IMLebanon

جدار الفصل الحدودي إلى تأزُّم؟

كتب علي داود في صحيفة “الجمهورية”:

أسبوع مضى على بناء إسرائيل جداراً إسمنتياً مقابل بلدتي العديسة وكفركلا اللبنانيتين الحدوديتين وسط مراقبة مشددة للجيش اللبناني و»اليونيفل» للأعمال الاسرائيلية، مدعّمَين بخرائط تُظهر الحدود اللبنانية، ووسط امتلاك الجيش اللبناني قوة الدفاع والتصدي لإسرائيل في حال تخطّت أعمال الورشه الهندسية الحدود الدولية باتّجاه الأراضي اللبنانية تطبيقاً لمقرّرات مجلس الدفاع الاعلى، وفيما يعدّ الجيش ملفاً كاملاً بعمليات البناء الاسرائيلية للجدار لعرضه في اللقاء الثلاثي في الناقورة حال انعقاده واظهار إلقاء الورش الاسرائيلية الأتربة نحو الجانب اللبناني، فإنّ حالَ استنفار وتأهّب تسود الجنوب تحسّباً لأيِّ طارئ إسرائيلي عدواني على أثر الاحتقان الإقليمي والتهديدات الأميركية بضربة سوريا، وبعد الاعتداء الإسرائيلي على مطار التيفور السوري وسقوط 14 قتيلاً بينهم إيرانيون.

ووسط ذلك بدت الحركة طبيعية في الجانب اللبناني المقابل للمستعمرات الاسرائيلية التي شهدت دوريات مؤلّلة لإسرائيل كان بعضها يتفقد السياج التقني وبعضها الآخر يتّخذ مواقع قتالية وحال تأهّب، فيما لم يتوقف تحليق الطيران الحربي الاسرائيلي فوق الجنوب وصولاً الى البقاع الغربي وبنت جبيل ومرجعيون والنبطية، وشهدت بساتين الحمضيات الإسرائيلية المقابلة لبلدتي العديسة وطريقها العام حركة عمّال إسرائيليين كانوا يعملون في تلك البساتين بحراسة دورية إسرائيلية مؤلّفة من سيارتي جيب عسكريّتين.

وقالت مصادر أمنية لبنانية لـ«الجمهورية» إنّ «الجيش الاسرائيلي واصل الأعمال والأشغال بشكل طبيعي في تشييد جدار الفصل عند الحدود مع لبنان الذي بدأ ببنائه الأحد الماضي، مقابل طريق عام كفركلا- العديسة صعوداً نحو محلة الثغرة قبالة مدخل بلدة العديسة، في ظلّ مراقبة من الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل» التي نشرت الكثير من آلياتها في نقاط متفرّقة قبالة الأشغال الجارية في الجانب المحتل، كما كثفت من دورياتها المؤلّلة على طول الخط الأزرق الممتد من مدخل العديسة نحو سهل مرجعيون ومروراً ببوابة فاطمة.

ولفتت المصادر الى أنه «شوهدت شاحنات نقل كبيرة إسرائيلية تنقل البلوكات الخرسانية الى الحدود، في وقت كانت جرافة ورافعة تعملان على تثبيت الجداريات على طول السياج التقني الفاصل.

كما شوهد العمال الزراعيين الإسرائيليين يعملون في بساتين مستعمرة المطلّة الحدودية بشكل اعتيادي، في وقت انتشر في الجانب المحتل جنود إسرائيليون وضباط من فريق مراقبي الهدنة الدوليين الذين كانوا يرفعون علم الامم المتحدة ويحملون في ايديهم خرائط ويراقبون بالمناظير الجانب اللبناني».

وفي الكيان الإسرائيلي، تلقت خطوط الطوارئ لدى الشرطة الإسرائيلية، مئات المكالمات من مواطنين إسرائيليين أرعبتهم طائرات حربية حلّقت على علوّ منخفض فوق تل أبيب، في وقت يزداد التوتر على الحدود الشمالية مع سوريا.

وأطلقت المقاتلات الحربية نيران مضادة للصواريخ ونفّذت مناورات قتالية فوق المدينة، وذلك ضمن تدريب سنوي لسلاح الجوّ الإسرائيلي، يسبق ما يُسمى «احتفالَ استقلالٍ إسرائيل» وما فاقم الأمر هو أنّ سكان تل أبيب لم يتلقّوا إخطاراً مسبقاً بتحليق الطائرات، التي من المفترض أن تشارك في الاحتفال السنوي المقرّر في 19 نيسان الجاري.

وأصدرت الشرطة الإسرائيلية بياناً تطمينياً للسكان وقالت فيه: «تلقينا مكالمات عدة من المواطنين القلقلين من الضجة العالية التي خلقتها الطائرات المقاتلة»، وفق ما قالت وسائل إعلام إسرائيلية. وأضافت:« نودّ أن توضح أنّ الطيارين يتدرّبون على العرض الجوي الذي سيجرى يوم الاستقلال. لا توجد حال طوارئ».

وتصاعدت حدة التوتر بين إيران وسوريا من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، بعد هجوم إسرائيلي استهدف مطار التيفور العسكري وسط سوريا، موقعاً 14 قتيلاً، بينهم مستشارون إيرانيون

ورفعت القوات الإسرائيلية على الحدود الشمالية الواقعة على الحدود اللبنانية- السورية، من استعدادها وباتت في حال من التأهّب القصوى تحسّباً لأيِّ ردٍّ إيراني متحمل، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.

في مجال جنوبي آخر، تواصلت لليوم الثاني على التوالي عملية نزع الألغام في بلدة تول الجنوبية والتي تتولّاها شركة «ماغ»، وبإشراف الجيش اللبناني، وذلك بعد اكتشاف حقل ألغام من مخلفات الفصائل الفلسطينية التي كانت تتمركز في تلك المنطقة وتتّخذ مواقع فيها في اواخر السبعينات واوائل ثمانينات القرن الماضي.