IMLebanon

تأجيل عودة نازحي بيت جن… الى السبت

كتب علي داود في صحيفة “الجمهورية”: 

تأجلت، للمرة الثانية خلال الأسبوع، عملية عودة النازحين السوريين من أهالي بلدة بيت جن السورية ومزرعتها والقاطنين في بلدة شبعا، بسبب عدم وصول الحافلات من سوريا الى شبعا لنقل 500 من الاهالي وهم من كبار السن، فيما فضّل آخرون البقاء حتى نهاية العام الدراسي لأنّ أولادهم يتعلمون في مدارس شبعا وجوارها.

وكان من المقرر أن تصل الحافلات السورية الخضراء عن طريق المصنع وتتجه الى شبعا عن طريق الحاصباني، بعدما كان السوريون قد سجلوا أسماءهم وهم يرغبون بالعودة الآمنة الى بلدتهم التي شهدت مصالحة بين عائلاتها في أعقاب الاقتتال الذي شهدته خلال الحرب السورية، وهي البلدة التي تقع في أعالي جبل الشيخ المطلّ على بلدة شبعا، علماً أنّ النازحين السوريين كانوا قد وصلوا خلال السنوات الماضية الى شبعا سيراً على الاقدام وخلسة وعبر ممرّات جبلية وهضاب وأودية.

وقضى الاتفاق بعودة نحو 1000 سوري من شبعا من أصل 6000 نازح، فيما ينتشر 13000 نازح في منطقتي حاصبيا والعرقوب وهم من حمص وإدلب ومحيطهما. وتولى رئيس بلدية بيت جن المتواجد في شبعا، التنسيق بين الحكومة السورية والأمن العام اللبناني الذي يشرف على عملية العودة الطوعية لأهالي بيت جن من خلال تزويده بأسماء الراغبين بالعودة لإتمام عملية مرافقة الحافلات حتى المصنع اللبناني.

وعن عملية تأجيل عودة السوريين الى بيت جن، تبلّغ المسجلون على اللوائح الاسمية بلاغاً من الحكومة السورية عبر وسائل التواصل الاجتماعي يعلمهم أنّ العودة تأجلت من يوم أمس الى السبت المقبل، كما قال نائب رئيس بلدية شبعا باسم هاشم لـ»الجمهورية»، والذي قال: «نحن كبلدية نراقب استعدادات النازحين وتحضيراتهم للعودة، وهم بعدما سجّلوا أسماءهم تلقّوا من حكومتهم بلاغاً جديداً يحدد لهم موعد وصول الحافلات السبت المقبل لنقلهم الى بيت جن ومزرعتها». واكد انّ التنسيق الامني واللوجستي يتولّاه الامن العام مع الحكومة السورية.

وكانت طريق بلدة بيت جن السورية نحو بلدة شبعا الجنوبية مروراً بمرتفعات الجولان السوري المحتلّ، تحوّلت الى ممر للنازحين المشاة السوريين الذين بلغ عددهم منذ الاحداث في سوريا نحو 6 آلاف نازح، توزّعوا على شبعا والبلدات المحيطة، كما قالت مصادر معنية بالوضع في الجنوب لـ»الجمهورية».

وأشارت الى أنّ نحو 80 جريحاً سورياً سلكوا الطريق المذكورة عبر البغال، لافتة الى أنّ الجميع دخلوا خلسة الى المنطقة عبر طرقات غير شرعية، وانّ القوى الامنية سمحت لهم بالدخول لدواعٍ إنسانية فقط وانّ بلدية شبعا استقبلتهم من دون التمييز بين موال ومعارض للنظام في سوريا.

وقالت إنّ المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة كانت تنقل كل شهر النازحين الوافدين تباعاً عبر هذه الطريق الى مقرّها في الجنوب ومركزها في مدينة صور، وذلك عبر الحافلات، وكانت تعدّ استمارات لهؤلاء السوريين لإفادتهم من المساعدات التي تقدمها ولإحصاء أعدادهم في المنطقة.

وقالت المصادر إنّ قوات الاحتلال الاسرائيلي كانت تستخدم تلك الطريق قبل الرعاة السوريين الذين كانوا يأتون بمواشيهم الى شبعا خلال فصل الشتاء، ومن ثم انتهى العمل بهذا الطريق بعد تحرير الجنوب لتعود وتشهد وتيرة سير عليها، من خلال قدوم العائلات والافراد النازحين من بيت جن وجباتا وسعسع والقنيطرة وغيرها من البلدات السورية التي شهدت معارك، وذلك منذ العام 2011.

وأكدت المصادر أنّ بلدة بيت جن السورية تبعد عن مزرعة بيت جن نحو 3 كلم، وانّ المسافة بينهما مع شبعا هي 16 كلم، واجتيازها سيراً للرعاة وللماشية والنازحين السوريين يحتاج الى ما بين 8 ساعات الى 10 على الاقل، وانّ من يسلك تلك الطريق لا بد له أن يمر قرب مواقع الاندوف، اي مراكز مراقبي الهدنة في الجولان السوري، والتي ترتفع ما بين 1700 الى 2000 متر عن سطح البحر.