IMLebanon

بري: الأمر لي إنتخابياً والإستحقاق بشروطي!

قال رئيس المجلس النيابي نبيه بري ضمناً بإعلان اقتراحه تقصير ولاية المجلس النيابي إنّ “الامر لي انتخابيا”، مستعيدا زمام المبادرة بعدما حاول تيار المستقبل والتيار الوطني الحر الامساك بها.

ففي قراءة لمصادر سياسية مطّلعة على خلفيات مواقف الرئيس بري استنادا الى ادائه العام في اللعبة السياسية، تقول للوكالة “المركزية” ان خطوته تندرج في بعدين، الاول محلي يتصل بمبادراته المعهودة ذات الصلة بالتوازنات السياسية الداخلية بتحدياتها واستحقاقها، والثاني استراتيجي خارجي. في البعد الاول تقول المصادر ان ثمة اكثر من تصور لاهداف الاقتراح. في الشكل، اكد الرئيس بري مرة جديدة انه حينما يبادر يخطف الانظار السياسية ويحوّل كل التركيز في اتجاهه، وهي لعبة يمارسها بإتقان تحت عنوان “الامر لي” و”انا مايسترو” السياسة بين الرؤساء. اما في المضمون، فرئيس المجلس يحقق باقتراحه اكثر من نقطة لمصلحة فريقه السياسي، أولها نسف البطاقة البيومترية التي يرفضها بالمطلق، علما ان وزراء حزب الله وحركة “امل” لم يعترضوا داخل جلسة مجلس الوزراء على التلزيم بالتراضي، الا ان الموقف اختلف خارج الجلسة، فسجل الاعتراض في اعقاب اجتماع كتلة التنمية والتحرير، وبدا واضحا انه يرفض البطاقة ويميل نحو التسجيل المسبق. اما رفض البطاقة، فمبهم قد تقف خلفه بعض الاعتبارات الامنية المتصلة بوضع حزب الله .

وتضيف: ان خطوة الرئيس بري دفعت الواقع الانتخابي الى واحد من خيارين، اجراء الانتخابات قبل نهاية العام، كما اقترح، ما يعني السقوط الحتمي للبطاقة الانتخابية، ووضع نفسه في موقع المفاوض بامتلاكه ورقة المبادرة، واضعاً كل الاطراف في الزاوية حيال الوضع المستجد، فهم اذا كانوا لا يريدون خوض تجربة الانتخابات المبكرة سيعتبرون سياسيا وشعبيا في وضع مأزوم، واذا ارادوها سيتوجب عليهم البحث معه حول كيفية اجرائها في ما يتصل بالتجهيزات اللوجستية والتقنية. في مطلق الاحوال، وكيفما “دار الدولاب”، تضيف المصادر، اصبح بري محور الحركة الانتخابية، وهو على يقين ان لا تيار المستقبل ولا القوى المسيحية تريد انتخابات مبكرة مع تمسك التيار الوطني الحر بالبطاقة، وبمجرد تقريب موعد الانتخابات فهو ينسف مبدأ البطاقة. وتذكّر هنا بموقف الرئيس بري منذ نحو اسبوع حينما قال إن “موقف تيار المستقبل من رفض التسجيل المسبق هو موقف مساير للتيار الوطني الحر ولا يعبر عن المستقبل”، اذا فهو اوضح للمستقبل بأن مسايرة التيار غير جائزة في كل الاستحقاقات، بما يفسر ان بري يقول للجميع اولا : لا يفكرن احد بالتمديد وثانيا: اما تجرى الانتخابات في ايار بشروطي اي من دون بطاقة بيومترية ومع تسجيل مسبق والا فلتكن انتخابات مبكرة. ليمسك بذلك المبادرة الانتخابية من مختلف جوانبها.

في البعد الخارجي، تشير المصادر الى ان بري يأخذ في اعتباراته الانتخابية ان تكون التطورات السياسية المقبلة غير محصورة بسوريا وحدها، بل قد تشمل لبنان والعراق بما قد يفضي الى اعادة تحديد وترسيم الدور الايراني في المنطقة وفق التسوية المنتظرة وما يدور خلف كواليسها بين واشنطن وموسكو في هذا السياق. لذا، واستباقا لاي مستجدات محتملة في هذا الملف او اي تطور آخر، من جانب اسرائيل ربما التي تهدد بحرب في الربيع المقبل او من جانب واشنطن مع اصدار قانون العقوبات الجديد في حق حزب الله، وخشية ان تتزامن الانتخابات مع تطورات مماثلة تؤثر على حجم الثنائي الشيعي، يفضل اجراء انتخابات مبكرة حيث يكون مرتاحا لوضعه بعد انتصاراته في الجرود فيحفظ التوازنات القائمة لأربع سنوات مقبلة، بعيدا من اي مفاجآت اقليمية قد تؤثر بنتائجها على مجرى الانتخابات والتوازن الداخلي. وفي هذا البعد، تختم المصادر بالاشارة الى ان بري سيسعى جاهدا لحسم توازنات المجلس الجديد من دون انتظار تطورات الربيع، مع دخول سوريا مرحلة جديدة عنوانها ” بعد انتهاء الحرب وقبل التسوية”.

المصدر: الوكالة المركزية

September 20, 2017 05:21 PM