IMLebanon

بكركي تراهن على جنبلاط!

bechara Raii-W.Jenblat

 

 

كتبت صحيفة “الجمهورية”: المختارة تحتضن الحدث، هي ذكرى تاريخية يحييها اللبنانيون اليوم، تشكّل محطة مفصلية في العلاقات بين المكونات اللبنانية التي شرذَمتها الحرب. في مثل هذا اليوم، انطوَت صفحة كانت مليئة بالحروب، وفتح البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير صفحة جديدة في كتاب التاريخ اللبناني عموماً، والماروني – الدرزي خصوصاً، وبالتأكيد ما كانت خطوة صفير لتنجح آنذاك لولا وجود إرادة مشتركة مع المكوّن الدرزي وعلى رأسه النائب وليد جنبلاط في إعادة اللحمة الى جبل لبنان.

وممّا لا شك فيه انّ هذا الجبل، وكما يقول مواكبون لهذا الحدث، لطالما كان الشاهد على نضالات أبنائه التاريخية بمواجهة الحقبة العثمانية. رجالات كبار مرّوا على الجبل مثل الامير فخر الدين والأمير بشير، وفي الماضي القريب الرئيس كميل شمعون وكمال جنبلاط، خصوصاً، اللذان فرضا معادلة «كميل وكمال» التي حكمت الجبل لفترة طويلة.

وتأتي أهمية هذه الذكرى، كما يقول معنيون بها، بكونها تتزامن مع واقع شديد الحساسية، خلاصته:

أولاً، يجمع الموارنة والدروز، الخوف على المصير لا بل الخوف الوجودي، وسط تفشيّ الإرهاب في العالم.

ثانياً، فقدان المسيحيين لحضورهم في سوريا والعراق، ومنطقة الشرق الأوسط عموماً بعد موجات التهجير.

ثالثاً، خوف دروز سوريا من ان تتمدد اليهم نار الازمة السورية.

رابعاً، سَعي المسيحيين، والموارنة بشكل خاص وكذلك الدروز لإعادة رسم أدوارهم الفاعلة ضمن التركيبة السياسية اللبنانية.

ولمناسبة ذكرى المصالحة اتصل جنبلاط بالبطريرك صفير قائلاً له: «بُكرا نهارك. أنت فتحت الطريق عام 2001 للمصالحة في الجبل ولبنان، وكان الجبل ولبنان بحمايتك، وبكرا رح يكون الجبل ولبنان بحمايتك، وستكون حاضراً بيننا مثلما كنت حاضراً معنا من أوّل الطريق».

في أجواء هذا المشهد، يصل الكاردينال الراعي اليوم الى الجبل لإحياء الذكرى الـ15 للمصالحة وتدشين كنيسة السيدة في المختارة.

وأبلغت مصادر بكركي لـ«الجمهورية» قولها: «إنّ الراعي سيركّز على أهمية التعايش المسيحي – الدرزي، وإرساء مصالحة الجبل، وان لا عودة الى زمن التقاتل الماروني – الدرزي واستمرار العمل على تثبيت أسس المصالحة».

ولم تستبعد المصادر التطرّق الى الأزمة الرئاسية، خصوصاً أنّ «بكركي تراهن على دور جنبلاط المحوري في حلّ الازمات الداخلية والفراغ الرئاسي، علماً أنّ الرئاسة تدخل كعامل اطمئنان لجميع اللبنانيين وليس للموارنة فقط».

وتزامناً مع الحدث الشوفي الذي سيجمع حشداً من القيادات الروحية والسياسية والحزبية والوطنية من بينهم رؤساء جمهورية سابقون ورؤساء أحزاب ووزراء ونواب، لوحظت ترتيبات تمهيدية أعدّها الحزب التقدمي الاشتراكي، كما انجزت القوى الأمنية والعسكرية ترتيبات أخرى أمنية إستثنائية في المنطقة، فانتشرت وحدات من الجيش والقوى الأمنية الأخرى لمواكبة الحدث وحمايته.