استغرب رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع محاولات البعض في الحكومة الاصرار على مسألة التنسيق مع سوريا تحت حجج عدة، بدءا بملف النازحين السوريين وصولا إلى استغلال المعركة التي يتحضر الجيش لشنها في جرود القاع ورأس بعلبك.
جعجع، قال في مؤتمر صحافي: “نفاجأ اليوم في مجلس الوزراء أن بعض الوزراء سيذهبون الى سوريا بصفة رسمية لاتمام بعض الاتفاقات الاقتصادية وللمشاركة بمعارض لاعادة الاعمار، معتبرا ان هذه “مزحة” كبيرة وغش للرأي العام اللبناني.
وأضاف: “ما حصل اليوم في مجلس الوزراء محاولة اعطاء دفعة سياسية دبلوماسية على حساب الحكومة اللبنانية لنظام بشار الأسد في حين أن هذه النظام لا زال مرفوضا من قبل الدول العربية والعالم.
واشار الى ان الأمور كما طرحت في الحكومة غير مقبولة، وقال: “لن نقبل على الاطلاق باي تعاط رسمي بين الحكومة اللبنانية والحكومة السورية. هذه المحاولات تضر بالشعب اللبناني وبالحكومة وتعزلنا عن باقي الدول العربية وعن المجتمع الدولي وتؤدي الى خراب لبنان وعدم استقرار، وقفزة في المجهول، لذا نحن ضد اي تعاط رسمي بين الحكومتين اللبنانية والسورية واي وزير يريد الذهاب فليذهب بصفة شخصية، ومعلوم ان العديد من الوزراء يقومون بزيارات الى سوريا”.
جعجع دعا مجلس الوزراء الى اتخاذ موقف واضح وصريح مما يحصل، معلنا ان هذه التصرفات تهدد بوجود الحكومة لأن هذه المسألة ليست “مزحة”، والتعاطي مع الأسد لن يعيد النازحين ولن يعيد الاستقرار ولن يحيي الاقتصاد. كما دعا الفرقاء في الحكومة الى الكف عن هذه المحاولات والتقيد بما تم الاتفاق عليه عند تأليف الحكومة.
واعتبر في هذا السياق أنه منذ اللحظة الأولى البعض خالف المبدأ الذي تم الاتفاق عليه في تشكيل هذه الحكومة. هناك خلافات كبيرة على المستوى الاستراتيجي والسياسة الخارجية والقتال في سوريا ولكن اتفقنا على ان هذه الخلافات لن تحل اليوم، في مقابل يحتفظ كل فريق بمواقفه المبدئية بهذه الخصوص ويتم تمرير أمور المواطنين. من هنا، هناك محاولات استعمال لبنان وحكومة لبنان لتعويم نظام بشار الأسد ومحاولة استخدام الحكومة لاعطاء نوع من شرعية لنظام الأسد”.
وأضاف: “هناك من يلوح للناس انه يجب التنسيق مع بشار الأسد لحل مشكلة اللاجئين في حين ان هذه المشكلة لن تحل مع الأسد علما ان التابعين للنظام يمكنهم العودة فورا الى مكان سيطرة النظام السوري.
وقال: “اذا أردنا عودة النازحين السوريين على الحكومة اتخاذ القرار بعودتهم إلى مناطق خفض التوتر بالتنسيق مع المنظمات الدولية.
واعتبر ان هناك من يحاول اجبار الحكومة على التنسيق مع النظام السوري على خلفية المعركة التي يحضر لها الجيش في القاع ورأس بعلبك، مضيفا: “سلام لاسمو ربنا” لا يستطيع ان يعوم نظام بشار الأسد والجيش اللبناني يقوم بما عليه القيام به في الأراضي اللبناني”.