IMLebanon

جعجع لمحور “المقاومة”: حان الوقت لترتاح!

samir-geagea-3

أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان محور “الصمود والتصدي والمقاومة والممانعة” فتفت دول المنطقة وأدى إلى حروب لا تنتهي، لافتًا الى ان أبرز نتائج هذا المحور في لبنان هو تعطيل الانتخابات الرئاسية وشلل سياسي وقلق أمني وعزلة عربية شبه كاملة وفساد لا ينتهي.

جعجع وفي كلمة القاها في “يوم الطالب” من معراب، توجه الى محور المقاومة والممانعة بالقول حان الوقت لكي ترتاح، وتنسحب من كل حروب المنطقة وتعود إلى لبنان وتحصر السلاح بيد الجيش وتفك الحصار عن الرئاسة”.

واذ شدد على ان “القوات اللبنانية” مع الشرعية وتريد دولة قوية ودولة فعلية، رد جعجع على منتقدي المصالحة مع التيار “الوطني الحر” قائلا: “لكم سلبيتكم وبغضكم ولنا ايجابيتنا وقناعاتنا ولنا المستقبل ولسان حالنا كل الوقت “أوعا خيّك” ، معتبرًا ان يوم 18 كانون الثاني هو يوم تاريخي وإنجاز تاريخي.

وعلق على محاكمة ميشال سماحة، وقال: “كثر هللوا للحكم على ميشال سماحة لكننا نعتبره نوع من جائزة ترضية بعد الحكم الأول المسخرة”، معتبرًا أن أهم فشل في هذا الحكم أنه طال الذنب وترك الرأس المخطط الرئيسي والآمر الناهي بهذه القضية تحت حجة فصل الملفات، ودعا المحكمة العسكرية الى ان تكمل محاكماتها وتصدر احكامها بحق بشار الأسد وعلي مملوك وغيرهم”.

واذ أكد ان الانتخابات البلدية هي أقرب جزء من الدولة على الشعب، شدد على ان هذه الانتخابات ليست للوجاهة بل للعمل لذلك علينا جميعا ان نشارك في هذه الانتخابات.

وفي ملف الفساد قال جعجع: سنحارب الفساد وسنقضي عليه ولكن لا نريد من المواطنين إلا ثقتهم وسنخوض حربا لا هوادة فيها على الفساد، وكل الامتحانات التي مرت بها القوات اكانت وزارية او نيابية أو بلدية أو اختيارية مرت بها القوات بدرجة ممتاز”.

وهذا نص الكلمة

قال جعجع: “ان يوم الطالب بات عرس المقاومة، تحيّة كبيرة لكم، انتم الموجودون هنا ولكل من لم يتمكن من المجيء اليوم، تحية الى طالبات وطلاّب القوات اللبنانية. تحيّة الى القمحة التي تنمو لتصبح سنبلة يمكن ان تنحني مع الريح في يوم من الإيام، ولكن لا تنكسر أبداً أبداً. فيا طلاّب القوات، أنتم لستم فقط طلاّب القوات بل أيضاً قوات الطلاب وقوات القوات وقوات ثورة الأرز وقوات لبنان”!

وأضاف:” ويلٌ لأمةٍ لا طليعةَ فيها وهنيئاً لأمّةٍ كلُّها طلائعُ، وهنيئاً لحزبٍ طلابُهُ طلائعُ ورجالُهُ طلائعُ ونساؤُهُ طلائعُ وشيوخُهُ طلائعُ وشهداؤُهُ طليعةُ كلِّ الطلائِعِ وطليعةُ شهدائِهِ بشيرُ!

ولفت جعجع الى ان “محور الصمود والتصدي والمقاومة والممانعة… كان نشيطاً جداً في السنوات الماضية، كان نشيطاً لدرجة أعطى نتائج باهرة ان كان على مستوى المنطقة او على مستوى لبنان. فعلى مستوى المنطقة: فكفكة أكثرية دول المنطقة، حُروب لا تنتهي، بِحار من الدم والدموع وخَراب يحتاج الى عَشَرات السنوات ليتم بناؤه، أمّا في لبنان، فأبرز نتائج نشاطه كانت تعطيل انتخابات الرئاسة، شللاً سياسياً شبه كامل، تدهوراً اقتصادياً كبيراً، قلقاً أمنياً أكبر، عزلة عربية شبه كاملة، لا سواح، لا حركة، لا أموال وفساد فساد فساد على مدّ العين والنظر..”.

وتوجّه الى محور الممانعة والمقاومة بالقول:” يعطيك الف عافية، بس صار لازم ترتاح شوي هلق… مرتا مرتا، تقومين بأعمالٍ كثيرة والمطلوب واحد. المطلوب واحد هو قيام دولة فعلية في لبنان، لا القتال في سوريا سيضمن لنا مستقبلنا، ولا التدخّل في اليمن سوف يحمي حدودنا، ولا مُهاجمة السعودية ودول الخليج سوف تنعش إقتصادنا. ولا أيضاً تكديس السلاح خارج الجيش اللبناني سوف يؤمن لنا إستقرارنا. مرتا مرتا، تهتمّين بأمورٍ كثيرة والمطلوب واحد. فالمطلوب الإنسحاب من كل حروب المنطقة وأزَماتها والعودة الى لبنان. والمطلوب جمع كل السلاح في يد الجيش اللبناني. والمطلوب فك الحصار عن انتخابات الرئاسة. والمطلوب تطبيق الدستور والقوانين والعودة الى الحياة السياسية الطبيعية. المطلوب أن نضع جُهودنا كلّنا سوياً لتقوم دولة فعلية في لبنان.”

وتابع:” انطلاقاً من هنا، شعارنا هو: القوات اللبنانية… هيّي بتحمي الشرعية، القوات اللبنانية… بدّا دولة فعلية”، وطموحنا وأملنا أنّ يصبح هذا الشعار: كلّ اللبنانيين يؤيدون الشرعية… كلّ اللبنانيين يريدون دولة فعليّة”.

وتطرق جعجع الى المصالحة القواتية- العونية، فقال:” أجمل عنوان رأيته لهذه المصالحة هو: “أوعا أوعا خيّك!”، فنحن نعتبر يوم 18 كانون الثاني 2016 يوماً وانجازاً تاريخياً في كل المقاييس وبشهادة الجميع، إلاّ قلّة قليلة لم تجد هكذا أبداً، وانتفضت منذ اللحظة الأولى لترفض المصالحة وتهاجمها وتنعيها… بعكس التيار… والقوات وكل الناس، وكل منطق في هذه الدنيا.”

وأردف:”البعض اعتبر ان هذه المصالحة لعبة خطرة، واننا سنتحالف وسيدفع غيرنا الثمن، وصاروا يقولون :” شو نحنا غنم؟ كيف هيك بيروحوا وبيتصالحوا؟ هيدي جبهة طائفية” وصاروا يقولون ويقولون ويقولون ولا زالوا حتى الآن يقولون، فهل تعلمون بماذا تذكّرني هذه الواقعة؟ تذكّرني بهذا المقطع من عواصف جبران: ماذا تريدون منّي يا بني أُمّي، غنّيتُ لكمْ فلم ترقُصوا، ونُحْتُ أمامَكُمْ فلمْ تبكُوا. فهل تريدونَ أن أغنّيَ وأنوحَ في وقتٍ واحد؟ نفوسُكُمْ تتلوّى جوعاً ، وَخُبزُ المعرِفَة لأَوفَرُ منْ حِجارةِ الأودية، لكنَّكُمْ لا تأكُلونْ. وقلُوبُكُمْ تختلِجُ عَطَشاً، وَمناهِلُ الحياةِ تَجري كالسَّواقي لكنَّكُمْ لا تشرَبُونْ.لِلبحرِ مَدٌّ وجزرُ، وللزَّمَنِ صيفٌ وشتاءُ، أمَّا الحقُ فلا يَحُول ولا يزُولُ ولا يتغيَّر. فلِماذا تُحاوِلونَ تشويهَ وجهِ الحقِ؟” لماذا تحاولونَ رفضَ هذهِ المُصالحة؟ لم يبقَ أحد على مرّ السنين من كلّ الذين عم ينتقدون اليوم إلاّ وقال لنا: يا عمّي ليش متخانقين مع العونيي وليش ما بتتصالحوا وبتخلّصونا بقا؟! وحين تصالحنا، لم يتركوا لحظة تمر من دون التفتيش عن عِلّة لهذه المصالحة. لكل هؤلاء نقول: لكُم سلبيَّتُكُمْ وبُغْضُكُم وحِقْدُكُم، وَلنا إِيجابيَّتُنا وقناعاتُنا وثورتُنا والمُستقبل، ولِسانُ حالِنا كلَّ الوقت : أوعا أوعا خيّك.”

وتناول جعجع الحكم الصادر بحق ميشال سماحة، فقال:” كثر فرحوا بهذا الحكم وهَلَّلوا ، ولكن نحن في الحقيقة لم نفرح، لأننا نعتبر هذا الحكم نوعاً من جائزة ترضية بعد كل الضجة التي أثارها الحكم الأول المسخرة بحق ميشال سماحة، وأهمّ فشل في هذا الحكم أنّه طال الذنب وترَكَ الرأس، طال من نقل المتفجّرات وحاول الاستعانة بأحد لتفجيرها في أهدافها، ولكن ترك المخطِّط الأساسي، وصاحب الفكرة ومن أمّن المتفجّرات، والآمر الناهي  في هذه العملية، تحت تحت حجّة قانونية سُمِّيِت ” فصل الملفات”، فإذا كانت هذه الحجة غير وهمية، فلتُكمل المحكمة العسكرية بالملف الثاني ولو غيابياً، لأنّه لا يوجد إمكانية لإِحضار بشار الأسد وعلي المملوك، ولتُصدر الأحكام المِسْتْحِقَّة بحقهما ولو غيابياً، فما ماتَ حقٌّ وراءَهُ مطالِب، لذا لن يمت حقّنا في هذه القضية لأنّه “نحنا للحق… قوات!”

وتوجّه جعجع الى طالبات وطلاّب لبنان بالقول:” الانتخابات البلدية هي انتخاباتكم بإمتياز، فالبلدية هي أقرب جزء من الدولة اليكم، من دون بلدية جيدة لا يوجد نادي جيد، ولا قرية مزدهرة عمرانياً، ولا وجود لدولة فعلية، ان البلدية ليست للوجاهة، بل للعمل الذي لا ينتهي في أصغر التفاصيل وأدقّها، من هنا علينا جميعاً أن نشارك بالإنتخابات البلدية، نشارك ليس من أجل انتخاب أحد أقربائنا رئيساً للبلدية، أو من أمّن لنا بعض الخَدَمات الشخصية، ولكن لنختار الأفضل والأنشط والأفعل والأنظف كائناً من كان”.

وأعلن ان “شعار حملتنا الانتخابية البلدية لهذا العام سيكون “عمِّرْها”، وأريد من كل واحد منكم  أن يضع هذا الشعار نصب عينيه ويـتحضّر للانتخابات، حتى نعمل فعلياً للذي يريد أن يعمّر، وليس للذي يريد السرقة أو استغلال المنصب بأيّ شكل من الأشكال. لذا أطلب في هذه المناسبة من الناس أن يعطونا ثِقَتهم أينما كانوا، لنتمكن من أن نعمّرها، كما نحن فاعلون في المناطق التي منحونا فيها ثقتهم، ولا تنسوا للحظة أنّنا وقت السلم الإيد التي تعمّر…”

وعن ملف الفساد، قال جعجع:” تأكّدوا أنّ ليس هناك جانباً من جوانب حياتنا العامة إلاّ وضربه الفساد بشكل من الأشكال. وتأكّدوا تماماً اننا من القلائل في لبنان المهيَّئين لَمُحاربة الفساد، وسوف نحاربه ونقضي عليه،  ولكن نريد فقط من الناس ثقتهم، والباقي علينا، فكل المواقع والمسؤوليات التي أعطانا الناس ثقتهم فيها، خالية تماماً من الفساد، كل الإمتحانات التي خاضتها القوات على كل المستويات الوزارية، النيابية، البلدية، الإختيارية، والحزبية، كل هذه الإمتحانات نجحت القوات فيها بعلامة مُمْتاز. هذا فخر كبير لنا، وقوة كبيرة يجب ان ننطلق منها لنحارب الفساد. اليوم أعدكم، ومن خلالكم أعد جميع اللبنانيين  أننا حين ننال ثقتهم سنخوض حرباً دون هَوادة على الفساد، وكما كنّا أبطالاً في الحرب، حين فرضت نفسها علينا، هكذا سنكون أبطالاً في الحرب على الفساد حين تأتي ساعته، فوقت السلم نحن اليد التي تبني، ووقت مُحاربة الفساد … قوات.”

وتمنى جعجع من الشباب أن يلتزموا شعار “وإنّما الأممُ الأخلاقُ ما بَقِيَتْ… فَإِنْ هُمْ ذَهَبَتْ أخلاقُهُمْ ذَهَبُوا”، فهما كنتم فاعلون من دراسة، عمل، رياضة، عمل حزبي، تسلية… قوموا به بأخلاق عالية، لأنّ التصرّف بأخلاق عالية يوصِّل الى النتيجة المرجوة ولو على المدى الطويل اذ ان التصرّف من دون أخلاقيات يعطيكم نتائج فورية، ولكنها تكون نتائج سطحيّة، قصيرة المدى ومن دون مردود إيجابي عليكم لأنّ ” اللي بيجي بالهيّن، بيروح بالهيّن” … وذكّرهم أن “هدف وجودكم في المدارس والجامعات هو للدراسة والعلم والثقافة وليس لعصيان الإستاذ أو الإدارة”. كما دعاهم الى التقيد بالأنظِمِة الداخلية للمدارس والجامعات وبِكل التِّعليمات الإدارية، أنتم اليوم طلاّب، وليس طلاّباً وإدارة… طلاّب علم، ومعرِفة، ومُثابَرة، ونجاح، وتَفاعُل وحياة فقط، وليس إدارة. فالإدارة هي الإدارة بِغَضّْ النظر عن تقويمكم الشخصي لها.”

وتابع:” حين يحاول احد في المجتمع ان يلعب دَورَ الثاني، تُفقد التراتُبية وتضيع الحدود بين الناس، ويُفقد النِّظام، ويغرَق المجتمع بفي فَوْضى قاتلِة. فوقت السلم “الإيد البتعمّر نحنا ووقت التراتُبِيّة والنظام قوات”.

وجدد جعجع التأكيد “أن موضوع المخدرات سيبقى على جدول أعمالنا حتى القضاء عليه، فمنذ السنة الماضية الى اليوم، قمتم بنشاطات وخطوات كثيرة على هذا الصعيد، ولكن ينقصنا الكثير بعد، فأنا أهنئكم على كل ما قمتم به السنة الماضية لمُكافحة المخدرات، ولكن أطلب منكم تحضير برنامج جديد للسنة القادمة للقضاء على هذه الآفة تماماً، لأن ليس لدينا مستحيلاً.”

وختم جعجع:” انتم براعم جديدة، كلكم أمل بالحياة، وكلّنا أمل فيكم، انتم براعم جديدة تضجّ حيويّة ومستقبلاً، ولكن لا يغيب عن بالكم لحظة أنكم براعم على شجرة موجودة أصلاً، أغصانها ممدودة مثل شجرة الأرز وجذورها ضاربة في التاريخ كجذوره، لا تنسوا كم من الأجيال سبقتكم وضَحِّت وتِعْبِت، وقاوَمت، فالبعض منّا أصيب واستشهد لتكونوا أنتم اليوم هنا، واقفين بكل عز وكرامة، الأرض لا تسعكم، والسماء حدودكم، أنتم اليوم هنا لأنّ قبلكم كان يوجد  ناس، وقبلهم أيضاً وأيضاً، سلسلة مترابطة من المقاومين، أصحاب القضيّة الذين ضحّوا وبذلوا أنفسهم لنكون نحن اليوم هنا ولنبقى. بإمكانكم اليوم ان تكونوا فخورين بالحزب الذي تنتمون اليه، لا بل بالقضية والوجدان اللذين تنتمون اليهما لأن القوات أكبر من حزب وأوسع من سياسة. يمكنكم ان تكونوا فخورين بحزبكم لأنّه ليس حزب مناصب ولا حزب منافع؛ حزبكم حزب قضية ومبادىء وتضحية على طول الخط . كونوا فخورين لأن حزبكم حزب شهداء، رفض السلطة مرات ومرات حين كانت تتعارض مع قناعاته، ولأن حزبكم حزب الإستقامة السياسية والأخلاقية، لم يستطع أحد تشويه صورته بالرغم من أخبار الفساد المستشري. صحيح هذا كلّه مَدعاة فخر كبير لكم، ولكن في الوقت نفسه يحمّلكم مسؤولية كبيرة لا يمكن لأي كان أن يحملها، وعلى هذا الأساس سننهي احتفالنا اليوم، بـ”عهد الطالب”، قولوا معي: نحنُ طُلاّب المقاومَة اللبنانيَّة، شِعارُنا قوّةٌ في العقيدة، عُمْقٌ في الإيمان، وصَلابةٌ في الاِلتِزام، نُعاهِدُ،  كَما البارِحَة، اليَوم وغداً، نعاهدُ الشُّهداءَ والمُقاومينْ، نُعاهِدُ آباءَهُمْ وأمَّهاتِهِمْ، نُعاهِدُ كلَّ مَنْ سَبَقُونا، وكُلَّ منْ ضَحُّوا لِنَبْقى، نعاهِدُ اللبنانيينَ جَميعاً،  بأنَّنا بِعِلْمِنا وَعَمَلِنا، سَنُكِمِلُ المسيرة، لِيَبْقى لبنانْ، أوّلاً وأَخيراً، وَطناً نِهائياً لِجميعِ أبنائِهِ، مَرتَعاً لِلحُرِّيَّةِ وكرامَةِ الإِنسان”.