IMLebanon

ملامح حرب تجارية.. أو ركود إقتصادي؟

كتب طوني رزق في صحيفة “الجمهورية”:

يتابع المستثمرون الدورة الاقتصادية الأميركية لاستقراء أية إشارات لركود محتمل بعد نمو استمرّ 9 سنوات. الأمر الذي سوف يهبط بأسواق الأسهم العالمية. والهدف هو توقيت الخروج من السوق لتجنّب الخسائر.

لا تعود التقلبات الحادة التي تشهدها الاسواق المالية العالمية إلى الخلافات والنزاعات التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة والصين والاتحاد الأوروبي وغيرها من الدول من جهة اخرى فقط، بل هناك مخاطر أكبر يجب التنبّه لها، وهي أنّ الدورة الاقتصادية الأميركية الراهنة أصبحت في اواخرها، مما يثير التساؤل عن كم من الوقت يمكنها الاستمرار قبل حدوث الركود والانهيار؟

كما أنّ المخاوف والقلق بشأن السوق الأميركي يصيبان المستثمرين في مناطق مختلفة من العالم خصوصاً في الدول الآسيوية، والسبب يعود إلى أنّ الاقتصاد الأميركي منذ الحرب العالمية الثانية كبير جدًا ومتشابك بما فيه الكفاية لجرّ الاقتصاد العالمي معه إذا دخل في مرحلة الركود والانهيار.

مرَّ إلى الآن حوالي تسع سنوات منذ بداية هذا النمو الاقتصادي الأميركي، وهذه تعَدّ ثاني أطول فترة قياسية تشهدها البلاد، وبدأ الخوف والقلق الآن من تحقيق المثل القائل: عندما تعطس الولايات المتحدة، فإنّ بقية العالم يصاب بالبرد.

على الرغم من أنّ الصين تمتلك اقتصاداً كبيراً وقوياً بما يكفي للتحلّي بنفوذ ومكانة تقترب من أميركا، فهي ثاني أقوى اقتصاد على مستوى العالم، إلّا أنّ الصين لم تشهد ركوداً اقتصادياً حقيقياً من قبل، وبالتالي لا يمكن الجزم بأنها ستكون قادرة على مواجهته.

بالتأكيد، هناك علاقة قوية بين الركود والمخاوف التجارية، ومع تقدّم الدورة الاقتصادية في دولةٍ ما، يصير الاقتصاد أكثرَ عرضةً لأحداثٍ عواقبُها وخيمة مع زيادة معدّلات الفائدة وتوسّع قطاع الأعمال وزيادة الاستهلاك. من الممكن أن تكون الحرب التجارية المشتعلة الآن هي إحدى هذه النتائج والاسباب المحتملة، إلا أنّ الاقتصاد الأميركي ومعه العالمي، حتى يدخل في حالة من الركود، يجب أن تصبح التوترات الحالية شيئاً أكبر بكثير ممّا هي عليه في الوقت الراهن.

على مدار الخمسين عاماً الماضية بالولايات المتحدة، كانت عائدات العام السابق للسوق الهابط تتجاوز 20% ولا تقلّ عن 10% في أسوأ الأحوال، وعندما تقترب بداية السوق الهابط، فمِن النادر جدًا أن تنهار الأسهم بين ليلة وضحاها، فالأسهم تنخفض تدريجيًا، أي أنّ هناك وقتاً للخروج من السوق، ولا يوجد حاجة لمحاولة التنبّؤ بوقت حدوث الهبوط.

أسواق العملات

إرتفع اليورو مقابل الدولار، لكنّ التحرك كان محدوداً وسط عزوف الكثير من المستثمرين بسبب المخاوف المستمرة قبَيل الموعد النهائي لفرض واشنطن رسوماً جمركية على واردات من الصين.

وسجّل اليوان أكبر تحرّكٍ حيث ارتفع 0.8% مع استمرار تعافي العملة الصينية من أدنى مستوى في 11 شهراً بعد أن اتّخَذ البنك المركزي خطوات لوقف هبوطها السريع.

وارتفع اليورو 0.1% إلى 1.1665 دولار. وهبط الدولار 0.2% مقابل سلة تضم ستّ عملات كبرى ليصل مؤشّره إلى 94.505 قبَيل عطلة يوم الاستقلال في الولايات المتحدة، بعدما حقّق مكاسب على مدى ثلاثة أشهر متتالية. وزاد الين الياباني، وهو من الملاذات الآمنة، بنسبة 0.2% مقابل العملة الأميركية إلى 110.39 ين للدولار.

وارتفع الدولار الأسترالي إلى 0.7403 دولار أميركي، مبتعِداً عن أدنى مستوى في 18 شهراً البالغ نحو 0.7311 دولار أميركي، وذلك بفضل بيانات مبيعات التجزئة المحلية القوية.

بورصة بيروت

تراجَع نشاط البورصة المحلية أمس وسط غلبةِ الاتّجاه الارتفاعي لأسعار الاسهم المتداولة والتي بلغت 39810128973 سهماً بقيمة 0.31 مليون دولار. وذلك من خلال 31 عملية بيع و شراء لستة انواع من الاسهم، والتي زاد سعر ثلاثة اسهم منها وتراجع سهم واستقرّ سهمان آخران. و في الختام زادت قيمة البورصة السوقية 0.21% الى 10.356 مليارات دولار. أمّا أنشط الأسهم فكانت على التوالي:

1) شهادات بنك بلوم التي استقرّت على 10.50 دولارات مع تبادل 14500 سهم»

2) أسهم شركة سوليدير الفئة أ التي ارتفعت 0.27% إلى 7.17 دولارات مع تبادل 13.550 سهماً.

3) أسهم بنك عودة التي تراجعت 1.96% الى 5 دولارات مع تبادل 7500 سهم».

4) أسهم بنك بلوم التي استقرّت على 10.45 دولارات مع تبادل 2000 سهم».

5) شهادات بنك بيبلوس التي ارتفعت 5.71% الى 1.48 دولار مع تبادل 2000 سهم».

الأسهم العالمية

إرتفعت الأسهم الأوروبية في التعاملات المبكرة الثلاثاء الفائت بعد أن سوّى المحافظون بزعامة ميركل نزاعاً بشأن الهجرة، وهو ما قدّم الدعم للمستثمرين القلِقين من أنّ حرباً تجارية تقودها الولايات المتحدة قد تُخرج النمو العالمي عن مساره. وبحلول الساعة 0736 بتوقيت غرينتش صَعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2 بالمئة، فيما حقّق المؤشر داكس الألماني أفضل أداء ليرتفع 0.6 بالمئة. وهدّد خلاف بشأن الهجرة بالإطاحة بالائتلاف الحكومي الهشّ بزعامة ميركل، لكنْ حدثت انفراجة مساء يوم الاثنين بعد أن تخلى وزير داخليتها المتمرّد عن تهديده بالاستقالة.

وعوَّضت الأسهم الآسيوية، التي واصَلت انخفاضاتها الكبيرة ليل الاثنين في الصين على وجه الخصوص، بعضَ خسائرها قبل بدء تعاملات الأسهم الأوروبية، ممّا ساهم في استعادة الثقة.

وينتاب القلق الأسواق المالية الصينية قبل موعد نهائي يحلّ في السادس من تموز، حيث من المقرّر أن تفرض الولايات المتحدة رسوماً على سِلع صينية بقيمة 34 مليار دولار، وهو ما هدّدت بكين بالرد عليه بفرض رسوم مماثلة على سلعٍ أميركية

النفط

إرتفعت أسعار النفط بعد تقرير يُظهر تراجع مخزونات الوقود الأميركية في ظلّ توقّفِ منشأةِ سينكرود كندا للرمال النفطية في ألبرتا، والتي عادةً ما تورد للولايات المتحدة. كما وجدت أسعار النفط دعماً في العقوبات الأميركية الوشيكة على إيران، والتي تنذِر بقطع إمدادات عن سوق شحيحة بالفعل رغم تعهّدِ منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك بزيادة الإنتاج لتعويض أيّ نقص في المعروض بسبب تعطّل الإمدادات.

وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 37 سنتاً أو 0.4%، عن التسوية السابقة ليصل إلى 74.51 دولاراً للبرميل. وكان الخام قد بلغ أمس الاوّل الثلاثاء أعلى مستوياته منذ تشرين الثاني 2014 عند 75.27 دولاراً للبرميل.

وبلغ خام القياس العالمي مزيج برنت 78.04 دولاراً للبرميل، بزيادة 28 سنتاً أو بنسبة 0.4% عن التسوية السابقة. وكان نشاط التداول محدوداً بسبب عطلة يوم الاستقلال في الولايات المتحدة.

الذهب

إرتفعت اسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها في أسبوع أمس الأربعاء متعافيةً من أدنى مستوى في سبعة أشهر، الذي لامسَته في الجلسة السابقة، مع تراجعِ الدولار الذي عزّز الطلب على المعدن الأصفر.

وزاد الذهب في المعاملات الفورية 0.6 بالمئة إلى 1260.06 دولاراً للأونصة ، بعدما لامسَ أعلى مستوى له في أسبوع عند 1261.10 دولاراً للأونصة.

وصَعد المعدن الأصفر أكثر من 20 دولاراً مقارنةً مع المستوى المتدنّي الذي بلغه يوم الثلاثاء عند 1237.32 دولاراً للأونصة، وهو أضعف مستوى له منذ 12 كانون الأوّل.

وارتفع الذهب في العقود الأميركية الآجلة تسليم آب بنسبة 0.6% الى 1261.30 دولاراً للأونصة. وانخفض مؤشّر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلّة من ستّ عملات كبرى، بنسبة 0.3 بالمئة إلى 94.421

ويجد الذهب دعماً في تراجعِ الدولار، إذ يقلل من تكلفةِ المعدن المقوم بالعملة الأميركية على المستثمرين من حائزي العملات الأخرى.

وغالباً ما يُعتبَر الذهب ملاذاً آمناً في أوقات الضبابية السياسية والمالية.

ومِن بين المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضّة في المعاملات الفورية 0.7 بالمئة إلى 16.13 دولاراً للأونصة، وصعد البلاديوم أكثر من واحد بالمئة إلى 950.80 دولاراً للأونصة.

وزاد البلاتين 0.1 بالمئة إلى 837.74 دولاراً للأونصة، بعدما نزل يوم الثلاثاء إلى أدنى مستوياته منذ كانون الأول 2008 عند 793 دولاراً للأونصة. وبقيَت الأسواق الأميركية مغلقة أمس الأربعاء بمناسبة عطلة يوم الاستقلال.