IMLebanon

ببساطة… تمتّعوا بعيد الحب

كتبت سابين الحاج في صحيفة “الجمهورية”:
على مشارف عيد العشّاق تزدحم محالُّ الأزهار بالورود الحمراء، ويهرَع إليها المحِبّون لشراء الأزهار للحبيب أو الحبيبة. تضجّ واجهات المحالّ بزينة وأكسسوارات العيد، مِن ملابس حمراء إلى شوكولا على شكل قلوب حمراء وغيرها… فعيدُ «سان فالنتين» في عالمنا اتّخَذ طابعاً تجارياً استهلاكياً إلى حدٍّ كبير، ما أفقده روحَه وجوهرَه، وبات مصدرَ ربحٍ لمَن يبيع أيَّ منتجات تُحاكي عشّاقاً وأزواجاً، بعضُهم صادقٌ ويَهدف إلى التعبير للحبيب عن مشاعره، وغيرُهم يؤدّي واجب شراء هديّة في العيد بأحاسيس فاترة، بينما ينسى آخَرون معايدةَ الحبيب كلّياً. تتحدّث خبيرة الإتيكيت مارلين سلهب لـ«الجمهورية» عن أصول التصرّف في هذا العيد ليبقى كلّ عام ذكرى جميلة نَحفرها في قلب من نحبّ راسخةً إلى الأبد.

تدعو سلهب إلى عيشِ روحِ العيد بمحبّة وتبادُل المشاعر الصادقة، بعيداً عن التأثّر بالجوّ التجاري. وتُشدّد على أهمّية الكلمة والمبادرات البسيطة بدل انتظار كلّ طرفٍ من الشريكين المفاجآت الباهرة من الآخر. فقول الشريك والشريكة الكلماتِ النابعة من القلب كتعبيرٍ صادق ومؤثّر عن المشاعر يعيد الآمالَ للطرفِ الآخَر ويغذّي في قلبه وعقله حسَّ الانتماء إلى هذه العلاقة.

الكلمة الجميلة

عندما تُرفَق أيُّ هديةٍ بكلمةٍ جميلة مكتوبة على بطاقة، فإنّها تضفي على نفس المتلقّي الفرَح والسعادة، وقد يكون وقعُ الكلمات عليه أكبرَ مِن وقعِ الهدية نفسِها. فمِن المهم أن نرسِل كلمةً جميلة للشخص الذي نحبّه. وقد تكون هذه الكلمة هي الهدية أو قد نرفقها بوردة أو ورود و/أو هدية. وإنْ كان المرسِل لا يجيد كتابة الكلام الجميل فيمكن أن يستعين بجملِ أحدِ الشعراء، على أن يذكر اسمَ الشاعر.

الهدية

لا يجب أن ينتظر العاشق أو العاشقة هدايا ومفاجآت ضخمة في هذا اليوم، وكأنّه يربط مدى ضخامةِ الهدية والمفاجأة بمدى حبِّ الشريك. فالهدية رمزية ولا تُعادل قيمتُها حبَّ الآخَر لنا.

الورود الحمراء

يَرتكز عيد الحبّ على اللون الأحمر والورود، خصوصاً أنّ الأحمر لون دافئ يرمز إلى القلب الذي يضخّ الدمَ في الجسم ليُدفئه ويُحييه، لذا تنتشر القلوب في هذا العيد. وتتحدّث خبيرة الإتيكيت عن رمزية الورود من حيث أعدادها. فتقديم وردةٍ واحدة لحبيبٍ أو صديق في عيد العشّاق يعني «أنت مميّز عن الجميع بنظري»، و»منذ رأيتُك لم أعد أرى أحداً».

أمّا إذا أردنا تقديمَ باقة من الورود للحبيب أو الحبيبة فيكون عددُ ورودها مفرداً وليس مزدوجاً، ما يَعني «أنّني اخترتُ هذه الأزهار بعناية، وإذا قسَمناها بيننا سيبقى للمحبوب زهرةٌ إضافية».

إرسالُ الحبيب وردتين مشبوكتين ببعضهما، بمثابة طلبٍ للزواج، وحينها يمكن أن يرسل باقةً ذات عددٍ مزدوج، أي دزّينة ورود… تؤكّد الرغبة في إكمال الحياة سويّاً كثنائي.

وللتعبير عن كلّ معاني العِشق والغرام يرسِل الحبيب مئة وردةٍ ووردة. أمّا الرَجل الذي يهوى إمطار حبيبتِه بالورود فيَترك من كلّ باقة يرسِلها وردةً لديه، ليعرفَ متى ذبلت أنه حانَ وقتُ إرسال الباقة التالية.

الدعوة إلى عيد الحب

تلفت سلهب إلى أنّ العادات في الشرق حصَرت المبادرة بالرَجل، فهو عادةً من يدعو حبيبته إلى سهرةٍ أو عشاءٍ للاحتفال بعيد الحب، بينما تحبّ المرأة أن يهتمّ هو بها وبتفاصيل هذا اللقاء. وفي حال كان الشاب الداعي لا يعرف الفتاةَ جيّداً، يجب أن يرسلَ إليها الدعوةَ قبل أسبوعين من موعد العيد تقريباً، وقد تكون الدعوة على شكل «دبدوب» مع عبارة «Be my valentine».

وإذا كانت الفتاة غيرَ معجَبة به ولا ترى فيه حبيباً بل صديقاً، من المستحسَن أن ترفض، وتبتعد عن منحِه الآمالَ لكي لا تتلاعبَ بمشاعره في هذا اليوم بالذات.

لا للانفصال في هذا اليوم

إنّ فسخَ أحدِ الطرفين العلاقة العاطفية في عيد الحب بينما يَحتفل العشاق من حولِ العالم بحبّهم وعواطفهم مع الأعزّ على قلوبهم، يترك في نفسِ الحبيب أو الحبيبة ذكرى مزعجة وجارحة. لذا يجب أن يتفادى المرتبطون والعشّاق المشكلات التي قد تُسبّب إنهاءَ علاقاتهم في هذا اليوم. وإذا كانوا يَشعرون بأنه لا بدّ لهذه العلاقة من أن تنتهي فليفكّروا وليبادِروا إلى الانفصال قبل أسبوعين أو ثلاثة من العيد.

للمتزوّجين

يُشكّل هذا العيد فرصةً لكسر الروتين بين المتزوّجين منذ زمن، ما يضخّ نفَساً جديداً في العائلة. لا يجب أن ينسى المتزوّجون تاريخ عيد الحبّ، بل أن يبادروا للتحضير له باكراً لكي لا يُشعِروا شريكهم أو شريكتَهم بأنّهم هرعوا في اللحظات الأخيرة لجلبِ أيّ هدية يقدّمونها بفِعل الواجب والتقليد، وليس كمبادرةِ عشقٍ وتقدير تمَّ تحضيرُها بتخطيط وتأنٍّ.

كما أنّ الطاولة في هذا اليوم تُحيي الروابط العائلية، فهي ليست فقط للأكل بل للاجتماع. ولماذا لا يُغيّر كلّ طرف من روتين حياته فيبادر مثلاً الرَجل إلى مفاجأة زوجته بإعداد أطباقٍ شهية لها، أو قد تفاجئه هي بتحضير عشاء رومانسي على انفراد، أو مع العائلة للاحتفال.

ويُذكَر أنّ الاهتمام بزينة الطاولة والأكل بوضعِ الأزهار والشموع… يضفي في النفوس جوَّ الحب والدفء والرومانسية. فالمبادرات والمفاجآت محبَّبة دائماً في هذا العيد وقد تكون بسيطة مِثلَ تركِ الزوج بطاقة كَتب عليها كلاماً جميلاً وأرفَقها بوردة قبل الذهاب إلى العمل.

ليس العيد للعشّاق فقط

لا يقتصر الاحتفال بعيد الحب على العشّاق، بل هو محطة ليعبّر فيها الجميعُ عن حبّهم لأغلى الناس على قلوبهم من أفراد العائلة، والأصدقاء… ويمكن أن يحتفلَ الأصدقاء بهذا العيد من خلال إقامة حفلات تدور حول موضوع (Theme) معيّن، حيث يحدّدون طريقة اللباس، وقد يرتدون الأحمر، أو حتّى ملابس النوم (البيجاما). كما يمكن أن تقيمَ الفتيات سهرات لا تضمّ شباباً، أو يَحتفلَ بعض الشبّان الأصدقاء برفقة بعضهم البعض.

قصّة القدّيس فالنتين

تسترجع خبيرة الإتيكيت مارلين سلهب جذورَ عيد الحبّ المنبثقة من رحِم الخدمة والتضحية والبساطة والقداسة والمبادرات الجميلة، فتروي أنّ القديس فالنتين كان راهباً يعيش في روما في القرن الثالث بعد المسيح، حيث كان يساعد المسيحيين المضطهَدين ويزوّج الخاطبين لكي لا يستدعيَهم الأمبراطور إلى خدمة الجيش. وعندما عرفَ به الأمبراطور سجنه.

أغرِمت به جوليا ابنةُ السجّان وكانت عمياء، إلّا أنّها شفيَت بشفاعته عجائبياً. أمرَ الامبراطور بقتلِه في 14 شباط سنة 269 حين ذاع صيتُ عجائبه. وحوّلَ البابا جيرار الأوّل هذا اليوم إلى عيدٍ رسمي يتمّ الاحتفال به. ودرَجت عادةُ قولِ الشباب كلماتِ الشعر للفتيات في هذا العيد منذ القرون الوسطى في إنكلترا.