IMLebanon

بسترس: ليتصالح الجميع بعضهم مع بعض

ترأس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الكاثوليك المطران كيرلس بسترس الهجمة وقداس الفصح المجيد في مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك – طريق الشام، عاونه الأرشمندريت اندره فرح والنائب الأسقفي الأرشمندريت سليمان سمور، وخدمته جوقة كنيسة يوحنا فم الذهب بقيادة الشماسين جان بيار فاضل وايلي اسعد، في حضور حشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدس، القى المطران بسترس عظة العيد وجاء فيها: “هوذا يوم القيامة، فلنتهلل ايها الشعوب، فالفصح فصح الرب، لأن المسيح إلهنا قد أجازنا من الموت الى الحياة، ومن الأرض الى السماء، نحن المرنمون بنشيد الإنتصار.

أيها الأحباء، في هذا العيد نفرح ونتهلل لأن يسوع المسيح بعد أن قاسى آلام الصلب والموت قام من القبر، وأقامنا معه الى حياة جديدة. يسأل البعض: ما الذي تغير بالنسبة إلينا نحن البشر في قيامة المسيح؟ الإنسان من طبيعته يخاف من الموت، لأنه لا يعلم ماذا بعد الموت. وإذا أصابه مرض، يخاف من أن يؤدي هذا المرض الى الموت. لذلك بدون رجاء القيامة يعيش في قلق دائم، قيامة المسيح أزالت هذا الخوف وهذا القلق، وملأت حياتنا رجاء بأننا، كما قام المسيح، نحن أيضا سنقوم الى حياة جديدة. فعندما يعترف المسيحي بأن المسيح قد قام الى حياة جديدة، والى جسد ممجد، يعلن في الوقت عينه بأن بشريتنا قد انتقلت مع المسيح وعلى مثاله الى شكل جديد، الى حياة سماوية: من التراب الى المجد، من آدم القديم الخاطىء الى آدم الجديد الممتلىء نعمة وحقا”.

اضاف: “ان المسيح، بقيامته من بين الأموت، قد غلب الشر والخطيئة وانتصر على الموت. والذين يحيون مع المسيح يشاركونه هذه الغلبة وهذا الإنتصار. من يؤمن بقيامة المسيح لا يمكن أن يتسرب الى قلبه الخوف والقلق واليأس. من يؤمن بقيامة المسيح يحيا حياة جديدة، حياة إيمان ورجاء ومحبة. لذلك تدعو الكنيسة أبناءها في هذا العيد الى مصالحة بعضهم البعض: “ولنقل أيها الأخوة لمبغضينا أيضا: لنصفح عن كل شيء في القيامة”. لا يمكن أن نعيد عيد القيامة وفي قلبنا بغض لأي من الناس، ولا خلاف مع احد من الناس. فالمسيح صالحنا مع الله، ويدعونا الى المصالحة بعضنا مع بعض. في القيامة تزول الخلافات ويغفر المؤمنون بعضهم لبعض، ويتصالح الجميع بعضهم مع بعض. المسيح حي وهو يقيم في الكنيسة في الأسرار التي تحتفل بها، ولا سيما في سر الأفخارستيا، الذي فيه نتحد بالمسيح القائم من بين الأموات، ونمتلىء من حياة الله. المسيح قام وهو الآن حي، ويقيم في قلوب جميع المؤمنين الذين يحيون بموجب تعالميه ووصاياه، هذا هو الخلاص، أن نقيم نحن في الله ويقيم الله فينا”.

وتابع: “هذا ما يوضحه بولس الرسول بقوله: لقد متم مع المسيح. فاطلبوا إذن ما هو فوق، حيث يقيم المسيح جالسا عن يمين الله. اهتموا لما هو فوق، لا لما هو على الأرض. لأنكم قد متم للعالم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله. ومتى ظهر المسيح الذي هو حياتنا، فحينئذ تظهرون انتم ايضا معه في المجد”. وختم بسترس: “نصلي ليملأ نور القيامة قلوبنا وتملأ نعمة الحياة الجديدة أعمالنا. المسيح قام، حقا قام”.

وبعد القداس، بارك المطران بسترس الصلاة على البيض المسلوق الملون لتوزيعه على الشعب. وتقبل التهاني في صالون الكنيسة.