IMLebanon

هل علاج التقرّحات الفموية ضروري؟

لا تستثني الإصابة بتقرحات الفم أحداً، فالجميع تقريباً قد أُصيب بها خلال حياته، وتجهل الغالبية أسباب الإصابة وطرق العلاج والوقاية منها. فهل تخفي هذه التقرّحات أسباباً طبّية خطيرة؟

قد تكون تقرّحات الفم صغيرة وسطحية، وتصيب الأنسجة الرخوة في الفم أو عند قاعدة اللثة، ليختفي معظمها تلقائياً في غضون أسبوع أو اثنين.

ورغم ذلك، قد تسبّب لصاحبها الوخز أو الحريق قبل ظهورها فعلياً بيوم أو اثنين. وتتعدّد انواع قرح الفم، وتشمل التقرحات الصغيرة والكبيرة والهربسية الشكل.

الندوب

وفي التفاصيل، تُعتبر قرحة الفم الصغيرة، من أكثر الأنواع انتشاراً، ويشفى المصاب منها خلال أسبوع إلى اثنين دون ترك ندبات.

أمّا قرحة الفم الكبيرة فهي أقل انتشاراً، ويستغرق الشفاء منها ستة أسابيع وقد تترك خلفها ندبات واسعة. بينما تلك التي تكون هربسية الشكل، فتظهر مع التقدم في العمر، ويشفى منها المصاب خلال أسبوع إلى اثنين دون ترك ندبات. ولكن متى تستوجب الإصابة التوجّه الى الطبيب للفحص والعلاج.

بحسب تقرير لمستشفى «مايو كلينيك» الأميركية، من الضروري استشارة الطبيب إذا عانى المريض تقرحات كبيرة وغير عادية، عند تكرار حدوث القرح مع ظهور أخرى جديدة قبل شفاء القديمة، في حال استمرار القرح لثلاثة أسابيع أو أكثر، عند امتدادها إلى الشفتين، عند التسبّب بألم لا يمكن السيطرة عليه باستخدام تدابير الرعاية الذاتية، عند صعوبة تناول الطعام أو الشراب، وعند تزامن ارتفاع حرارة الشخص مع وجود التقرحات.

لم يُعرف بعد السبب الدقيق لقرح الفم، إلّا أنّ بعض الباحثين اشتبه أنّ هناك مجموعة متعددة العوامل تُسهم في ظهورها، وقد تحدُث نتيجة حالات طبّية وأمراض معيّنة، مثل الداء البطني؛ وهو اضطراب معوي خطير، أمراض التهاب الأمعاء، خلل في الجهاز المناعي يهاجم الخلايا الصحية في الفم بدلاً من مسببات المرض وفيروس نقص المناعة البشري (HIV). كما تُعتبر النساء الاكثر عرضة للتقرحات الصغيرة.

علاجاتٌ طبّية

لا يكون العلاج ضرورياً بالنسبة للتقرحات الصغيرة التي تميل إلى الاختفاء من تلقاء نفسها في غضون أسبوع أو اثنين.

ولكن قرح الفم الكبيرة، المتكررة والمؤلمة تحتاج غالباً إلى الرعاية الطبية. ويُنصح المريض باتّباع عدد من الخيارات العلاجية التي تراوح بين استخدام غسول فم معيّن يصفه الطبيب، مراهم موضعية لتخفيف الألم والتعجيل بالشفاء وبعض الادوية عن طريق الفم.

كما يمكن اللجوء الى كيّ هذه التقرحات. أمّا في حال ارتبطت هذه التقرحات بمشكلات صحية أخطر، فيقوم الطبيب عندها بمعالجة الحالة المرضية الأساسية.

إرشادات منزلية

من جهة أخرى، يوجد عدد من وسائل العلاج المنزلية التي ينصح بها التقرير للتخفيف من الألم والشفاء بطريقة اسرع، أبرزها غسل الفم واستخدام الماء والملح أو بيكربونات الصوديوم، تنظيف الأسنان برفق باستخدام فرشاة ناعمة ومعجون أسنان لا يحتوي على عوامل رغوية، تجنّب الأطعمة التي تحتوي على مواد صلبة أو حمضية أو حارة والتي قد تزيد من التهيج والألم.

من المهم ايضاً وضع الثلج وتركه يذوب ببطء فوق التقرحات. وغالباً ما يتكرّر حدوث هذه التقرحات، ولكن يمكن الحدّ من مدى تكرارها بالانتباه الى نوع الطعام، والالتزام بالعادات الجيدة لنظافة الفم. بالاضافة الى أهمية التخلص من التوتر الذي يمكن أن يكون سبب ظهورها.