البلدية، التي نحرص كل الحرص على إجرائها في مواعيدها، أن تكون مثالا لانتخاب رئيس للجمهورية الذي لا نجد أي مبرر لعدم إجرائه، خلافا للدستور، وللانتخابات النيابية التي لم تجر في حينها، بل استبدلت بالتمديد مرتين وبمخالفة الدستور”.

وواصل الراعي زيارته نيابة صربا، فتوجه الى مركز مريم ومرتا في بلدة عجلتون، المخصص لدعم كل امرأة تواجه العنف والعزلة،  وأعرب عن “تقديره الكبير لعمل هذا البيت”، وقال: “أجمل وقفة في زيارتنا الراعوية، انها وقفة أساسية في مشوارنا، هنا استمعنا وتعلمنا الكثير”، شاكرا فريق العمل والمتطوعين وكل من يدعم المركز، قائلا “جميعكن ورثتن جرحا بالغا”، طالبا منهن “وضعه من ضمن جراحات يسوع، الذي اعتدي عليه ورفع على الصليب، وقد شعرنا من خلال ما سمعناه بآلام المسيح المتواصلة”.

أضاف: “أقول لكن ان الشر الذي أنزل بكن، يمكنكن ان تحولنه كما حول الرب يسوع الموت الى حياة، شعاركن المحبة الكاملة تطرد كل خوف، وهي تنزع منكن كل جرح وخوف. هذه هي قيمة الحب الذي تجدنه هنا في هذا المكان. كما سمعنا هنا، مكان اصغاء وخدمة، ومنه نأخذ العبرة في حياتنا، انهم يستمعون اليكن هنا، لتسمعن منهن كلمة الحب الحقيقية، التي تفتح أمامكن الآمال”.

وختم “نشكر العناية الالهية التي أوجدت هذا المكان، وكل من يهتم به من قريب وبعيد. واقول لكن حيث المحبة الكاملة لا خوف. يمكنكن الشفاء من جرحكن لان هناك من يحبكن”.