IMLebanon

عكار ودعت العسكريين الشهيدين حسن وعمار

شيعت المؤسسة العسكرية واهالي محافظة عكار وفاعلياتها الشهيدين البطلين خالد مقبل حسن وحسين عمار، الى مثواهما الاخيرفي مسقط رأسيهما في بلدة فنيدق، التي احتفلت ومعها ابناء كل بلدات وقرى عكار بعرس الشهداء، الذين زفوا اليوم على مساحة الوطن قرابين عزة وفخار.

وقد وصل نعشا الشهيدين مجللين بالعلم اللبناني ومحاطين برفاق السلاح الى ساحة العبدة، حيث اعد لهما استقبال حاشد عند نصب شهداء الجيش، بمشاركة كبيرة من فاعليات المنطقة وابنائها، الذين توافدوا من مختلف المناطق للمشاركة في الوداع الاخير للعريسين الشهيدين، وقد نثرت الورود والارز على نعشيهما، وسط اطلاق المفرقعات النارية وصيحات التضامن والتاييد للجيش في انتصاره على الارهاب.

ومن العبدة الى بلدة ببنين، التي احتشد اهلها على امتداد الطريق، حيث عبر الموكب، الى بلدة برج العرب، مودعين الشهيدين بالبكاء وبالتلويح بالاعلام اللبنانية، ومنها الى مفترق بلدة برقايل، التي اعدت استقبالا مماثلا، ليواصل بعدها الموكب طريقه الى بلدة فنيدق، حيث كانت محطات توقف ووداع في بلدات جرد القيطع: بزال، قبعيت، حرار، السدقة، بيت ايوب، القرنة ومشمش، وصولا الى مدخل بلدة فنيدق مسقط رأسي الشهيدين، حيث كان اللقاء مؤثرا مع عائلتيهما وابناء البلدة، الذين احتشدوا بالالاف وحملوا النعشين على الاكف.

ونقل نعش الشهيد خالد مقبل حسن الى دارته العائلية، لالقاء نظرة الوداع الاخيرة، محمولا على اكف ثلة من العسكريين، في حضور كبير لابناء العائلة واهالي المنطقة، يتقدمهم ممثل وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزاف عون العميد وليد السيد.

فيما نقل نعش الشهيد حسين عمار، الى منزله العائلي حيث كان الوداع محزنا ومؤثرا مع والدته وعائلته وابناء بلدته، وقد مثل وزير الدفاع وقائد الجيش العميد انطوان الدويهي.

اثر ذلك تم نقل نعشي الشهيدين الى الباحة الخارجية لتكميلية فنيدق الرسمية، المكان الذي اعدته بلدية فنيدق لوداعهما، وقد زينت بالاعلام اللبنانية واعلام الجيش وصور لشهداء البلدة.

وحضر حفل الوداع ممثل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان رئيس دائرة الأوقاف الاسلامية الشيخ مالك جديدة، النائب خالد زهرمان، النائب السابق وجيه البعريني، قيادات عسكرية وامنية، الشيخ عبدالاله ابو العائلة ممثلا المفتي زيد زكريا، المونسنيور الياس جرجس، خالد طه ممثلا الامين العام لتيار “المستقبل” احمد الحريري، ممثلو مرجعيات سياسية وقيادات روحية وحزبية وفاعليات ورؤساء اتحادات بلدية ورؤساء بلديات ومخاتير.

وام الشيخ جديدة صلاة الجنازة، ثم القى خطبة، باسم دريان، فقال: “الشهداء اوسمة عز لنا جميعا ولكل مواطن ومسؤول في هذا البلد. ونحن نودع الشهداء اليوم، نقول بلسان كل الشرفاء، بأن الارهاب لا دين له، وهو عدو لكل دين وعدو للانسانية. فنيدق وعكار تفخر بشهداء الوطن، فألف تحية للشهداء وعائلاتهم وتحية لكم عرس الوطن.

والقى العميد السيد كلمة، نقل في مستهلها تعازي وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزاف عون، مقدما نبذة عن حياة الشهيدين، فقال: ذوي الشهيدين العزيزين، اهالي البلدة والجوار، رفاق السلاح:

العطاء الحقيقي هو ان يبذل الانسان الكثير من القليل، الذي يملكه فما اعظم عطاء الشهيد، الذي يبذل اغلى ما لديه، وهو الروح قربانا طاهرا على مذبح الوطن”.

اضاف: “هذا يوم مؤثر في حياتنا الوطنية، التم فيه الجيش واركان الدولة والشعب اللبناني باسره في عرس وطني جامع، لتكريم ووداع كوكبة من شهدائنا الابطال، من بينهم رفيقانا في السلاح: الجندي الشهيد خالد حسن والجندي الشهيد حسين عمار، بعد ان غدرت بهم ايادي الارهاب السوداء، وعانوا ما عانوه من وحشيتها، فكانت شهادتهم عنوانا للتضحية القصوى المعمدة بالالم والصبر والجراح”.

وتابع: “الا انه وفي مقابل الحزن الذي يختلج في صدورنا جميعا، تسير بنا المشاعر الى قمم الفخر والاعتزاز، لان ضريبة الدم التي قدمها هؤلاء الابطال وسائر رفاقهم الشهداء والجرحى، لم تذهب هدرا على الاطلاق، بل كانت بمنزلة الشعلة المقدسة، التي انارت طريق الجيش في حربه على الارهاب، وصولا الى القضاء عليه. فتحولت تلك الشعلة فجرا ساطعا، اطل من فوق جرود حدودنا السرقية، ليمتد ويسطع فوق كل شبر من ترابنا الوطني”.

وأردف: “جاء انتصار الجيش الحاسم على الجماعات الارهابية في معركة فجر الجرود، بمثابة الرد القاطع والنهائي على كل من تسول له نفسه الاعتداء على سلامة جنوده ومواطنيه، فالجيش لا يمكن ان يفرط بدماء شهدائه وتضحيات ابطاله، ولن يسمح باي تطاول على سيادة الوطن وكرامة ابنائه”.

وختم متوجها إلى الشهيدين: “نؤكد امام الشهيدين، الحفاظ على الامانة والتمسك بالمبادئ التي استشهدا في سبيلها، والاعتزاز بما كان لديهما من مآثر وخصال حميدة، ونعبر عن الامتنان الكبير لعائلتيهما، اللتين قدمتا اغلى ما لديهما للجيش، مؤمنتين قانعتين انه في سبيل الوطن ترخص المهج والارواح”.

بعد ذلك حمل رفاق السلاح نعشي الشهيدين، واديت لهما التحية العسكرية على وقع لحن الخلود لفرقة موسيقى الجيش، وليواريا في الثرى وتتقبل عائلتيهما التعازي.