IMLebanon

حازم شريف: وقّعتُ عقداً مع نفسي…

كتبت رنا اسطيح في صحيفة “الجمهورية”: 

يبرز النجم السوري حازم شريف كصاحب أحد أجمل الأصوات الطربية من بين أبناء جيله، وهو الذي أطرب الجمهور العربي وفرض نفسَه «محبوب العرب» الأوّل عام 2014 عند فوزه في برنامج المواهب الشهير Arab Idol. ابنُ حلب الموهوب وصاحب الصوت المختمِر بأصالة القدود الحلبية وكلاسيكيات الطرب العربي، يستعدّ لخطوات جديدة في مشواره الفنّي يتحدّث عنها في حوار خاص لـ «الجمهورية» يتناول فيه تجربته اللافتة في غناء شارات الأعمال الدرامية، مبدِياً آراءَه الصريحة في سلسلة من الموضوعات الفنّية الشائقة.

وبعدما شارك حازم شريف أخيراً بحفل تكريمي للفنان الكبير صباح فخري، وبأمسية تكريمية خاصة للموسيقار الراحل ملحم بركات في دار الأوبرا في دمشق، يعرب النجم الشاب عن اعتزازه لأنه استطاع أن يوجّه تحية بصوته لعمالقة في الغناء العربي ويقول: «إنه فخر كبير لي أن أُدعى للغناء إلى جانب العملاق صباح فخري لتكريمه وسط مدينة حلب. كذلك إنه شرف كبير لي أن أتواجد إلى جانب الفنان معين شريف للمشاركة بالحفلة التكريمية التي أقيمت للفنان الكبير الراحل ملحم بركات في الشام». ويؤكّد أنّ «هذه المشاركات تُشكّل إضافة إلى أرشيفه وتضخّه بدفعٍ معنوي كبير».

وعن موقفه من الجدل الذي أُثير عند تكريم الراحل ملحم بركات في الشام وليس في بيروت، يقول شريف إنّ «لبنان وسوريا واحد»، ويعتبر أن «لا فارق بين البلدين وأنّ التكريم هو نفسه إن أُقيم في لبنان أو سوريا والمهم هو الاحتفاء بمَن صنعوا مجداً بفنّهم يستوجب الافتخار به».

صوت قادر على التنوّع

يُعتبر صوت حازم شريف من الأصوات المطواعة، ويقدّم أغنيات إيقاعية كما يُقدّم كلاسيكيات طربية وقدوداً حلبية بنفس الأداء الساحر، وعن الخط الفنّي الذي يرسمه لنفسه والهوية الفنّية التي يُشكلها من خلال صوته وأغنياته، يشير النجم السوري الشاب إلى أنّ الفنانين وائل كفوري ونانسي عجرم قالا له خلال مشاركته في برنامج المواهب «Arab Idol»، إنّ اختياره لأغنياته الخاصة سيكون من المهمات الصعبة. ويشرح أنّ «صوتي يُحيّر المستمع ويلعب على أكثر من نمط ونوع خلال الغناء، لذلك أواجه صعوبةً في اختيار خطٍّ فنّي واحد وواضح». ومع أنّ هذه القدرة على أداء مختلف الانواع الغنائية هي مصدر غنى للنجم الشاب، إلّا أنه يعلن عن استعداده لطرح اغنية جديدة يقول إنها «أغنية وسطية بين الإيقاعي والطربي والشعبي». ويضيف: «أحاول أن أرسم هوية فنّية جديدة غير موجودة وأن أسير فنّياً وفقها».

واذ يستعدّ حازم شريف لإصدار أغنية جديدة خلال العيد ويقول إنها «أغنية جديدة بالنسبة إليّ ولم أقدّم مثلها قبلاً»، كاشفاً أنها «أغنية تحمل الحب والفرح والتفاؤل»، واعداً جمهوره بمفاجأة على صعيد هذا العمل.

وعلى رغم الجرح السوري المفتوح والأوضاع غير المستقرّة يصرّ حازم شريف على إحياء الحفلات في بلده. ويوضح أنّ لحفلات سوريا وضعاً خاصاً، ويقول: «لا يُمكن أن أرفض أيَّ طلب لإحياء حفلة في سوريا لأنّ هذا بلدي والناس بحاجة للفرح ولتستعيد الأيام الجميلة». ويؤكّد «إن كان بإمكاني أن أُفرح شعب بلدي فلن أقصّر بذلك أبداً».

لم أحبّ ما عُرِض

وبعدما سبق أن قدّم بصوته مجموعة من الشارات الدرامية الناجحة ومن بينها شارة مسلسل «بانتظار الياسمين»، وشارتين ضمن سلسلة «مدرسة الحب»، إلّا أنّ صوته يغيب هذا العام عن الموسم الدرامي. ويكشف أنّ «ما عُرض عليّ هذا العام لم أحبّه ولا أقدّم شارة لا تضيف إلى مسيرتي، فلا أغنّي إلّا لترك بصمة».

وعن رأيه بشارات المسلسلات هذا العام، يقول إنّ شارة مسلسل «طريق» بصوت الفنانة هبة طوجي جميلة و»قريبة من القلب»، كذلك أحبّ شريف شارة مسلسل «وردة شامية»، إلّا أنه يرى أنّ شارة مسلسل «الهيبة»، «مجبور» للفنان ناصيف زيتون تبقى الأجمل والرقم واحد.

هؤلاء بين نجوم سوريا

ويظهر أنّ هناك ألفة بين شريف ونجوم بلده سوريا مثل ناصيف زيتون، وفي هذا الإطار يقول رداً على سؤال أنّ «التنافس لا يتنافى مع الالفة»، مشيراً إلى «أننا كلنا ابناء بلاد واحدة». ويضيف: «أتمنى الخير للآخرين كما أتمناه لنفسي»، مشدّداً على أنّ «ما حدا بياخد من طريق حدا».

ويرى أنه «حين ينجح ابنُ بلدي ويصل إلى ما يحلم به ويطمح لتحقيقه، فهذا يُعتبر نجاحاً لجميع السوريين». ويعتبر أنّ «باستطاعة كل شخص يحلم بالوصول إلى هدفٍ ما أن يحقّقَه»، مشيراً إلى أنّ «نجوماً لبنانيين وسوريين يحققون ما يصبون إليه».

وبالنسبة إلى النوع الفني الذي يقدّمه كلّ من علي وحسين الديك، اللذان لهما تواجد ملحوظ على الساحة اللبنانية، وعن موسيقى الساحل السوري، يقول حازم إنّ «ما يقدمانه جميل وغريب ويشبه أولاد الساحل المعروفين بهذا اللون الغنائي. وأتمنّى لهما التوفيق، فهما «ولاد بلدي».

حضور رغم الغياب

وفيما يغيب حازم شريف بشكل متقطع نسبياً عن البرامج التلفزيونية الحوارية، يوضح أنه قرار شخصي، إذ إنه لا يحب الظهور إعلامياً إن لم تكن لديه أعمال جديدة ليتحدّث عنها، مشيراً إلى أنّ هناك أسباباً أخرى تحول دون ظهوره على شاشات بعض المحطات، قد تكون امتداداً للأزمة الواقعة بينه وبين MBC وPLATINIUM RECORDS .

وينتج حازم حالياً أعماله الخاصة، ويؤكّد أنّ «الإنتاج الخاص في هذه الظروف صعب جداً»، مشيراً إلى أنّ غياب شركة إنتاج يؤدّي إلى غياب الفنان وتأخره في إصدار أعمال جديدة، مشيراً إلى أنّ التكلفة عالية لإنتاج أغنية ذات مستوى كلاماً ولحناً وتصويراً، كما أنّ هناك تكلفة أخرى مترتّبة عن دعم الأغنية لبثّها وإيصالها إلى الناس. ويقول: «أنا شركة الإنتاج ووقّعت عقداً مع نفسي».

خجل وجرأة

وفي حين تُظهر الكاميرا حازم شريف إنساناً خجولاً احياناً رغم مواقفه التي تتّسم عادةً بالجرأة والصراحة، يقول: «مَن يتعرّف إليّ يتفاجأ فأنا لستُ خجولاً بل جريئاً وأحبّ المزاح والضحك».

وإذ يشير «محبوب العرب» إلى أنّ النشاطات الفنية تتوقّف خلال شهر رمضان المبارك، وإلى أنه يقضي هذا الشهر برفقة الأهل والأصدقاء، يرى أنّ هذا الشهر «يقرّبنا أكثر من الناس ومن الله».