IMLebanon

لبنان… يقدّم أوراق اعتماده للأسد؟!

يستعد السفير اللبناني المعيّن في دمشق سعد زخيا، لتَسلّم مهماته بداية تشرين الثاني المقبل بعد ما وقّع مرسوم تعيينه رئيسا الجمهورية والحكومة ميشال عون وسعد الحريري الذي وصف في تغريدة له السبت “المزايدة على مدى وقوفي ضد نظام الأسد” بأنها “مزايدة رخيصة”، مؤكداً انّ وجود سفارة لبنانية في سوريا تأكيد على استقلالنا وسيادتنا.

واستغربت دوائر القصر الجمهوري الضجة التي أثارها البعض حول تعيين زخيا. وقالت لـ”الجمهورية”: “المرسوم الخاص به هو الترجمة الفعلية لقرار مجلس الوزراء بتعيين السفراء الجدد في مختلف الدول، ومرسومه كبقية المراسيم الخاصة التي وزّعت السفراء على الدول العربية والغربية كافة”.

من جهتها، استغربت مصادر “القوات اللبنانية” ما اعتبرته الإلحاح والسرعة والاضطرار في تعيين سفير لبناني في سوريا على رغم ان لا حياة سياسية في سوريا، ووجود آراء عدة في لبنان وعضوية سوريا في الجامعة العربية معلّقة وسوريا مشلّعة بين مجموعات متقاتلة”.

وقالت هذه المصادر لصحيفة “الجمهورية”: “على رغم تحفّظنا عن السرعة، وإذا افترضنا انّ هذا الإجراء تمّ من قبيل الروتين، فلا نقبل إطلاقاً ان يقدّم أوراق اعتماده لبشار الأسد في إهانة الى الشعب اللبناني والقضاء اللبناني والأسرة العربية، فيما يفترض بالسفير المعيّن ان يتابع الملف السوري، علماً ان لا شيء يستدعي المتابعة، من لبنان أسوة بالدول الغربية التي حافظت على تمثيلها الديبلوماسي ولكن من دون تقديم أوراق اعتماد وتتابع الملف السوري من بلادها”. وختمت المصادر: “لا نقبل بتقديم السفير المعيّن أوراق اعتماده للأسد”.

بدورها، استغربت أوساط سياسية معارضة استعجال رئيس الحكومة سعد الحريري على توقيع مرسوم تعيين سفير جديد للبنان لدى سوريا، في ظل المقاطعة العربية الشاملة للنظام السوري والداعية لعزل رئيسه بشار الأسد وأركانه.

وحذرت الأوساط عبر “السياسة”، من أن تكون هذه الخطوة في إطار الضغوطات التي يمارسها “حزب الله” على السلطات اللبنانية، سعياً للتطبيع الكامل مع النظام السوري الذي سيحاول استثمار ما جرى للدفع باتجاه إعادة العلاقات كاملة مع لبنان والاعتراف بشرعيته، في إطار جهوده للخروج من الحصار العربي والدولي المفروض عليه.

في المقابل، دعا الحريري إلى عدم المزايدة عليه في هذا الموضوع، معتبراً أن تعيين سفير لبناني في دمسق، اعترافاً بسيادة واستقلال لبنان.

النائب السابق فارس سعيد قال لصحيفة «الجمهورية»: «لقد انتزع لبنان بفَضل انتفاضة الاستقلال مطلباً تاريخياً تَمثّل باعتراف سوريا بنهائية الكيان اللبناني وبالتمثيل الديبلوماسي المشترك بين لبنان وسوريا عام 2008، وهذا إنجاز وطني حَقّقته انتفاضة الاستقلال ويُضاف الى سجلها الناصع البياض.

اليوم يجب ألا نضيع هذا الانجاز، وبالتالي علينا ان نبقي سفارة لبنان في سوريا قائمة، إنما اعترض على رتبة الممثل اللبناني في سوريا. طالما أنّ هناك نظاماً قاتلاً ومتّهماً بتفجير مساجد وكنائس وقتل شخصيات لبنانية ومواطنين أبرياء، كان من الأجدى ان نبقي التمثيل على مستوى سكرتير او سكرتير اول وعدم ترقية من يمثّل لبنان الى رتبة سفير”.