IMLebanon

جونسون يقترح بناء جسر بين بريطانيا وفرنسا

رُفضت فكرة بناء جسر يمتدّ على طول قناة المانش مراراً وتكراراً لأنّها اعتبرت خطّة مكلفة جدّاً، غير عمليّة أو خطيرة حتماً، وحتّى في عصر نفق قناة المانش، لا يزال الجسر يلفت خيال بعض الناس.

طرح بوريس جونسون، وزير الخارجية البريطاني، هذه الفكرة في اجتماع مؤتمر القمّة مع مسؤولين فرنسيّين، وفقا لما لخّصه الحاضرون حول المفاوضات.

اتّفقت الدّولتان على لجنة لاستكشاف المشاريع الكبيرة، وغرّد جونسون على تويتر قائلا: «يعتمد نجاحنا الاقتصادي على بنية تحتية وعلاقات جيّدة . هل يكون نفق قناة المانش مجرّد خطوة أولى؟»

إنّ جونسون الذي يؤيّد فكرة إنشاء رابط مادّي أقوى بالقارّة الاوروبية هو نفسه الذّي يؤيّد بشدّة خروج بريطانيا من الاتّحاد الأوروبي، فيما بات انفصال بريطانيا السّياسي عن الاتحاد الأوروبي معروفاً. ولكنّه اقترح في الماضي إضافة نفق قناة ثانية لحركة المرور، بالإضافة إلى النفق الذي أنشئ قديماً للقطارات.

قد تكون فكرة إنشاء جسر طوله أكثر من 20 ميلا لا أكثر هو اقتراح تمهيدي من قبل جونسون. وقال متحدّث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي للصحفييّن أنّ الحكومة لم تكن على علم بأيّ خطط محددّة لإنشاء جسر.

وقال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير في مقابلة عبر الاذاعة: «كلّ الافكار تستحقّ أن يُنظر فيها، حتّى تلك المستبعدة. دعونا ننتهي من بعض الأمور الجارية حاليّاً قبل التّفكير في أفكار جديدة».

جونسون، عمدة لندن السابق، له تاريخ طويل من الأفكار الاستعراضيّة التي يسخر منها منتقدوه الذين يصفوها بأفكار لجذب الاهتمام وهدر المال.

ولكن إذا كان جونسون معروفا بأفكاره الجديدة والجريئة، فهو في هذه المسألة توصّل إلى فكرة جريئة قديمة. وقد تحدّث المهندسون ورجال الأعمال والمسؤولون الحكوميون عن إنشاء جسور فوق القناة وأنفاق منذ العصر الفيكتوري.

في عام 1930، رفض البرلمان البريطاني إقتراح إنشاء نفق. وفي الستّينات، أعلن مسؤولون في البلدين بكلّ ثقة أنّ بناء نوع من المعابر كان وشيكاً.

غير أنّه في دولة-جزيرة لطالما شكّلت لها القناة أفضل وسيلة دفاع ضدّ جنود القارّة، رأى جيل من القادة العسكريين والسياسيين أنّ الجسور والأنفاق المقترحة تمثّل طرقاّ محتملة للغزو. وفي الفترة الأخيرة، جذب نفق القناة متسلّلين من أنواع مختلفة: المهاجرون من أفريقيا والشرق الأوسط الذين يأملون في الوصول إلى بريطانيا.

وقد تمّ رفض بناء الجسور المقترحة في أوقات مختلفة على أساس أنّها تشكّل خطراً محتملاً على الملاحة. وحتّى عندما وُجدت الإرادة السياسيّة لإنشاء معبر، بقي تمويله التحدّي الدّائم.