IMLebanon

اللبنانيون إن حكوا! (بقلم بديع قرحاني)

كتب بديع قرحاني

اولا لا بد من التذكير بما قاله الجنرال غورو صانع لبنان الكبير: “لبنان بلد غير قادر على حكم نفسه”. فلبنان هو أشبه بطفل الانبوب الذي يحتاج الى رعاية ووصاية دائمة.

بدأ العهد الجديد للبنان، هذا العهد الذي لم يستطع حتى كتابة هذه السطور تحقيق اي مطلب او إنجاز ينتظره الشعب اللبناني سواء على المستوى السياسي بالاتفاق على قانون انتخاب جديد او الاجتماعي على مستوى الخدمات كالكهرباء وغيرها او الاقتصادي. بل على العكس الطائفية بتزايد مخيف، وموضوع السلسلة صار أشبه بمسلسل تركي طويل، وعوضا من إيجاد حلول تخفف من الوضع الاقتصادي المثقل على كاهل المواطن اللبناني للاسف يتم البحث عن فرض ضرائب جديدة على الفقراء ورفض البحث في فرض ضرائب على الأغنياء.

امام هذا الواقع نحن أمام عدة حقائق :

الحقيقة الأولى التي باتت نهائية هي أن ميثاق 1943 الذي أسس لصيغة التعايش المسيحي – الأسلامي حتى العام 1975 سقط الى غير رجعة . أما ميثاق الطائف فانه معطل منذ ولادته في العام 1989 .

الحقيقة الثانية: ان من قام بزيادة مخصصات النواب المتوفين في وقت يتم فيه البحث حول زيادة الضرائب انه وبكل بساطة يضحك على هذا الشعب المسكين وجل همهم زيادة رواتبهم ومخصصاتهم ليس الا، وكما ذكرت صحيفة اللواء “تبين أن رواتب الرؤساء والنواب السابقين والمتوفين مع الزيادات الأخيرة عليها تعادل ميزانيات أربع وزارات مجتمعة بينها: الصناعة والزراعة”!

وأخيرا القضية في لبنان ليست قانون انتخاب جديد او إقرار سلسلة او اضافة ضرائب او وقف هدر من هنا او فساد من هناك، اسمح لنفسي ان اقول اننا في لبنان محكومين من اشخاص هم أشبه بمجتمع “القرود” ان اختلفوا دمروا الزرع وان اتفقوا أكلوا الزرع.

التغيير الحقيقي يبدأ من تغيير هذه الطبقة السياسية وليس بجزرة من هنا وعصا من هناك.