IMLebanon

عون الى السعودية وقطر: عجلة الحياة السياسية في لبنان انطلقت

 

غادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بيروت متوجهاً الى الرياض في زيارة رسمية للمملكة العربية السعودية تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

ويرافقه وفد رسمي يضم وزراء: الخارجية والمغتربين جبران باسيل، التربية مروان حماده، المال علي حسن خليل، الدفاع الوطني يعقوب الصراف، الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، شؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، الاعلام ملحم الرياشي، الاقتصاد والتجارة رائد خوري، على ان ينضم الى الوفد في الرياض سفير لبنان لدى المملكة العربية السعودية عبد الستار عيسى.

وبعد غد الاربعاء، يزور عون والوفد الرسمي دولة قطر تلبية لدعوة من أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وينضم الى الوفد الرسمي في قطر السفير اللبناني حسن نجم.

وقبيل مغادرة بيروت، رأس عون اجتماعا للوفد الرسمي المرافق حضره الوزراء باسيل، حماده، خليل، الصراف، المشنوق، رفول، الرياشي، وخوري، في حضور المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير.

وعرض برنامج الزيارتين للرياض والدوحة، ومواضيع البحث بين الوفد اللبناني والجانبين السعودي والقطري. وتم تحديد أولويات النقاط التي سيتم التركيز عليها خلال المحادثات الثنائية بين الوزراء اللبنانيين ونظرائهم في كل من السعودية وقطر.

واستقبل عون، في حضور باسيل، وزير الدولة للشؤون الخارجية الياباني كنتارو سونورا الذي نقل الى رئيس الجمهورية تهاني اليابان بانتخابه رئيسا وبتشكيل الحكومة الجديدة، مشيرا الى ان بلاده ستواصل تقديم المساعدات للحكومة اللبنانية في المجالات المختلفة، وان رئيس الوزراء الياباني اتخذ قرارا بتقديم مساعدة قيمتها 17.9 مليون دولار مخصصة للرعاية التي تقدمها الدولة اللبنانية للنازحين السوريين. ولفت الوزير الياباني الى ان بلاده ترغب في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها ولا سيما بعد الاستقرار السياسي والامني الذي يعيشه لبنان، وابلغ سونورا ان السفير الياباني الجديد سيصل الى لبنان قريبا لترؤس البعثة اليابانية فيه.

ورد عون شاكرا لليابان المساعدات التي قدمتها للحكومة اللبنانية، شارحا موقف لبنان من التطورات في المنطقة ولا سيما في سوريا، وتداعيات مأساة النازحين السوريين، مجددا دعوة المجتمع الدولي الى عمل مشترك لمواجهة الارهاب ومعالجة اسبابه. وركز رئيس الجمهورية على اهمية الحوار بين الدول المعنية بالأزمات في المنطقة، معتبرا أن “مثل هذا الحوار يمكن ان يقود الى ابراز قواسم مشتركة تشكل اساسا للحلول السياسية السلمية، لان خلاف ذلك يؤدي الى تدمير ما تبقى”.

وشدد عون على الدور الذي يمكن أن يلعبه لبنان نتيجة الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي ينعم به، بعد عودة السلام الى سوريا.

واستقبل عون، في حضور النائب سيمون ابي رميا، وفدا نيابيا فرنسيا برئاسة النائب تييري مارياني الذي اطلعه على أهداف جولة الوفد في عدد من دول المنطقة، ودار حوار بين اعضاء الوفد ورئيس الجمهورية، اعتبر خلاله عون أن “عجلة الحياة السياسية في لبنان انطلقت بشكل جيد عقب انتهاء ازمة الشغور الرئاسي وتشكيل الحكومة الجديدة، آملا في ان يستمر التحسن في مختلف القطاعات”.

ورأى أن “لبنان نجح في تجنب انعكاسات الازمة السورية عليه، على الرغم من بعض الآثار الجانبية خصوصا مع بدايتها”، وأكد أن “لبنان يحفظ حدوده مع سوريا والقوى الامنية تعمل على منع تسرب الارهابيين الى الداخل اللبناني”، لافتا الى أن “التدابير الاستباقية التي تقوم بها الاجهزة المختصة تحول دون قيام هؤلاء بتحقيق أهدافهم”.

وقال: “نحن قلقون على المستوى العالمي، لأن الإرهابيين لا يعترفون بالحدود، وأهدافهم تطاول جميع الدول، وهم يريدون فرض شريعتهم على الجميع، إلا أنهم قبل أن يدركوا استحالة بلوغ أهدافهم، بصرف النظر عن قدرتهم على ذلك، فإنهم يلحقون الكثير من الاضرار، من هنا فإنه من واجب الجميع توحيد الجهود من اجل القضاء على الارهاب، الذي هو العدو المشترك الذي نواجهه”.

وقال رئيس الجمهورية: “إن المسألة في غاية البساطة وتقتضي الاجابة عن سؤال واحد: ماذا نخسر اذا ربح الارهاب؟ بالطبع لا نخسر الوجود المسيحي فحسب في الشرق، انما سيكون الامر أشمل ليصل الى حد نهاية حضارة ومحو كل ما يقوم على اساس احترام الحق في الاختلاف والتنوع. ومن الضروري ان يكون الجميع على بينة من الأمر لأن الانفصام كان كبيرا بين ما تناقلته وسائل الاعلام والواقع”.

أضاف: “نحن نتطلع الى حل سياسي للازمة السورية وعودة النازحين السوريين الى ديارهم”، مشيرا الى وجود مناطق آمنة في سوريا في الوقت الراهن “ومن المناسب إطلاق العمل على عودتهم منذ الآن”.

واعتبر أن “العلاقات اللبنانية-الفرنسية تمتد الى مئات السنوات ونحن نتشارك وفرنسا قيما عدة، كما أن كلا بلدين من ضفتي حوض المتوسط، والبحر يشكل بالنسبة الينا وسيلة تواصل، وكلانا نريد العمل من اجل مواصلة هذه العلاقات وتوطيدها واغنائها، على الرغم من هيمنة واضحة لقوى عظمى”. وأمل إعادة احياء الحوار الاورو-متوسطي ضمن الواقع الحالي، واعادة بناء ما تم تهديمه، واعادة النظر في ما هو قائم راهنا وبناء مبادئ جديد للعلاقة.

من جهة أخرى، أبرق عون الى الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني معزيا بوفاة الرئيس الايراني الاسبق، رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الشيخ اكبر هاشمي رفسنجاني، معتبرا أن “لبنان عرف فقيد الجمهورية الاسلامية لسنوات خلت، وقد كان داعما لوحدة ابنائه وسلامة أرضه، متقدما بالتعزية الى أسرة الراحل والشعب الايراني”.