IMLebanon

الرقص المعاصر في عصر الرقص

كتبت منال عبد الأحد في صحيفة “الجمهورية”:

في حقبة ما زال فن الرقص يعاني خلالها في لبنان والعالم العربي من نظرة دونية مقارنة بغيره من الفنون، نظراً لكونه يتناول أدق تفاصيل لغة الجسد وحركته، يعيش المؤسِّس والمدير الفني لـ»مقامات»، الجهة القيّمة على مهرجان بيروت الدولي للرقص المعاصر 2018 BIPOD، حلمه الخاص غير متنبّه لذلك بل حاصرًا عالمه بعشاق هذا الفن وجمهوره الوفي.

جرياً على عادته، يقدِّم BIPOD مجموعة من العروض العالمية، كما ويستقبل فرقاً للرقص وراقصين من لبنان والعالم العربي ابتداءً من يوم غد الأربعاء 11 نيسان وحتى 27 منه.

بعيداً من الخطابة

يركّز المهرجان هذا العام على مصمّمات الرقص من النساء وعلى مشهدية الرقص الإيطالي، ملقياً الضوء على الراقصين والمصمّمين الذين أثّروا فيها، فضلاً عن الشركات والفرق العالمية الرائدة من إسبانيا، إيطاليا، إيسلندا، الولايات المتحدة الأميركية، سويسرا، النروج وألمانيا.

وقد استطاع BIPOD أن يثبت حضوره على امتداد الدورات الثلاثة عشر السابقة في المنطقة كواحد من مهرجانات الرقص الأبرز، حيث أسهم بتطوير واقع الرقص المعاصر في لبنان، وعزّز الانتشار، التعاون، التواصل وتبادل الفنانين على الصعيدَين المحلّي والعالمي.

وفي هذا الإطار يقول راجح: «إنّ في الحياة مفاهيم وأفكاراً وتوجّهات جديدة للعلاقة مع الرقص، ومع الجسد والجمهور، فالمهرجان منذ بدأ عام 2004 تطوّر وواكب هذه التغيّرات المختلفة وخلق حالاً بالغة الأهمية في لبنان والمنطقة على مستوى الرقص المعاصر». وأضاف: «الرقص المعاصر هو حالة تعبيرية وبالتالي فهو يؤدّي دوراً محوَرياً في نظرتنا للجسد ولفنون العرض بشكل عام».

وشرح قائلاً: «عندما أتحدّث عن توجّهات جديدة فأنا أعني الفنانين بأفكارهم ونظرتهم التي هي في تبدّل مستمر، فالرقص المعاصر ليس حالة عامة بل هو واضح ومحدّد، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بذهنية الأشخاص والمجموعات التي تتناول موضوعات لم تُطرَح سابقاً»، ويشدّد على أنّ أهمية هذا النوع من الرقص تكمن في أسلوب حضور الجسد والراقص على المسرح، حيث يؤسِّس لعلاقة بينه وبين الجمهور بعيداً من الخطابة.

ولعلّ أبرز ما يميّز الرقص المعاصر – دائماً حسب راجح – هو أنّه يتيح لكل فنان إمكانية أن تكون له توجّهاته المختلفة، نظرته الخاصة إلى الجسد، الحركة، الشكل الذي تتّخذه هذه الحركة، الإيقاع وتكوين المشهد ككلٍّ متكامل.

مصمِّمات الرقص

وبالنسبة لهذه الدورة – أي الدورة الرابعة عشر من المهرجان – فهي تركّز بشكل خاص على مصمِّمات الرقص من النساء. وفي هذا الإطار يؤكّد راجح أنّ هناك إشكالية مطروحة ضمن شبكة الرقص على المستوى العالمي وهي حضور مصمّمات الرقص من النساء اللواتي يقدّمن عملاً نوعياً، في وقت تطغى فيه أسماء مصمّمي الرقص من الرجال على المستوى الدولي.

أما عن الحيّز الذي تتّخذه هذه الدورة من المهرجان، فيعتبر راجح أنّ «لكل دورة طابعها الخاص، فالعروض كلّها جديدة، هناك فنّانون تتمّ استضافتهم في الدورات السابقة إلّا أنّهم حاضرون بأعمال أخرى جديدة في هذه الدورة.

فضلاً عن ذلك، توقّف راجح عند ورش العمل، اللقاءات والحوارات التي تُعدّ ضمن فعاليات المهرجان، فيستمرّ على مدى أسبوعين متيحاً خلالهما أفقاً جديداً للحلم، التخيُّل والتفكير. واعتبر أنّ تفاعل الجمهور مع المهرجان ممتاز ولولاه ربما ما استمرّ.

ضمن فعاليات المهرجان

فضلاً عن ذلك، تُقام ضمن فعاليات المهرجان الدورة السابعة من «ملتقى ليمون» الذي يُعتبَر منصّة تعرض وتروِّج للرقص المعاصر في العالم العربي، حيث يقدّم أكثر من 20 راقصاً من لبنان ومختلف الدول العربية بحضور ما يزيد على 40 مديراً لمهرجانات ومنظّمي برامج راقصة.

كما يقدِّم المهرجان جائزة «إنجازات مدى الحياة» لِجورجيت جبارة، التي أدّت دوراً محوَرياً في التأسيس لمشهدية فن الرقص في لبنان وتطويرها.
يشارك في المهرجان هذا العام، الذي يُقام تحت رعاية وزارة الثقافة، أكثر من 16 راقصاً من مختلف البلدان بدءاً من إسبانيا، إيطاليا، النروج وآيسلاندا،

وصولاً إلى مصر وفلسطين، مروراً بسويسرا والولايات المتحدة الأميركية.
هذا ويتضمّن المهرجان هذا العام مشروعاً تصويرياً مع ميريام بولوس والذي سيقدّم في الأمسية الختامية للمهرجان.

ويفتتح المهرجان فعالياته مع عرض «نحن النساء» «WE Woman»، انطلاقاً من التيمة الخاصة التي اتّخذها لنفسه هذا العام.

وفي تصريح خاص بالجمهورية قال راجح إنّ التكنولوجيا الحديثة تترك عميق أثرها في المشهد العالمي الراقص، وفي هذا الإطار فإنّ العرض الجديد الذي ستقدّمه مقامات بعيداً من BIPOD سيكون مطعّماً بالتكنولوجيا الحديثة التي تؤثّر في العرض وطريقته، على أن يُفتتَح في أيلول المقبل في روما.