IMLebanon

جعجع للراعي: الظاهر إنّك رَح تصَلّي كتير

كتبت مرلين وهبة في صحيفة “الجمهورية”:

نهاية أسبوع حافلة بالأحداث عاشها لبنان، لا سيّما بلاد الأرز…. ومَن قصَد أحياء بقاعكفرا الضيّقة وبيوتها القروية النموذجية لاحَظ كيف استحوَذ القديس شربل على قلوبهم وعقولهم، فلِبصماته أثرٌ في كلّ زاوية، ولكلّ بيت حكاية من الحكايات والأعاجيب التي حقّقها ابنُ مخلوف ولم تنتهِ. فلا سلطة في بقاعكفرا إلّا للقدّيس شربل ولا مرجعية سوى لحِكَمِهِ وحِكْمَتِه.

ليلة أمس كانت حافلةً في بقاع كفرا. فالجميع صغاراً وكباراً من جمعيات وبلديات كانوا يترقّبون وصول البطريرك الراعي ليترأس القداس الاحتفالي بمناسبة عيد القديس شربل تزامُناً مع بدء مهرجانات الأرز التي استقبلت بدورها النجمة العالمية شاكيرا التي أحدث حضورُها علامةً مميّزة ونشَّط الحركة السياحية. إلّا أنّ سابا ابنَ بقاع كفرا يوضح لـ”الجمهورية” التي واكبَت أحداث نهاية الاسبوع أنّ القديس هو أيضاً عالميّ، وبلدة بقاع كفرا يقصدها يومياً المئات من السوّاح الأجانب.

المفاجأة

وقد فاجأ رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع أهالي بقاعكفرا، ربّما لأنه لم يحضر حفلة شاكيرا في الليلة الأولى من مهرجانات الأرز التي سبَقت عيد القدّيس، وتذكّر أبناء البلدة كيف قصَد الحكيم مغارة القديس شربل في اليوم الأوّل لخروجه من السجن.

وصَل رئيس حزب “القوات” قبل عشرين دقيقة من بدء القدّاس وحتى قبل اكتمالِ الحضور، فانتظر مع ابناءِ البلدة دخولَ البطريرك الراعي الذي رافقه لفيفٌ من المطارنة القادمين من القارّة الاوروبية.

لفتَت كلمة البطريرك الحضور لانطوائها على رسائل كثيرة، دينية وسياسية. وبعد سردٍ موثّق وثمين عن بطولة القديس شربل وفضائله انتقل الى الشقّ السياسي والداخلي ليثير تحديداً أزمة تشكيل الحكومة، لافتاً إلى أنّ شعبَ لبنان برُمته ينتظر، محذِّراً من التداعيات السلبية للتأخير على المشوار الاقتصادي والسياسي والامني، وكذلك على المستوى الدولي.

الراعي قدّم صَلاته للقديس من أجل إنهاءِ الأزمة ومن اجلِ اقتداء المعنيين بقدرة مار شربل على اتّخاذ القرار. ودعا إلى الصلاة الى مار شربل ليحميَ الوطن في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها ومن أجلِ تأليف الحكومة الجديدة، مشيراً إلى “أنّنا نصلّي من أجل تأليف الحكومة، وبحاجة الى قرار من أجل ولادتها، الوقت له قيمته وكلّ لحظة في حياتنا لها قيمتها” مشيراً إلى أنّ القديس شربل أعطى قيمة للّحظة، فأخذ القرار بأن يكون قدّيساً، لكن لم يدّعِ يوماً أنّه قديس، لكنّه أخذ القرار. وأضاف: سرّ شربل أنّه صاحب قرار وبطلٌ في الصمود في القرار وصاحبُ تجرُّد، تجرَّد من كلّ حيطان الدنيا فربح الدنيا كلها”

جعجع “بدَّك تصلّي كتير”

وكشف رئيس بلدية بقاعكفرا إيلي مخلوف في كلمته أنّ “الحكيم” علّق أثناء تمنّي البطريرك من الجموع الصلاة من أجل إنهاء أزمة تشكيل الحكومة، قائلاً: “الظاهر إنّك رَح تصَلّي كتير”.

وكانت هذه الإشارةَ الأولى التي أرسَلها جعجع للبطريرك الراعي قبل الخلوةِ الثنائية التي جمعت بينهما في صالون الكنيسة والتي تمحورت حول تأزّمِ الوضع الحكومي.

جعجع: ” لم نخرج من الصفر لنعود إليه”

بعد الخلوة التي جمعت جعجع والراعي لمدّة نصف ساعة في قاعة الطعام في صالون الكنيسة، انسحبَ جعجع دون الإفشاء عن مضمونها، فيما كان لـ”الجمهورية” دردشة معه، فسألناه إذا كان يوافق على قول الراعي بأنّ القرار هو ما تفتقده الحكومة لتتشكّل؟

فأجاب: “طبعاً يلزمها قرار، ولكن يلزمها ايضاً تسهيل من جميع الفرقاء.

ما هو فحوى الخلوة؟ وهل الحكومة سببُها، وهل من الممكن اعتبارها إيجابية ؟

“نعم أقِرّ بأنّ هناك صعوبات لم تُذلَّل بعد.

وهل من مؤشرات سلبية تعيدنا إلى نقطة الصفر أم أنّ العقدة مسيحية فقط؟

“العقدة ليست مسيحية فقط، كما أنّنا لم نخرج من منطقة “نقطة الصفر” بالأصل كي نعود إليها.

ماهي أمنيتك في ليلة عيد القديس شربل، وما الأعجوبة التي تطلبها منه في يوم عيده؟ وهل من الممكن أن تكون “تأليفَ الحكومة مثلاً”؟

يجيب جعجع: ” مار شربل أدرى، وهو يعرف أكثر”

البطريرك لـ”الجمهورية”: نتمنّى أعجوبة

بعد مشاركته وليمة العشاء مع لفيف من رؤساء بلديات المنطقة وأعضاء البلدية وأهل البلدة ومحافظ الشمال والمخاتير، أجاب البطريرك الراعي على سؤال لـ”الجمهورية” عن أمنيته في هذا العيد وعن الأعجوبة التي يتمنّاها فقال:

“الأعجوبة التي نتمنّاها هي “الخروج من المأزق الذي نعيش فيه، وهو مأزق الحكومة، فكلّ شيء متوقّف لأنه ليس هناك حكومة، خاصةً وأنّ مؤتمر سيدر يربط جميعَ المساعدات بالحكومة والإصلاحات، ولا يجب التلاعب بالأمر بهذا الشكل، نحن نطلب هذه الأعجوبة من مار شربل كما نلتمس منه السلام لهذا الشرق ونهاية الحروب وعودة النازحين الى بيوتهم، كما ونطلب منه ان يُحدِث فينا الأعجوبة وفي حياتنا وفي مسيحيتنا لنعيشَها في المجتمع والعائلة والدولة، وكي نستأهل الأعجوبة.

وهل تتأمّل خيراً ؟

يجيب: “أتأمّل خيراً لأننا أبناء القيامة.

رسائل كثيرة وجّهها البطريرك في ليلة عيد القديس شربل إلى اللبنانيين كما السياسيين. كذلك شكّلَ حضور قائد القوات ومشاركتُه في القداس الاحتفالي ربّما الرسالة الأحبّ إلى قلوب أهل البلدة، فأظهَر إيلاءَه على الصعيد الشخصي أهمّيةً مميّزة لعيد القديس شربل، مظهِراً بحضوره شخصيّاً أهمّية الحدثِ وما يشكّل القديس بالنسبة إليه من “قداسة عالمية” لا تُضاهيها عالمية.