IMLebanon

عوائق لوجستية أخّرت رحيل “النصرة” وعائلاتهم

 

كتب عيسى يحيى في “الجمهورية”:

مع بداية المرحلة الثانية من إتفاق “حزب الله” و”جبهة النصرة” بعد معركة تحرير جرود عرسال والتي أُرجئ تنفيذُها إلى اليوم لأسباب لوجستية، يُقفل ملفّ عمره من عمر الأزمة السورية إنعكس قتلاً وخطفاً وإطلاق صواريخ على عرسال والقرى المجاورة، وإستباحةً للأراضي اللبنانية، وتقترب معه نهاية تنظيم “داعش” ووجوده في جرود رأس بعلبك والقاع حتى يكتمل التحرير وتعود الأراضي اللبنانية إلى أصحابها وحضن الدولة.منذ ساعات الصباح الباكر، بدأ تطبيق المرحلة الثانية من الإتفاق والذي يتضمّن ترحيل أكثر من تسعة آلاف نازح سوري من بينهم مسلّحو “النصرة” وعائلاتهم في مقابل تسليم ثماني أسرى لـ”حزب الله”، خمسةً منهم أُسروا في سوريا في حين ضلّ ثلاثةٌ آخرون طريقهم في جرود عرسال إبان المعركة الأخيرة فوقعوا في أيدي “النصرة”.

وقد توجّهت نحو مئة حافلة من سوريا إلى بلدة فليطا الحدودية لتقلّ مسلّحي “النصرة” وعائلاتهم الذين سجّلوا أسماءهم رغبةً منهم في العودة إلى إدلب والرحيبة.

وعورة الطريق من الحدود اللبنانية- السورية عبر فليطا إلى عرسال مروراً بالجرود وعدد الحافلات الكبير شكّلا عائقاً أمام سرعة التنفيذ، حيث أبطأت الطريق الترابية الضيّقة والتعرّجات مرورَ الباصات بمواكبة عناصر من “حزب الله” المنتشرين على طول الطريق، بعدما قدّم الحزب التسهيلات وأُزيلت العوائق الترابية والصخرية للعمل على إنجاز المرحلة.

ومع تذليل العقبات الجغرافية ومتابعة المسائل اللوجستية من قبل الأمن العام الذي أشرف على إتفاق وقف النار وتنفيذ بنوده، بدأت حافلات النقل بعبور الأراضي اللبنانية من فليطا على دفعات، حيث توجّهت أكثر من خمسين حافلة في فترة ما بعد الظهر إلى عرسال مكان تجمّع المسلّحين وعائلاتهم، مروراً بسهل الرهوة وعقبة الجرد حيث يقيم الجيش اللبناني حاجزاً، وصولاً إلى حاجز وادي حميد ومنه إلى داخل عرسال لتبدأ عملية نقل المسلّحين مع أسلحتهم الخفيفة حيث أصرّوا على نقلها إضافة الى عائلاتهم ومَن رغب في العودة.

أكثر من 60 شخصاً أقلّت كل حافلة لتعود وتنتظر بعد حاجز وادي حميد ليتأكد الجيش اللبناني من الأسماء التي إستقلت الحافلات وهل تتطابق مع تلك التي سجّلت راغبةً في المغادرة. ورغم الخلافات بين النازحين على العودة وتبدّل الآراء بين المغادرة والعودة عنها، بدأ مسلّحو “النصرة” وعائلاتهم بصعود الحافلات لتنتقل إلى مكان التجمّع حيث أمّن الجيش المكان لمتابعة الأمور اللوجستية ليلاً وإتمام التعداد والأسماء.

على مراحل إنتقلت الحافلات من سهل الرهوة إلى عرسال، ومنها عائدة الى وادي حميد وهذا الأمر إستغرق ساعات ما دفع إلى تأجيل عملية الترحيل، على أن يبدأ نقلهم بمواكبة الصليب الأحمر اللبناني إلى الحدود السورية لجهة فليطا صباح اليوم، ومن هناك إلى حمص وصولاً إلى حلب ومنها إلى إدلب النقطة الأخيرة التي سيقطنها عناصر “النصرة” وعائلاتهم، فيما يواكب “حزب الله” والجيش السوري الحافلات بمرافقة الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي. وتزامناً مع وصول الحافلات إلى إدلب سيتمّ إطلاق أسرى “حزب الله” على مراحل.

ساعات التأخير والإنتظار وإن أطالت التنفيذ يوماً آخر، لن تقف عائقاً أمام إستكمال العملية اليوم حيث سيستغرق الطريق أكثر من سبع ساعات من الحدود وصولاً إلى إدلب وتصبح معها “جبهة النصرة” في لبنان حلماً سيّئاً من الماضي.