IMLebanon

كارين رزق الله: هكذا بُنيَ “ومشيت” والوجعُ سيزيد!

كتبت رنا اسطيح في “الجمهورية”:

قصة جديدة مجبولة بالوجع والحبّ تقدّمها كارين رزق الله من خلال مسلسلها الجديد «ومشيت»، الذي يعرض طيلة الشهر الفضيل، لتخوض من خلاله مرّةً جديدة ميدان المنافسة الدرامية الرمضانية، بعد سنوات متتالية من النجاح وإثارة الموضوعات الجدلية الشائكة. ومع توالي أحداث المسلسل وبدء الكشف عن خيوطه المخفيّة، تُفصح الكاتبة والممثلة اللبنانية عن جوانب شائقة عديدة من مسلسلها، واعدةً بمزيد من المفاجآت في هذا الحوار الخاص لـ «الجمهورية».

على مرّ ثلاثة مواسم رمضانية متتالية، كوّنت كارين رزق الله جمهوراً إن لم يكن ينتظر بشوق جديدها في رمضان إلّا أنه في أقلّ تقدير يتابع بفضول ما تُخرجه هذه الكاتبة اللبنانية من مخزون ذاكرتها وموهبتها لتقدّمه على مائدة الدراما الرمضانية. وبعدما لمعت في «قلبي دق»، و»مش أنا» و»لآخر نفس» وقبلها العديد من الأعمال، ها هي تخاطب عشاق الدراما في رمضان بمسلسل «ومشيت» الذي يبدو سائراً في دروب تلتقي فيها دوائر الحب وتفترق، لتتشعّب في الألم كما شرايين القلب.

هنا أم شهيد تخاطب طيف ابنها بأداء رندا كعدي اللامع المازج ما بين الواقع والهلوسة وهناك شذرات من ذاكرة لم تستطع دفن رضيع رغم الدخان الأسود الكثيف ومرور عشرات السنوات. وما بين الأمّين الباقيتين وابنيهما المدفونين تحت الثرى تتوارى وتتكشّف قصص نساء ورجال كثر يتشاركون المصائر أو يُسهمون في خلقها.

قصص واقعية

وعلى رغم ما حققته سابقاً من حالة خاصة في مسلسلاتها تعتبر كارين رزق الله أنّ «المسؤولية تتضاعف لهذا السبب بالذات من عام إلى عام، فالناس يتوقعون الأفضل والمختلف عن السابق وهنا الرهان».

وتشير الكاتبة التي برزت بقوة في السنوات الأخيرة، إلى أنّ «الوجع في مسلسل»ومشيت» يعكس وجعنا كلنا، نحن الذين نسكن في هذا البلد الذي نحبه جداً والمعرّضين فيه للأسف في أية لحظة للأذى، فنحن نخاف على أولادنا وعلى مستقبلهم، إلّا أننا عندما نتّخذ القرار بالرحيل من لبنان والعيش في بلدٍ آخر نفقد السعادة والأمان، كما نخسر السنوات والأيام التي كان يجب أن نمضيها مع أهلنا وأحبائنا، ونخسر رؤية التجاعيد التي ترتسم مع مرور الأيام على أوجه الأشخاص الذين نحبهم، ففي النتيجة هذا بلدنا مهما كان وضعه».

إنطلاقة قوية

وتقول إنها رغبت بطرح «هذا الموضوع الذي يدور في رأس كل الأهل ويؤرقهم، فالشائعات التي نسمعها من فترة إلى أخرى حول تهديدات أمنيّة، إضافة إلى الظروف الصعبة والأوضاع المتوترة التي نعيشها من سنين عدة تجعل الناس يتكلمون دائماً عن رغبتهم بالسفر وبإرسال أولادهم إلى الخارج». وتقول: «شي بوجِّع للأسف»، مضيفةً «المسلسل غير مبني على قصة حقيقية واحدة بل على مجموعة قصص واقعية، فكم من شخص فقدنا وذهبت حياتُه هباءً في هذا البلد».

وبالنسبة لاعتمادها أحداثاً قليلة في بداية مسلسلها، تعتبر كارين أنّ «ومشيت» من أكثر المسلسلات التي تتسارع أحداثها من حلقاته الأولى، مؤكّدة أنّ «انطلاقة المسلسل غير بطيئة بل صاروخية من خلال كشف الكثير، وتوالي الأحداث السريعة في الحلقات الأولى».

مجنونة ولكنها تُشبهني

وعن الشبه بين كارين الإنسانة وبين «مَيدا» الشخصية التي تجسّدها في «ومشيت»، توضح رزق الله أنّ «ميدا شخصيّة متسرّعة وعشوائية تسيّرها عاطفتها ويُمكن أن تتّخذ قرارات متسرّعة وجنونية، فيما أنني مترويّة أفكر كثيراً وملياً وحتى أكثر من اللزوم في أحيانٍ كثيرة». أما نقطة الشبه فبحسب كارين أنّ «أولادي هم الأهم في الحياة»، وتقول: «عاطفة الأمومة التي تظهر عند «ميدا» هي عاطفة الأمومة الموجودة عندي». وتكشف أنه «من هذا المنطلق بُني هذا المسلسل».

كممثلة لا كابنتي أنا

إبنة كارين رزق الله ناديا تؤدّي أيضاً دورَ ابنتها في «ومشيت»، وعن فصلها في العلاقة بين أم وابنتها بين الحقيقة والتمثيل، تقول كارين: «لم أفصل كثيراً فهي ابنتي وبقيت ابنتي خلال التصوير، ولكنني أحاول دائماً أن أتعامل معها على أنها ممثلة تقف أمامي لا كابنتي، وأيُّ ملاحظة أو نصيحة أقدّمها لها كممثلة مثل أيّ ممثل آخر». وتشير إلى أنها «شعرت خلال التصوير أنهما ممثلتان تقفان مقابل بعضهما البعض».

نقطةُ ضعف المسلسل

وعن ثنائية كارين رزق الله وبديع ابو شقرا، وإن خشيت تكرارها، توضح أنها «لم تتّكل على الثنائية التي سبق أن نجحت في تعاونات سابقة لتراهن عليها وحدها في هذا المسلسل»، مشيرةً إلى أنّ «نقطة ضعف هذا المسلسل أنه يجمعها وأبو شقرا للمرة الثالثة وهذا ما كنا مدركين له تماماً بديع وأنا لأنه ممنوع ان نكرّر ما قدّمناه والتحدّي أكبر لتقديم مادة جديدة تحقّق نجاحاً خاصاً بها». وتشرح «الدور يليق ببديع وهو في المكان الصحيح في هذا المسلسل». وتقول: «لا شيءَ جميل في الحياة بلا مجازفة».

وتؤكّد أنها في كل مرة تكتب وتنفّذ عملاً يكون هدفها تقديم الأفضل والفرح بالعمل الذي «نحن نشعر أنه جيد وجميل ومميّز» وإرضاء نفسها لا المنافسة. وتقول: «المهم أن نقوم بعمل نحبه وأن نستمتع بالتجربة بحدّ ذاتها».

مفاجآت في الانتظار

وعن الإحصاءات التي تصدر عن شركات الإحصاء للمسلسلات الرمضانية، تكتفي بالقول: «لا أدري إن كانت صحيحة أو لا وأنا لا أنتظرها ولا أعلّق عليها». وتعترف: «أنا واقعية وبالطبع لن أحزن إن كان مسلسلي الأوّل لا بل إنّ الأمر سيُفرحني ولكنني أعتمد بالدرجة الأولى على نبض الناس ومدى تفاعلهم مع العمل فهم المؤشّر الأوّل والأصدق لأيِّ نجاح».وفي حين تؤكد أنّ هدفها ليس أن توجع الناس من خلال المسلسل وانما أن تسلّط الضوء على قضايا معتمة قد يتحاشاها البعض، تجيب ردّاً على سؤال : «لن أكشف عن اتّجاه الحلقات المقبلة حفاظاً على عنصر المفاجأة ولكن نعم يمكنني القول إنّ ما سيأتي في المسلسل سيوجع الناس أكثر بعد للأسف، ولكنّ المفاجآت عديدة وعليكم مشاهدة الحلقات لتكتشفوها».