IMLebanon

أذربيجان تُجدِّد إنتخابَ علييف رئيساً لها

كتبت مرلين وهبة في صحيفة “الجمهورية”: 

يوم تاريخي سجّلته دولة اذربيجان في سجلّها الرئاسي، اذ اتمّت امس، انتخاباتها الرئاسية المبكرة قبل موعدها المقرّر في تشرين الاول المقبل، وسط مقاطعة المعارضة احتجاجاً على تقديم موعدها وحضور كبير للمنظمات والهيئات المحلية والدولية وحضور كبير لوسائل الاعلام المحلية والعالمية، حيث بلغ عددها 51 وسيلة اعلامية.

وجرت العملية الانتخابية في كافة المراكز الانتخابية في جمهورية اذربيجان باستثناء قراباغ الجبلية والمحافظات السبع الاخرى المحاذية.

كاميرات ومراقبون

ثمانية مرشحين للرئاسة تنافسوا على اللقب من بينهم الرئيس الحالي الهام علييف الذي اعلن فوزه مساء امس بأكثرية الاصوات بعدما اعاد الاذريون انتخابه لفترة رئاسة جديدة بالاشارة أنّ علييف يحكم البلاد منذ وفاة والده الذي دامت رئاسته من العام 1969 حتى 2003، فيما ترأس ابنه الهام علييف الحكم خلفاً له منذ 2003 حتى اليوم، كما ترأس علييف حزب «اذربيجان الجديد» وكان في الانتخابات الرئاسية الاخيرة عام 2013 قد حصل على 84% من اجمالي اصوات الناخبين.

وكما توقع رئيس اللجنة العلبيا للانتخابات، فإنّ نسبة المقترعين زادت بنسبة 10% من الانتخابات الماضية بالاشارة الى انّ عدد الناخبين المسجّلين على اللوائح بلغ 5314365 ناخباً وناخبة يحقّ لهم التصويت في الانتخابات الرئاسية.

اختلفت هذه الانتخابات عن سابقاتها بإتاحة المجال، ليس فقط لكثافة الحضور لوسائل الاعلام وبعثات المراقبة، بل ايضاً بالإتاحة لهم المتابعة الإعلامية عن طريق شبكة الانترنت من خلال ألف كاميرا تمّ تركيبُها في ألف لجنة انتخابية تمثل 18 في المئة من عدد اللجان الانتخابية للتأكيد على حيادية ونزاهة الانتخابات.

وكانت صناديق الاقتراع فُتحت امس عند الثامنة صباحاً واستمرت حتى الثامنة مساء، فيما بدأت عملية فرز الأصوات مباشرة بعد انتهاء الاقتراع في اللجان النيابية ليتمّ إعلان النتائج تباعاً حسب ورودها من اللجان الانتخابية وارسالها الى اللجنة المركزية للانتخابات.

وكان فوز علييف مضمونا وقد حصل على 82,7 بالمئة من اصوات المقترعين بحسب استطلاع لدى الخروج من مراكز الاقتراع اجراه «المركز المستقل للابحاث» وهو المعهد الرسمي للاستطلاعات، فيما قدر استطلاع المعهد الفرنسي «اوبينيون واي» فوزه بنسبة 86,5 بالمئة من اصوات المقترعين.
تجدر الاشارة الى أنّ 4 منظمات محترفة من الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا ستقيم استطلاعاتها في مقرّ اللجنة المركزية للانتخابات في باكو.

وواكب العملية الانتخابية الرئاسية 894 مراقباً دولياً وهم من 59 بلداً وممثلون عن 61 منظمة دولية وقد تمّت الانتخابات في 5641 مركزاً للاقتراع تابعة لـ 125 دائرة انتخابية كما تمّ ا نشاء 215 مركزاً انتخابياً في السفارات والقنصليات الدائمة لأذربيجان.

وشهد مركز الاقتراع رقم 6 اقبالاً كبيراً حيث حضر الرئيس الاذري الهام علييف وعقيلته وافراد الاسرة للادلاء بأصواتهم.

وكما توقعت استطلاعات الرأي في البلاد فإنّ فوز الهام علييف جاء بنسبة تصويت مرتفعة فاقت سابقتها عام 2013 في وقت يرى فيه المواطنون الذين صوّتوا لعلييف والذين التقينا بالبعض منهم أنّ إعادة انتخاب عليف لفترة رئاسية أخرى هو ضرورة وطنية ونهضوية لاستكمال منظومة التجدّد والتطوّر والعمران ولاستكمال مسيرة الإصلاحات التي شهدتها البلاد خلال الـ 15 سنة الماضية في شتى المجالات خلال تولّيه مهام الرئاسة.

تعديلات سابقة ولاحقة

وفي هذا السياق، تجدر الاشارة الى التعديلات الدستورية التي تمّ الاستفتاء عليها في البلاد عام 2016 أبرزها زيادة فترة الرئاسة من خمس الى سبع سنوات واستحداث منصب نائب اوّل للرئيس له صلاحيات تامة في غياب الرئيس وإلغاء شرط الحدّ الأدنى من العمر للترشّح لمنصب الرئاسة وهو 35 عاماً ومنح رئيس الجمهورية صلاحية الدعوى للانتخابات المبكرة فضلاً عن تعديلات عام 2009 والتي ألغت تحديد مدة الرئاسة بولايتين.

وتحتفل اذربيجان الشهر المقبل بمرور مئة عام على تأسيسها إذ اعلنت استقلالها عام 1918 بعد انهيار الامبراطورية الروسية خلال الحرب العالمية الاولى باسم جمهورية اذربيجان الديمقراطية، ثمّ نالت استقلالها بعد انهيار الاتّحاد السوفياتي. وتقع أذربيجان في القسم الشرقي للقوقاز، تحدّها كلٌّ من ايران جورجيا وارمينيا وروسيا ويبلغ عدد سكانها 9,7 ملايين نسمة فيما تبلغ مساحتها حوالى 86 الف كيلومتر مربع، وهي واحدة من ست دول مستقلة في منطقة القوقاز ذات غالبية عرقية تركية ودينية مسلمة إنما علمانية.