IMLebanon

هكذا تتصرّفين مع مديركِ السيّئ!

كتبت سابين الحاج في صحيفة “الجمهورية”:

يُمضي الإنسان فترةً طويلة من حياته في العمل، حيث يتعاطى مباشرةً مع المسؤول أو المسؤولة عنه. ولكن، ماذا لو كان هذا المسؤول أو المسؤولة سيّئ الطباع، يبخّ السمّ على الموظفين والموظفات؟

ها هي أماني (35 عاماً) تتسلّم عملاً جديداً في مجال العلاقات العامة، ومنذ أيامها الأولى في العمل تواجه مشكلات مع مديرها، حيث يَصعب عليها التعاطي معه. إنّه مزاجيّ، غريب الأطوار، عصبيّ أحياناً، ولا يتمالك أعصابَه وردودَ أفعاله. قد ينفجر صراخاً في أيّ لحظة، أو قد لا يجيب عليها ويغمرُها بصمته بينما يَحيك المكائد لإطاحتِها من منصبها الجديد، أو رميِها بوابلٍ من اللوم والاتّهامات.

التعاطي مع مديرٍ صعبِ المزاج مسألةٌ صعبة، غالباً ما تُسمّم حياةَ أيّ موظف أو موظفة، حتّى إنّ هذا الوضع قد يدفع بأيّ شخص إلى الاستقالة. ويقدّم لكِ الخبراء نصائح للتعامل مع مديركِ «السام»، علّكِ تتمكّنين من التأقلم مع واقعكِ، قبل التفكير بتركِ الوظيفة نهائياً.

الطاغية

إنْ كان مديركِ يسعى إلى بسطِ سيطرته دائماً، يُراقبُ أدنى تصرّفاتكِ في العمل، ويسعى إلى التلاعب بكِ أو إخافتكِ أو تهديدكِ أو تحجيمكِ وإفقادكِ استقرارَكِ مهوّلاً بقدراته وسلطته اللامتناهية، فلا تثِقي به، خصوصاً أنّه يُشعِركِ حتماً بالقلق وعدم التوازن، فأنتِ لا تعرفين ماذا تتوقّعين منه.

قد يلعب دور المدّاح ليحصلَ على ما يريده منكِ، أو قد يصوّر نفسَه ضحيةً، لرفع أيّ اتّهامات عن نفسه، ولصقِها بالآخرين. وقد يثرثر عليكِ عند المدير الأعلى، في ظلّ هيكليةٍ مؤسّساتيةٍ قائمة تُغذّي جَشعه، فيشعر بأنّه الآمر الناهي، وسلطان إمارة!

ينصَحكِ العديد من الخبراء لدى بالتعاطي مع هذا المدير بقول أقلّ ما يُمكنكِ. أحصري علاقتكِ به في إطار الرسميات، والواجبات. حاولي أن لا تُفجّري الوضعَ القائم، ولا تَدخلي معه في صراع قوّة حيث يمكن أن يغلبكِ، بل كوني دبلوماسية، صبوراً، ولا تفرضي آراءَك ولا تعارضيه. تسَلّحي بالتهذيب والوضوح والهدوء، وخصوصاً بأدلّةٍ وإثباتات مكتوبة عن عملك.

هو غير عادل وفوضوي

إنْ كنتِ تتعاملين مع مدير مزاجيّ، غيرِ منظّم، وغير عادل، لا يُعبِّر عن مطالبه بوضوح، ويُغيّر اتّجاهات العمل في اللحظات الأخيرة، لا تنتظري منه أن يُحدّد لكِ مهامَّكِ، فهو لن يتغيّر، بل حاولي تقريرَ سيرِ العمل بنفسكِ، وأمسِكي بزمام الأمور بحزم.

تواصَلي معه كتابياً، لكي لا يطلب منكِ مهمَّة وينفي طلبَه في اليوم التالي أو ينساه، مؤكّداً أنّه طلب مهمّةً أخرى. وإنْ كنتِ تديرين ملفّاً لا قدرةَ تقريرية لكِ فيه اطلبي نصائحَه وتوجيهاته كتابياً لتُحرّري نفسَك من المسؤولية. ولا تتردّدي في طرح الأسئلة عليه، خصوصاً تلك التي تحتاجين إجابته عليها لتُنجِزي عملكِ.

المدير الـ“Bulldozer”

هذا المدير يتحدّى نفسَه كلَّ يوم، هو وحشُ عمل، لا يَقبل التقاعسَ والبطء في العمل، والضعفَ وعدمَ الإنتاجية، أو أيَّ خطأ. مهما أنجزتِ تشعرين أمامه بعدم الكفاءة والجَدارة والضعف والتقصير.

إنتبهي، فصحيح أنّ هذا المهووس بتحقيق الأهداف والتدقيق في كلّ التفاصيل ربّما يُحفّزك على العطاء والعمل، إلّا أنّه غير جدير بثقتكِ. لا يهتمّ سوى للعمل والإنجاز بينما يُهمل نواحي كثيرة مهمّة، بينها الاهتمام بسلامة موظفيه النفسية والجسدية بدل استغلالهم إلى أقصى الحدود.

حاوِلي الحديثَ مع هذا المدير عن مشكلات العمل التي لا يراها، وتعاطي معه بإنسانية وهدوء. وأخبِريه عن أهمّية منحِكِ الوقت للإنجاز حفاظاً على الجودة والنوعية في العمل.

ينشر الكراهية والنفور

إلى ذلك، غالباً ما يَشعر الموظفون بأنّ المدير لا يحبّهم، بل يسعى إلى الحكم عليهم دائماً، فهو تارةً ما يَغضب ويفقد صبرَه، وطوراً ما يتجنّب بعض الأشخاص، فحاولي الابتعاد عنه عندما يَغضب.

وينصحُكِ بعضُ الخبراء بأن تؤكّدي له أنه على حق لكي يهدأ، إذ إنه يحتاج إلى سماع هذه العبارة. لا تدخُلي في شِجار معه، وتجنّبي علاقات القوّة، أو التعبير عن العواطف، بل كوني واضحة واستقرِئي شخصيته لكي لا تَرتكبي ما يُزعجه. أما إذا كان يتحرش بك فلا تترددي بالوشاية به لدى الأعلى منه.