IMLebanon

تغلّبوا على الإنعكاسات السلبية لتناول القمح

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

هل تحبّون استهلاك المعجنات، والمعكرونة، والبيرة، ومنتجات أخرى مصنوعة من القمح والشعير، ولكنكم تشعرون بالسوء بعد إدخالها إلى أجسامكم؟ إنتبهوا جيداً واستشيروا طبيبكم فوراً، فربما تشكون من مرض معيّن ولا تدرون ذلك! ما هو وكيف تتعايشون معه؟

حذّرت إختصاصية التغذية، راشيل معوّض، قرّاء «الجمهورية» من «تعرّض أجسامهم لأي ردات فعل سلبية تلي تناولهم مصادر القمح والشعير، فذلك قد يُشير إلى معاناتهم داء السيلياك الذي يعني عدم تقبّل الجهاز الهضمي لبروتين معيّن معروف بالـ»غلوتين» موجود في مأكولات عدة، أبرزها القمح والشعير، فعندها يعجز الجسم عن امتصاصه».

أعراض وأسباب

ولفتت إلى أنّ «الأعراض التي تظهر تختلف من شخص إلى آخر وفق العمر، لكنها لا تبدأ إلّا بعد بلوغ الطفل 5 أشهر أو 7، وهي المرحلة التي يبدأ فيها بتناول الطعام الذي يحتوي الغلوتين. في حال تعرّضه لإسهال قوي، وتقيؤ، وبطء في النمو، وعدم زيادة في الوزن، يجب استشارة الطبيب لتشخيص المرض إمّا بواسطة الخضوع لاختبار الأجسام المضادة أو فحص بالمنظار للمعدة.

أمّا بالنسبة للمراهقين والبالغين، فيواجهون الإسهال، وانخفاضاً شديداً في مستويات الحديد، وتعباً، وفقدان الشهيّة، إضافة الى بطء في البلوغ خصوصاً عند الفتيات اللواتي يتعرّضن أيضاً لاضطراب الدورة الشهرية».

وشرحت معوّض أنّ «الجهاز المناعي يحمي من الفيروسات والبكتيريا والفطريات كي يمنع حصول الإلتهابات. لكن عند تعرّضه والجهاز الهضمي خصوصاً لأيّ اضطراب، يحدث عدم امتصاص لبروتين «غلوتين»، وبالتالي إنّ العجز عن هضمه يتسبّب بحساسية مفرطة عليه.

السبب الأساسي لا يزال مجهولاً، لكن يُرجّح أن تكون التهابات جدار المعدة والعوامل الوراثية من بين المحفّزات الرئيسية لهذه المشكلة. ولقد أظهرت الدراسات الفرنسية أنّ شخصاً من بين كل 5 أشخاص يُصاب بداء السيلياك لأسباب وراثية».

حلّ وحيد

وكشفت أنّ «العلاج سهل جداً مقارنةً بالمشكلات الصحّية الأخرى، ولكن يصعب غالباً الإلتزام به. ويتمثّل بالابتعاد عن الأكل الذي يحتوي الغلوتين، خصوصاً أنه يهدّد المرضى بسوء التغذية بما أنه يقلّل بشدّة معدل امتصاص الفيتامينات A وB وD وE وK ومعادن الكالسيوم والحديد والألياف. هذا العلاج موجود تحديداً في مصادر القمح، كالعجين والخبز والمنقوشة، والبيرة، والشعير، والبسكويت، والكايك، والمعكرونة.

جنباً إلى تثقيف المريض كي يعرف طريقة اختيار طعامه من دون تعرّضه لأيّ انعكاسات سلبية، وتعلّمه أصول قراءة الملصق الغذائي للمنتجات كي يتمكن من اختيار النوع الأنسَب له».

ودعت إلى «الانتباه أيضاً لطريقة تحضير الطعام والحرص على الفصل بين أدوات الطبخ. على سبيل المثال، عند تقطيع الخبز على لوح طعام، يجب الامتناع عن معاودة استخدامه لتقطيع صنف غذائي آخر يخلو من الغلوتين، وإلّا تسرّبت هذه المادة إليه تلقائياً وانتقلت إلى المريض».

بدائل متعدّدة

قد يظنّ مرضى السيلياك أنّ الأطعمة المسموحة لهم محدودة جداً، لكن في الحقيقة هناك خيارات عدّة خالية من الغلوتين تُلائمهم تماماً وتزوّد أجسامهم بأهمّ العناصر الغذائية. وهي تشمل، إستناداً إلى خبيرة التغذية، الخضار، والفاكهة، والسمك، واللحوم، والدواجن، والذرة، والأرزّ، والحبوب، والكينوا، واللبن، والبيض، والجوز، واللوز، والبازلاء، والبطاطا، والزيوت النباتية، والسكر النباتي.

كذلك يمكنهم تناول أي منتج تمّ نزع منه بروتين الغلوتين، ويدوّن على غلافه عبارة «خال من الغلوتين» أو ما يُعرف بالـ«Gluten Free»، كالخبز. وعندها، فإنه لن يتسبّب بأي مشكلة إنما العكس تماماً بحيث سيوقف جهاز المناعة عن محاربة هذا البروتين، وبالتالي يستطيع امتصاص المغذيات بطريقة أفضل».

وقدّمت معوّض نموذجاً غذائياً لمريض السيلياك كي يعتمد عليه طوال اليوم أو يتصرّف على أساسه، قائلةً إنه «يمكن بدء وجبته الصباحية بخبز خال من الغلوتين أو استبداله بخبز الأرزّ أو الـ«Rice Cakes» مع المربّى وكوب من الحليب. أمّا الغداء فيتألّف من أرزّ مطبوخ من دون رواسب للطحين مع صدر دجاج مشويّ غير مدقوق بالطحين، جنباً إلى كوب من اللبن وحصّة فاكهة. في حين أنّ العشاء يتضمّن سَلطة خضار مع بطاطا مشويّة أو سبانخ وسمك ومن ثمّ فاكهة».

وختاماً، أكّدت أنّ «تقيّد هؤلاء المرضى بالنظام الغذائي الخاصّ بهم سيُشعرهم حتماً براحة أكبر، فيخفّض لديهم حدّة وجع المعدة، والإسهال، والأعراض الأخرى. وفي المقابل يستعيدون نشاطهم الصباحي ويتمكنون من النوم أفضل والتلذّذ بأطباقهم المفضّلة من دون خوف أو انزعاج».