IMLebanon

لماذا الغيرة في الحبّ؟

الغيرة شعور خطير، يمكن أن يُدمّر علاقتكم بالشريك وقد يدمّر عائلة بأكملها، وفي الحالات القصوى يمكن أن يؤدي إلى القتل. فالغيرة توجّج الغضب ومشاعر العدوانية والعنف ما قد يصيب العلاقة العاطفية بأضرار كبيرة، ولكنها في المقابل، قد تلعب دور المنقذ حسب الظروف. فما هي مسبّباتها وكيف تؤثر على العلاقة؟

يوضح الدكتور روبرت لياهي، في كتابه الجديد “علاج الغيرة”، أنّ الغيرة في الغالب تدور “حول ثلاثة أشخاص”، وتحدث عندما يشعر شخص ما بتهديدٍ من قبل طرف ثالث، إمّا يكون محطّ اهتمام من أحد أطراف العلاقة أو أنّ الطرف الثالث هو الذي يولي اهتماماً لأحد أطراف العلاقة، أو أنّ الاهتمام متبادل بينهما. ويُقسّم لياهي الغيرة إلى فئتين هما: الغيرة الجنسية والغيرة بشأن التقارب العاطفي.

أسباب الغيرة

وفق لياهي، المتخصّص في علم النفس، فإنّ الرجال أكثر عرضة للتأثر بالغيرة الجنسية، في حين أظهرت الدراسات أنّ النساء أكثر عرضة للغيرة بشأن التقارب العاطفي، وكلاهما يمكن أن ينشأ من انعدام الشعور بالأمن في العلاقة العاطفية، بسبب التوقعات غير الواضحة، ومستويات الالتزام غير المتوازنة، والتجارب السابقة ومنها تجارب في الخيانة، فضلاً عن أنّ هذا الشعور البشري قد ينبع من الحسد أحياناً.

كما يرى أنّ الغيرة قد تنتج بسبب ارتفاع تقدير الشخص الغيور لذاته، ما يجعل العيوب السلوكية عند الآخر أكثر وضوحاً بالمقارنة مع عيوبه الخاصة.

ويضيف لياهي أنّ الغيرة بدرجاتها الصغيرة والمتوسطة، “علامة على الارتباط والالتزام والحبّ”، حتّى أنّ البعض يقومون باختبارات لشركائهم لمعرفة ما إذا كانوا غيورين “وهذا أمر طبيعي في المستويات المعتدلة من الغيرة”.

كيف تتغلّبون عليها؟

إذا كنتم غيورين في علاقتكم، يقترح عليكم الدكتور لياهي بعض الطرق السهلة لتخطّي هذا الشعور:

أولاً، يجب أن ندرك أنّ الغيرة في معظمها مشاعر طبيعية وعاطفة عالمية، والشعور بها ليس غريباً ولا خاطئاً.

ثانياً، التخلي عن التحكّم بالآخر وبالمواقف ووقف طرح الأسئلة باستمرار، إذ كلما توغّلتم في هذه الممارسات كلما زاد الشعور بالحسد والغيرة.

ثالثاً، التحدّث مع شريك الحياة عمّا تشعرون به، ووضع بعض القواعد الأساسية معه لتسير العلاقة على ما يرام.

رابعاً، تقبّل أن لا تسير الأمور بالطرق التي نريدها دائماً، وربما يعني الشعور المتكرّر والمتزايد بالغيرة أنّ هذه العلاقة غير مجدية ويجب إنهاؤها.