IMLebanon

جعجع يدق ناقوس الخطر: زيارة الوزراء إلى سوريا تهدّد لبنان!

لليوم الثاني على التوالي، تابع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع حملته على بعض الوزراء الراغبين بزيارة سوريا لأهداف “يدّعون أنها اقتصادية” خلال مؤتمر صحافي عقده في معراب استهله بالتذكير بفقرة من نص البيان الوزاري للحكومة جاء فيها:” إن الحكومة تلتزم بما جاء في خطاب القسم لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من أن لبنان السائر بين الألغام لا يزال بمنأى عن النار المشتعلة حوله في المنطقة بفضل وحدة موقف الشعب اللبناني وتمسّكه بسلمه الأهلي. من هنا ضرورة ابتعاد لبنان عن الصراعات الخارجية ملتزمين احترام ميثاق جامعة الدول العربية مع اعتماد سياسة خارجية مستقلة تقوم على مصلحة لبنان العليا.”

ولفت جعجع الى ان “البيان الوزاري لهذه الحكومة مضافاً إليه السياسات العامة التي انتهجتها كل الحكومات اللبنانية منذ العام 2005 ولاسيما بعد العام 2011 بعد اندلاع الأزمة السورية اعتمدت سياسة النأي بالنفس، ولكن بالأمس رفض رئيس الحكومة سعد الحريري وضع أي شيء عن النقاشات الجانبية حول هذا الموضوع، لأتفاجأ ببعض الوزراء يقولون:”نحن بالرغم من كل ذلك سنذهب الى سوريا”، لا يا صديقي لا يمكنك ان تزور سوريا بصفتك الرسمية بل فقط بصفتك الشخصية كسائح إن رغبت، ماذا وإلا تكون تخالف سياسة الحكومة الحالية وسياسات كل الحكومات المتعاقبة والعهد الجديد وتعتدي على الشرعية اللبنانية لأنك تأخذ لنفسك حقاً لا تملكه”.

واستغرب جعجع ما يقوله البعض بأن “التعاطي مع سوريا لا زال طبيعياً وعادياً، بحجة ان الحكومة تشتري الكهرباء من سوريا ويوجد تمثيل ديبلوماسي بين البلدين”، فقال:” هذا أكبر دليل على أن موقفنا موضوعي، اذ ليس لدينا مشكلة مع الشعب السوري وأرضه، فنحن نؤيد كل شيء في سياق المبدأ القائل باستمرارية المرفق العام أي عدم ارتباطه بسلطة سياسية معينة، فعلى سبيل المثال لن نوقف حركة الشاحنات بين البلدين أو علاقة الشعبين ببعضهما البعض أو استجرار الطاقة عبر اتفاق سارٍ منذ عشرات السنين بين مؤسسة كهرباء لبنان ومؤسسة كهرباء سوريا، ولكن هذا شيء والتعاطي مع مستوى سياسي لم يعد موجوداً شيء آخر تماماً”.

وعزا جعجع “عدم وجود حكومة سورية شرعية الى فقدانها نقطتي ارتكاز أساسيتين هما الشرعية الداخلية والشرعية الدولية، إلا اذا ما افترضنا أن كل العالم مكوّن من كوريا الشمالية وإيران وروسيا وفنزويلا ولكنها ليست سوى أربع دول من أصل مئتين”، مؤكداً “أن أي تعاطٍ مع الحكومة السورية يُدخلنا كفريق في الأزمة السورية بحيث يكون تحيُّزاً مع فريق ضد آخر، وهذا ما يجب ان نبتعد عنه”.

ورد جعجع على الوزراء الذي يريدون الذهاب الى سوريا بسؤال:”هل يقوم أحد بشيء ما في هذه الدنيا مجاناً ولاسيما ان كان سينعكس عليه سلبياً؟ أليس من المفترض أن يمثل الوزير اللبناني مصالح الشعب اللبناني؟ فأين هذه المصلحة من هذه الزيارة؟ اذا قلنا انه ذاهب الى اوروبا نتفهم ذلك لأنه يمكن أي يجلب بنى تحتية ومشاريع كذلك الى أميركا أو السعودية والامارات ولكن ماذا سيُحضر من سوريا؟ فكل ما يمكن أن يأتي به من هناك هو الجثث”.

واذ شدد على ان “أي زيارة رسمية لوزير لبناني الى سوريا ستتسبب بضرر كبير على لبنان بدءاً من داخله باعتبار أن هذا موضوع خلافي كبير بين اللبنانيين، فنحن منذ 7 سنوات حتى اليوم لا زلنا بمنأى عمّا يجري في الشرق الأوسط بفضل تفاهمنا مع بعضنا البعض وهذا ما أسميناه سياسة النأي بالنفس باستثناء القضية الفلسطينية”، أكّد رئيس القوات “ان وزيراً لا يمكنه زيارة سوريا بصفة شرعية إنطلاقاً مما حصل داخل مجلس الوزراء الى جانب سياسات الحكومات اللبنانية المتعاقبة”.

واعتبر “ان زيارة أي وزير الى سوريا ستهز الاستقرار السياسي الداخلي للبنان ولاسيما ان نتيجة هذا الاستقرار هي الاستقرار الأمني والعسكري، كما سيُصنف لبنان على أثرها في خانة المحور الايراني في الشرق الأوسط ما يعني أن ما تبقى لنا من علاقات مع أكثرية الدول العربية سينقطع كلياً وبالتالي سيزداد الوضع الاقتصادي سوءاً وسيختنق لبنان أكثر فأكثر، هذا فضلاً عن أن الإدارة الأميركية الحالية ووراءها الدول الأوروبية هي في مواجهة كبيرة مع ايران، الأمر الذي سيستجلب علينا مزيداً من العقوبات والحصار، فمن يفكر بهذا الموضوع ليس من منطلقات لبنانية بل من منطلقات أخرى لا علاقة لها بمصلحة الشعب اللبناني وأولوياته”.

ودعا جعجع كل الفرقاء السياسيين الى “تجنُب الخلافات الاستراتيجية بدءاً من طريقة وجود السلاح في لبنان خارج الجيش اللبناني ولا تنتهي عند حدود الأزمة السورية والتدخل فيها والتحكُم بالسياسة الخارجية للبنان، والانصراف الى الإهتمام بالأمور المعيشية التي تهمُّ المواطن اللبناني”.